[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

أي نوع من الحكام هؤلاء..؟

ما يجري في ليبيا من أحداث دموية مأساوية، و بالنظر إلى تطورات المواجهات ونتائجها الدامية قد أثبتت بما لا يدع مجالا للتشكيك أو التفسير بعيدا عن الحقائق الماثلة للعيان والتي كشفت فضائع وفضائح هؤلاء المتحكمين بمصائر الشعوب المقهورة..

ومدى تعلقهم وتشبثهم بكراسي السلطة إلى درجة مخيفة فضحتها بشكل صارخ التصرفات التي لا يمكن إلا أن نصفها بالجنونية لبعدها عن حدود العقل والمنطق، فضلا عن انعدام أي صبغة إنسانية أو حتى حيوانية، وكل ذلك لا قيمة له عند هؤلاء المعتوهين الذين لا شك أنهم أيضا بلا قلوب... حين يكون لسان حالهم.. البقاء فوق كرسي التسلط والتحكم بأي ثمن ولو كان الثمن جثث وأشلاء الرجال والنساء والشيوخ والأطفال من المواطنين، بل على خراب كل البلد بما فيه، أوليس ذلك خارج منطق التصور ونوع من اللا عقل واللا منطق.

كان كل أحرار العالم يشفقون على ليبيا وشعبها المقهور من المتحكمين والمتسلطين العابثين بحياته وبمقدراته وثرواته، منذ أكثر من أربعين عاما، من خلال تصرفات هي اقرب لتصرفات العصابات السرية الدموية الإرهابية بل قد تفوقها بسبب الأموال التي تنفق بسخاء، وسلوكيات هوجاء.. كثيرا ما بعثت على السخرية والتندر والضحك، وأصبح من المعلوم للقاصي والداني مغامرات ومؤامرات من أسمى نفسه ملك ملوك أفريقيا وهو اللقب الأخير الذي اختاره لنفسه... فكان مصدرا للأذى نحو الآخرين في أنحاء مختلفة من العالم شرقه وغربه بدعوى دعم حركات التحرر،(وهو الطاغية المستبد الذي لا يضاهى) بسبب أن لديه من السيولة الكثيرمن أموال الشعب الليبي المسكين يتصرف بها وكأنها أملاك خاصة يوزعها ذات اليمين وذات الشمال بسفاهة مطلقة ولأهداف دنيئة وحقيرة، محاولا تغطية أفعاله المشينة في بلاده وقهره لشعبه ومتنكرا للنار التي تغلي في نفوس الشعب تحت الرماد.

هذا الرجل المعتوه – لم يكترث لتندر العالم من تصرفاته وتصريحاته لأنه لا يمتلك حسا قياديا أو دبلوماسيا، أو حتى إنسانيا، نظرته للحياة والناس والعقائد والنظريات الايدولوجية غريبة وضيقة وغير منطقية في تناولاته لقضايا العالم من حوله – تنم عن جهل مطبق، وعدم اكتراث من شخص لم يعتبر نفسه يوما رئيسا لدولة، مع انه حاكم بأمره لدولة وشعب عربي عريق ، مصمما على انه " قائد " سيغير العالم، واتضح جليا انه فعلا قائد عصابة تستعدي كل جميل في هذا الوجود... كان الجميع ونحن بعاطفتنا العربية نعتقد انه.. حين يتحدث في مواضيع سياسية هامة وإستراتيجية، ودينية وغيرها.. يتندر ويسخر - ونعذره لكن ذلك أصبح ديدنه في كل الظروف والأحوال والأمثلة كثيرة جدا على مدى ما يقرب نصف قرن من الجنان...

والحقيقة بأنه رجل معتوه وبه جنة أو رجل مسخ ربما حتى الجن لا تقبله في صفوفها، وكثيرة عليه حتى كلمة " رجل "، وكل ذلك بفعل مظالم السنين الطويلة لشعبه أولا، و ثانيا العروبة التي ظل يدعي انه الأمين عليها، وفي الأخير عداوته للمبادئ الإنسانية كلها، وخاتمتها المصيبة من المذابح والمجازر والدماء والأشلاء - التي ظل يحضر لها من عقود – هو ربما الأمر الوحيد الذي فهمه جيدا وتنبه له وهو متفنن فيه عن تجارب – وهو حذره الشديد من نقمة أجيال الشعب الذي يتحكم بمصيره فأعد لنفسه خططا عديدة تؤمن له ولأسرته البقاء في السلطة ووضع سيناريوهات متعددة من اجل ضمان ذلك خصوصا بعد انتصار ثورتي الشعب التونسي والشعب المصري المجاورين... وطبعا السيناريو الذي رأيناه، وشاهد العالم كله نتائجه الكارثية المجنونة انه سيناريو الفرصة الأخيرة الذي تضمن استخدام كل أوراق السيناريوهات بدليل الاستعانة وبالتدريج على قوى الأمن السرية والعلنية، ثم التهديد والوعيد والبدء في هذه المرحلة باستخدام نوع من القوة الحديدية، ومع تطور الأحداث، وحين قويت شوكة الثورة بعد سقوط دماء الشهداء، بدأ باستخدام الأوراق الأخرى الأكثر خبثا وخسة، والمستنكرة والمستهجنة، ومنها استخدام المرتزقة الأجانب الذين اعدوا لمرحلة من مراحل المواجهة لذبح وقتل أبناء شعبه واستخدام الطائرات الحربية لضرب المتظاهرين ودكهم وسحلهم في الشوارع والمنازل.. دون ذرة من خجل وبدم بارد، ولا مبالاة حقيرة، والغريب أمام صمت مريب من دول العالم ومنظماته المعنية.

