[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الانتخابات الرئاسية.. الخيار الذي يرعب هادي

لم يعد مع هادي من يمكن أن يصوت له ولو اضطراراً في أي انتخابات تنافسية قد تجري في ‏اليمن، نهاية منطقية لرجل فاق التوقعات كما يحلو له القول، بالفعل فاق الرجل التوقعات فلا ‏يمكن حتى للأطفال وهم يسمعون قصته تروى لهم قبل نومهم أن يصدقوا أنه وجد في القرن ‏الحادي والعشرين رئيسٌ يكذب على شعبه كل يوم مائة مرة رئيسٌ يبيع الوهم منذ ثلاث ‏سنوات دمر بلده وأنهكه حروباً وفساداً مالياً وفشل في حل أي مشكل من مشاكل البلد بل وصل ‏به الحقد والانتقام لإن ينمي الصراعات والأزمات والفوضى والحروب لأنها- بظنه- الطريقة ‏المثلى للاستمرار برأس السلطة وجمع مالذ وطاب من الخزينة العامة.‏

كان عام 2011م سنة لم يكن حتى هو يحلم بها، فقد لمحه اليمنيون بالصدفة في أحد أدراجهم ‏الصدئة فقبلوا به كالزوج المحلل لسنتين فقط ولم يكن أحدٌ يظن أن الفأر الذي تسبب بتهدم سد ‏أجداد اليمنيين في مأرب قبل ألاف السنين بقي من ذريته رجلٌ سيتسبب بتهدم اليمن ‏كلها!!!ولعلم الرجل يقيناً أنه لا أحد نظر إليه يوماً باعتباره صالحاً لمنصب رئيس فصل في ‏مدرسة ابتدائية فضلاً عن صلاحيته لمنصب رئيس جمهورية، فإنه عمل لأخرته الرئاسية في ‏فبراير 2014 مغرقاً البلد في مستنقع مليء بقاذورات من صنعه، ليكون لا همَّ لليمنيين سوى ‏الخروج منه وبالتالي نسيان موضوع فترة رئاسية منتهية لمن أسموه منذ البداية (رئيس ‏انتقالي) فانتقل بهم إلى مصافي الدول (الأخرا) كما ينطقها جازماً بداخله بالمعنى الحقيقي ‏لنطقه!!!.‏

‏ يعد الوقت أثمن مالدى الشعوب الحية والمتقدمة ولذا تكتب الخطط الطويلة الأمد وتحرص ‏على التداول السلمي للسلطة في مواعيد محددة لا تقبل أن تتجاوزها مهما كانت الأسباب ‏فتعتبر تاريخ اجراء الانتخابات موعداً مقدساً لايجوز تعديه ولو ليوم واحد، بينما الشعوب ‏المتخلفة كانت ولازالت مستهترة بالوقت مرخصة للزمن، فمثلاً يمن السلطان عبدربه تم ‏التمديد لمدة رئاسته عبر أفراد اشتراهم بدولاراته نهاية مؤتمر موفنبيك بل فوضوه ليقرر متى ‏وكيف وهل سيتم اجراء انتخابات رئاسية جديدة من عدمها، فهل يعقل أن يقرر الرجل موعداً ‏يعلم يقيناً أن الشعب سيرميه فيه بالقباقب كما فُعل بشجرة الدر ما لم ينتقم منه بطريقة ‏أقبح؟؟!!.‏

لقد عمل الرجل ليوم الانتخابات الرئاسية كثيراً ليس إنجازات بل مؤامرات أشغل بها كل ‏اليمنيين وبالذات الساسة المنافسين الذين يعشقون السلطة، ولم يعد هناك يمني يفكر بمنصب ‏الرئاسة فالكل إما مشغول بالقتال ضد أخيه أو مشغول بلقمة العيش أو مشغول بمحاولة الحفاظ ‏على أيام أكثر في عمره، الخلاصة نجح عبدربه إذاً في إلهاء الجميع عن مدة الرئاسة.‏

إذا أراد اليمنيون الحل فأول وسائل إنقاذ أنفسهم أولاً وبلدهم ثانياً هي المطالبة بتحديد موعد ‏انتخابات الرئاسة التنافسية القادمة، مالم فإنكم تقدمون خدمة مجانية لقاتلكم ليبقى في رأس ‏السلطة لتعذيبكم أكثر وأكثر، سيقول الكثيرون وكيف يتم اجراء انتخابات والبلد غير مستقر ‏فأقول أن العراق مثلاً اجرى انتخابات قبل شهور ومدن ومحافظات خارج السيطرة تماماً، أن ‏دولاً أفريقية تجري الانتخابات والوضع الأمني فيها أكثر سوءً من يمن عبدربه، أن أوكرانيا ‏أجرت انتخابات رئاسية قبل شهور وهي تخوض حرباً في شرقها وانفصال في جنوبها، لن ‏نعدم وسيلة لحل مشاكل الانفلات الأمني في مدن عديدة فقد اختير عبدربه في 2012 بدون ‏انتخابات في محافظات الجنوب فما الذي سيفرق حالياً!!؟؟.‏

لإنقاذ البلد قبل أن يتدمر أكثر ويفنى، فإن واجب الجميع وبالذات الأحزاب والقوى السياسية ‏أن تطالب وبأعلى صوت (قوموا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم...انتخابات رئاسية فوراً) مالم ‏فإنكم ستكثرون من جثث اليمنيين قرابين لهُبل اليمن الجديد المتسمر على كرسي الرئاسة حتى ‏يفنى اليمن وتفنون أيضاً.‏

زر الذهاب إلى الأعلى