[esi views ttl="1"]

الممسوسون برهاب البعث

اجزم بانه لم يتعرض حزب في الوطن العربي وربما في العالم كله إلى حملات كالتي تعرض ويتعرض لها البعث ، والتي وصلت حد تحول ( معاداة البعث ) إلى مرض نفسي وليس فقط عملا مخابراتيا ، والمرض النفسي هذا تختلف حدته تبعا للحالة ومنها الخوف المرضي أو الرهاب Phobia ، بل وصل المرض حد الهستيريا المتطرفة التي تجعل المصاب بها موضع اما سخرية مرة أو شعور بالشفقة ! ونوري المالكي وحزب الدعوة اصبحا مثالين واضحين لرهاب البعث لشدة رعبهما منه . واخر مظاهر فوبيا البعث رد فعل المالكي وحزبه على البرنامج الوثائقي الذي قدمته قناة الجزيرة الذي يعد انموذجا واضحا للاصابة المزمنة بهذا المرض النفسي حيث انه اتهم قناة الجزيرة بانها ( كشفت هويتها البعثية ) فقال بيان لحزب المالكي بالحرف الواحد :

( ان قناة الجزيرة بافترائها واساءتها لرمز من الرموز الوطنية وهو الامين العام لحزب الدعوة الاسلاميه الاستاذ نوري المالكي قد كشفت عن هويتها العدوانية البعثية …..واشار إلى ان “الجزيرة التي لاتزال تتباكى على ماضي البعث المجرم الملطخ بدماء ابناء الشعب العراقي وشعوب دول الجوار قد انتجت وثائقي ( الصندوق الاسود ) واعدته ونفذته بطريقة بعثية الخطاب ….. وهي بما قدمته من وثائق مزورة لا اساس لها من الصحة واتهامات ومزاعم بارتكاب جرائم بلا ادلة تؤكد وجود بصمات بعثية وراء هذا الوثائقي”. ) لاحظوا كم مرة تكرر اسم البعث في فقرة منه مع انه يرد على برنامج لقناة الجزيرة وليس على بيان بعثي ؟ اربعة مرات تكرر ذكر البعث مع ان الكل يعرف بان قناة الجزيرة تقاطع البعث وتتجنب عرض مقابلات لممثله ولقادته ومناضليه بطريقة لفتت انتباه الجميع ، وان فعلت فلبضعة دقائق فقط لاسقاط فرض مهني شكلي في موقف اوضح ما يفسره هو ان قناة الجزيرة ليست باي حال صديقة للبعث أو متعاطفة معه أو متأثرة به .

فلم اذن هذا الربط القسري والمفتعل بين البعث وقناة الجزيرة ؟ انه فوبيا البعث وقد وصلت حد الهستيريا المنفلتة كليا من اي قيد منطقي أو عقلاني . وقبل الاجابة منكم تذكروا ان هذه الفوبيا تصيبهم في العام 12 للغزو وبعدان تعرض البعث لكوارث لم يتعرض لها اي حزب اخر على الاطلاق فقد استشهد له اكثر من 160 الف بعثي وشرد مئات الالاف من البعثيين ومازال الاف البعثيين في السجون وحرموا من ابداء الرأي وقمع صوتهم وقطعت ارزاقهم بمنع استمرارهم في وظائفهم وكان الامر الاول بذلك الاضطهاد هو أمريكا وشريكته اسرائيل الشرقية ! اليست ظاهرة فريدة الهستيريا لحد الرعب من حزب نكل به بطريقة غير مسبوقة ؟ والاكثر دلالة ان نغول اسرائيل الشرقية يكررون كلما فتحوا افوههم بان البعث اصبح ( شراذم ) وانه ( ماض لن يعود ) وان ( من بقي هم ايتام البعث ) …الخ فاذا كانت ( الشراذم ) و ( الايتام ) يتسببون بهذه الهستيريا المرضية المزمنة فكيف لو انه عاد للحكم وهو عائد حتما ولكن مع حلفاءه وليس وحده ؟ حزب يتعرض لكل ذلك ويبقى مصدر رعب لحكام مهنتهم الثانية بعد سرقة اموال العراق هي القتل والابادة والتعذيب بطريقة بالغة الوحشية اليست تلك حالة مزمنة من مرض نفسي خطير ؟

ورعب المالكي المرضي من البعث ليس اوهاما بل هي كوابيس من يرى الواقع كما هو ويظهر له البعث فيه قدرا حتميا اتيا غدا، ولكن الامر الاكثر لفتا للنظر هو ان المالكي وامثاله من نغول اسرائيل الشرقية ليسوا الوحيدين الذين مسهم رهاب البعث فاصبحت وجوههم عبارة عن مسرح لعرض كافة اشكال الرعب والعجز وفقدان السيطرة على النفس بما في ذلك التبول اللاارادي ولكن من الفم ! هناك زمر كثيرة اعلنت حالة الطوارئ وهي ترى البعث يعود سيدا للساحة العراقية بلا غموض رغم كل جراحه العميقة ، وبينها بيادق اجهزة المخابرات الأمريكية والإيرانية والاسرائيلية وبعض العربية .

لقد استنفرت تلك البيادق ( العزيزة ) المخفية واخرجتها من اوكارها المموهة لتبدأ حملات تزوير وتشويه للبعث ومواقفه ورموزه المناضلة وتحاول خلط الاوراق بادعاء وجود اكثر من بعث وانه اجنحة أو انه يتراجع عن المقاومة ويتجه للمساومة … الخ من المعزوفات السخيفة التي تظهر حجم ونوعية الاحباط والمرارة في نفوس دول كبرى وتبين كم يمكن ان ينحط البعض اخلاقيا ويصل الدرك الاسفل من النذالة !

