[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

"السيد" في المعمعة!

السيد في المعمعة يلوح بالسبابة متمعر الوجه، يمتلك شرطة محلية وجهاز جباية يعمل بكفاءة، ومتحدثين بلسانه، وهناك قادة الفيالق بأسماء مستعارة، ولديه منصة خضراء عازلة للرصاص ومطابقة تماما لاحتياطات السلامة الشخصية للزعيم الخطر واللامع منذ فترة، والذي لا يستبدل. السيد يتلمس طريقه مثل كاسحة ألغام ولا يجد أنه معني بهذا الذي يجري من حوله.

الراجح أنه ليس لدى السيد النية المطلوبة لتصديق فكرة أن نظام الحكم المستهدف من الثورة في اليمن لن يسقط إلا هذا السقوط الذي بالكاد تحتمله دولة عمرها بهذا القوام 20 سنة وربما أقل.

السيد يريد من أعماقه اسقاط النظام، ولا يدري أحد ماذا يقصد على وجه الدقة، ولا كيف يؤتى له أن يسقط النظام، بينما يرصف اللبنات الافتتاحية للنظام الذي تتوق إليه نفسه.

تمتد الايدي إلى السيد فيتركها معلقة في الفراغ. ليس واضحا بعد حتى بالنسبة له ما هي حدود الارباح التي يفكر في بلوغها من جولات القمار اللانهائية. كأن السيد يحضر جديا لوجبة عنف هائلة مقتفيا أثر الأسلاف، وآثارا أخرى كثيرة لا يتوقف عن اقتفائها على غرار سيد الضاحية الجنوبية.

لا ينمو الحوثي ويتكاثر إلا حينما يضع نفسه موضع المظلوم، ومن أجل اكتساب هذا الموضع يبدأ بالتصرف بما يؤذي أطرافا وكيانات ومصالح وجماعات دينية وسياسية، وحينما يحصل على ردة الفعل تنشأ مساحة من الالتباس حول شكل الصراع وتفاصيله، وهذه المساحة تخلق مساحة من الصمت وسط بعض النخب في صنعاء، والصمت في هذه الحالة ممن يفترض بهم أن يقولوا شيئا، له مفعول فيلق عظيم.

دخول السلفيين على خط الصراع بخطاب طائفي أحمق يسقط فيه أحيانا عناصر من الاصلاح، هذا هو مصدر الالتباس والتشويش الذي يكسو طغيان الحوثي ونشاطه الأحمق بثوب الستر، مع ان الحوثية حركة طائفية صرفة وليس غريبا ان تستدعي استجابة من نفس الطينة، مع ادانتي للجملة الطائفية برمتها.

حتى 21 فبراير نعتبر انفسنا في حالة فراغ سياسي، بعد ذلك يصبح لدينا سلطة تحظى بشرعية جيدة، حينها أنصح بان يرفع الاصلاح يده، إن كان له يد فعلا، من مناطق التماس مع الحوثي، وتصبح الدولة هي المخولة الوحيدة بالتصرف واتخاذ ما يمكن من تدابير وبما لا تدفع المناطق الجريحة مجددا إلى أتون الحرب.

أخشى أن بؤر تمرد بدأت تظهر في صعدة ومحيطها وتعبر عن نفسها بأكثر من مستوى، فالحوثي خلخل البنية الاجتماعية هناك وأسس وجوده على قاعدة الماء والزئبق، فشرد مشايخ ومواطنين وبرلمانيين، بعضهم لهم ارتباطات اقليمية وهؤلاء ربما يريدون استعادة حقهم في العودة على القاعدة التي نزحوا وفقها، أي قاعدة الماء والزئبق، فتتأسس علاقات صراع استئصالية، وهذا مروع للغاية.

زر الذهاب إلى الأعلى