نعم هكذا يدوسون على جثث وأشلاء أبناء الشعب ، ويستحلون سفك وإهدار دماء الأبرياء والمدنيين العزل، من ما نسميهم - تجاوزا - أبناءهم ومواطنيهم ولا ضير طالما وذلك يضمن لهم البقاء والاستمرار في التحكم بمصائر الشعوب غصبا وبكل صفاقة، وطالما أن كل ذلك يؤمن كراسي التسلط على رقاب البشر...

وبقي أن نشير إلى سيناريو اشد جرأة ووقاحة وخبثا يفضح صفحة أخرى من صفحات عمالة هؤلاء الحكام الأقزام لأعداء الأمة (ويفسر بالتالي السكوت المريب للدوائر الغربية تجاه ما يجري على ارض ليبيا العربية) – لنرى بعد كل هذا كم هي الأوطان رخيصة في نفوس هؤلاء؟ وهذا السيناريو يستشف من حديث س ابن ال..... وهو سيناريو يتعلق بتسليم البلاد بكل صفاقة (حلالا بلالا) إلى المستعمر الأجنبي، ولا يتركها غنيمة للأحرار الثائرين من أبناء الوطن أو يسلمها لهم أرضا محروقة وذلك حين أشار إلى أن الغرب الذي له مصالح لن يقبل بان تحكم البلاد من غير آل القذافي، وهو يلمح إلى أنهم مستعدون لاستدعاء الاحتلال.. في حال انه فرضت عليهم الثورة الرحيل أي أنواع من الرجال هؤلاء، وأي درجة من الانحطاط والعمالة واللامبالاة، وقلة الحياء.. نعم هكذا مستعدون للتعامل مع أعتى الشياطين (ونحن أو الطوفان).... " يا سبحان الله.. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم".

إذا بالله عليكم ماذا يمكن أن نسمي هؤلاء؟ أو ما هي الصفة في اللغة التي تنطبق على هكذا حكام أو متحكمون؟ ومن أي أنواع الوحوش الكاسرة يقتربون؟ بصراحة أنا لم أجد أي مسمى ينطبق على هؤلاء...! وليس لي أن أقول إلا أن هؤلاء خارج كل المعاني والقيم والمصطلحات والقواميس واللغات الإنسانية و الحضارية منذ بدء الخليقة.. بل حتى في قواميس عالم الحيوانات المفترسة والمتوحشة لا يمكن إلا أن يكونوا بتصرفاتهم قد تجاوزوها..!

فيا لبشاعة ما يقترفون.. وهنا ليس أمام أشقائنا في ليبيا وجيل وشباب الثورة والحرية والانعتاق من هؤلاء... إلا الثبات والتصميم على التخلص من هذه العصابات والاستعانة بالله الناصرالعزيز الحكيم... حيث مكمن النصر ومصدره الذي لا يقهر " إن ينصركم الله فلا غالب لكم ".... واستعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين.. وكونوا دائما مع الله يكن معكم ومن كان الله معه فمن يقدر عليه هو حسبكم ونعم الوكيل؟.

دعاؤنا لكم – كأدنى واجب أمامنا – أن يمدكم الله بالنصرالمؤزر والمبين ويثبت أقدامكم، وان يخذل عدوكم ويرد كيده في نحره، وان يرينا جميعا في الطغاة والمستبدين والظالمين والمستحلين لدماء الأبرياء وحرمات المساكين... بأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين فإنهم لا يعجزونه سبحانه وتعالى..

اللهم مجري السحاب وهازم الأحزاب انصر عبادك المظلومين والمقهورين في ليبيا وفلسطين وفي كل أصقاع الأرض يا ارحم الراحمين. اللهم آمين.

زر الذهاب إلى الأعلى