اما الاكثر ارتباكا ورعبا من تصاعد حضور البعث عربيا وعالميا وليس عراقيا فقط فهي تلك العناصر المصابة اصلا بداء قاتل هو الحقد على البعث ومحاربة ايديولوجيته القومية الاشتراكية فهؤلاء يتصدرون الان زمر اختصت بتلفيق للاكاذيب المصممة لشيطنته والسبب المضاف لاحقاد البعير التي استحوذت على نفوس هذه الزمر هو انها اصيبت بخيبة امل العمر كله بتبلور أدراك يقيني بان البعث لم ينتهي رغم انها اوهمت نفسه مرارا وبخديعة فريدة للذات بانه انتهى ولن يعود نتيجة ما تعرض له من كوارث لم يتعرض لها حزب اخر ابدا بما في ذلك النظم الشيوعية والنازية والفاشية ونستطيع اثبات ذلك بسهولة اذا اضطررنا .

نهوض البعث بعد كل ضربة يتعرض لها وبروزه اقوى واكثر نشاطا مما سبق جعل تلك الزمر اشد هستيريا واصرارا على شيطنة البعث – رغم ادعاء بعضها بالوطنية – لانه حرمها من دور حلمت به كثيرا وربطت بين تحقق حلمها وبين زوال البعث ، لهذا فبقاء البعث قويا وفارسا فريدا بقدراته وتجدده اللامتناهي كان الضربة الاشد قساوة لاحلام من تعاطى الاوهام غذاء له وفي مقدمتها الوهم القاتل انه سيحكم العراق يوما ما .

ويعرف الاطباء النفسيين ان اكثر من يتعرض لغياب المنطق وتدهور العقلانية هو من يصاب بخيبة امل ضخمة ولهذا نلاحظ ان ارتباك هذه الزمر يجعلها تتهم البعث بما فيها هي بالذات وعرف عنها بصورة واسعة النطاق بالادلة والبراهين المالية !

والان وفي عام 2015 وبعد 12 عاما على الغزو والضربات البالغة القسوة والمتكررة لتنظيم البعث ثم عودته كالعنقاء المتجددة مازالت هذه الزمر الممسوسة برهاب البعث تكرر نفس الاكاذيب حول البعث في تعبير انموذجي عن سلوك مرضي مزمن يمثل مرضا مشتركا لكافة من تمنوا زوال البعث كي يفسح لهم الطريق للصعود ونهب أو تخريب العراق .

ولذلك نكرر السؤال المنطقي : ما السر في هذا السلوك الرهابي تجاه البعث ؟ ان فوبيا معاداة البعث ظاهرة مرضية واضحة تعود لظاهرتين متلازمتين : الظاهرة الاولى ان البعث تجاوز اثار الضربات القاسية ونهض بقوة واستعاد عافيته بسرعة وتقدم الصفوف بتضحيات غالية في تعبير اسطوري عن فرادة وحيوية البعث بعد زوال أو التقلص الهائل في حجم وادوار الاطراف الاخرى ، ولو ان ضربة بسيطة جدا مقارنة بما تعرض له البعث اصابت كافة القوى لانتهت فورا وبلا عودة ، وهنا تكمن فرادة البعث . اما الظاهرة الثانية فهي التبدد الكامل للاوهام الذاتية لمن تصور امكانية انشاء تنظيم بديل عن البعث يمثل اكثرية العراقيين في ساحة المقاومة والنضال ولهذا كانت اطروحة ان البعث قد انتهى هي الشرط المسبق لترويج فكرة ان التنظيم البديل ضرورة لملء الفراغ في الساحة العراقية بعد تدمير الحزب الرئيس.

من هنا فان الحملات التشويهية اعتراف مباشر وصريح بان البعث هو سيد الساحة العراقية بلا منازع وان من يقومون بنشر الاكاذيب ليسوا اكثر من مرضى نفسيا أو جواسيس ينفذون اوامر مخابرات معادية للعراق ووحدته وتقدمة وتحرره الحقيقي .

وبناء على ما تقدم ندعو رفاقنا البعثيين وهم يواصلون النضال من اجال تحرير العراق تجنب الانجرار إلى شجارات لا تليق برموز العراق وسادة ميادين الصراع ، والرد عندما تقتضي الحاجة ذلك على طروحات وافكار وليس على اسماء وبهدوء وبتوثيق علمي وليس بالسباب أو المهاترات . حطموا الاطروحات الكاذبة ولكن لا تعطوا الفرصة للزمر الهزيلة كي تتسلق سلم الشهرة على اكتاف عملاق الحاضر ومهندس المستقبل العراقي من خلال افتعال شجارات صبيانية معه . عاملوهم بأهمال كامل لان اقصى امانيهم هي اقتران اسماء تلك الزمر باسم البعث على طريقة خلف بن امين* المعروفة ، وتذكروا ما قلناه منذ الغزو بان البعث لا يرد على البيادق والادوات الصغيرة بل يرد على سادتها ومحركيها .

واخيرا ننصح من خدع وضلل ونشر الاكاذيب بالتراجع الان وقبل فوات الاوان والا فلن يكون امامنا الا اعتبار هؤلاء بيادق واداوت مخابراتية تساهم في تنفيذ خطة اجتثاث البعث .

* خلف بن امين شخصية بغدادية مسلية فقد كان يحب الظهور لكنه جبان لا يستطيع تحمل نتائج مواقف عدوانية فيضطر للقيام بعمليات مسرحية توحي بانه شجاع مثل ترويج اكاذيب عن صدامه مع شقاوات أو مطاردة حرامية .

زر الذهاب إلى الأعلى