[esi views ttl="1"]

في صنعاء كعاصمة للوطنية اليمنية!

لم تكن مدينة صنعاء منتهكة كما هي اليوم. مسلحون في كل مكان، واستعراضات السلاح من أسبوع إلى آخر. وكل ما يتصل بالدولة والمؤسسات من رمزية وطنية _ حتى في الشكل_ تم طمسه في ظرف شهور. وقد حلت رموز الجماعة وشعاراتها في دار الرئاسة والقصر الجمهوري والمعسكرات والمنشأت المدنية.

هناك تقويض شامل للجامع الوطني اليمني تمارسه الجماعة في العاصمة... في عاصمة الجمهورية اليمنية، في صنعاء المدينة العريقة التي ينكل بها منذ 3 عقود وكانت أكثر مدينة انتهبت عبر التاريخ. وحتى في التقسيم الفدرالي الغشوم تم نهب اسمها العريق "آزال"، وإلصاقه باقليم افتراضي هو أقرب إلى المعزل الطائفي.

باختصار تتضافر حماقات السياسيين في العاصمة صنعاء، حزبيين وحوثيين ورسميين، لإنهاء رمزية هذه المدينة بالنسبة لليمنيين جميعا. وهي رمزية ليست متصلة بغلبة بل بوطنية يمنية _ تشكلت خلال عقود، وبخاصة عقب ثورة 26 سبتمبر المجيدة رغم كل انتكاساتها خصوصا بعد اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي_ يتكالب عليها العصبويون جميعا، باسم الاستحواذ على العاصمة كما يفعل الحوثي وحلفاؤه أو باسم التحرر من سطوة محيطها، وسطوتها هي، كما يفعل عديدون في السلطة والطبقة السياسية الانتهازية.

صنعاء هي العاصمة. وفكرة نقل الحوار إلى مدينة أخرى حتمية الآن. لكن القفز السريع إلى البحث عن عاصمة أخرى هو مشروع مقامر يباعد أكثر بين اليمنيين ويكرس حالة الاستقطاب البدائي والغرائزي فيما بينهم.

لقد أفسدت النخب الحزبية الحياة في اليمن. وهي تحترع من فترة إلى أخرى، "صرعات" للبقاء في المشهد. وآخر صرعاتها هذه الأيام هي "نقل العاصمة".

مستفيدين من الحماقة الحوثية الكبرى، يستعجلون نقل العاصمة، في ظرف انفسام وطني رأسي دون أي اعتبار لمخاطر هذه الصرعة الفتاكة!

زر الذهاب إلى الأعلى