[esi views ttl="1"]

الرهان على نهوض اليمن

ما زال هناك بصيص أمل لإنقاذ اليمن من الوقوع في براثن التقسيم والحرب الأهلية والطائفية التي تحاول قوى خارجية مشبوهة إضرام نارها لدوافع وأهداف خبيثة لم تعد تخفى على أحد.

فرغم ما ينطوي عليه المشهد اليمني الراهن من مأساوية بعد سعي أطراف خارجية مغرضة ضرب مكونات المجتمع اليمني بعضها ببعض والمساس بالشرعية وبالسلم الأهلي، وتأجيج الصراعات الطائفية الدخيلة عليه، وتوسيع دوائر الانفلات الأمني في أرجائه، إلى جانب تغذية النزعة الانفصالية في الجنوب، رغم ذلك كله فإن الأمل ما زال قائمًا في تضافر كافة القوى السياسية والوطنية والفكرية للنهوض بالبلاد مجددًا وتصحيح مسيرته في اتجاه البناء والوحدة والتنمية، فقد آن للقوى السياسية والتنظيمات الحزبية، والمليشيات المسلحة -التي تعمل لحساب قوى خارجية لا تروم خيرًا لليمن- الإدراك بأن هذا البلد عانى ما يكفي من الخلافات والانقسامات والحروب والنزاعات، وأنه آن الأوان كي ينعم بالأمن والاستقرار والعيش الكريم، ويبدأ مرحلة البناء السياسي والاقتصادي معتمدًا على إمكاناته وقدراته الذاتية وثرائه الحضاري، وذلك بعد أن أثبتت التجربة أن محنة اليمن ومصيبتها الكبرى تكمن في اعتمادها على الخارج، ليس فقط في حل مشكلاتها الاقتصادية وعوائقها التنموية، وإنما أيضًا في تحديد بوصلتها السياسية التي تصبح عند انحرافها عن وجهتها الوطنية والسيادية أداة طيعة في يد القوى الخارجية التي تحاول التدخل في شؤونه الداخلية.

إن أخطر ما يمكن أن يتعرض له وطن ما من مخاطر أن تتغلب المصالح الشخصية والمذهبية والفئوية على المصالح الوطنية، وهو ما يتعين على كافة الأطياف اليمنية إدراكه لسد الطريق على كافة القوى التي تتربص السوء بهذا البلد العزيز على كل عربي والذي يعتبر مهد العروبة وأحد رموزه الحضارية التليدة، حتى لا تنجح في تنفيذ مخططاتها الشريرة التي تستهدف أمنه الوطني ووحدة إنسانه وترابه الوطني والعبث بأمنه وتعطيل مسيرته التنموية، وهو ما عبرت عنه المملكة من خلال دعوتها التي وجهها مجلس الوزراء السعودي في جلسته الأسبوعية أمس الأول برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع للأشقاء في اليمن بجميع أطيافهم السياسية والمذهبية إلى تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية الضيقة والحرص على عدم المساس بالشرعية وعدم خدمة مصالح من لا يريد خبرًا لليمن الشقيق وشعبه.

زر الذهاب إلى الأعلى