[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

المعرفة سلاح المعركة!

غالبا تمر الأشياء، والأحداث، والأشخاص، والدنيا كلها باعتباريتها واعتباراتها، دون أنْ نتفكَّرَ بالدلالات من ذلك!

تتجهُ نفوسُنا السقيمةُ إلى البحثِ عن التفاصيلِ التي تُفقِدُ العقلَ ، والنَّفس ، والروحَ َ، مقاصدَهم ؛ فمقاصدنا ؛ ووظيفتهم الحقيقة التي أناط بها الله سبب استخلافه للإنسان ؛ وتُضَيَّعُ من الإنسان - في تلك اللحظةِ المفرطةِ من الغباءِ الثري والجهلِ المُتْرفِ والعماءةِ الغنية - فرصةَ البقاءِ الفخم المفعم بالحياة الحقة ؛ وفرصة النقاء الإنساني الغالب للوهم !

العقل الناقد - المتأصل فيه الرَّوية والهدوء والسلام - هو مخرج الإنسان ، من أخطاء الإنسان ، حينَ الأتيان على الأحداث التي تراكمت زمن الإنحطاط ، وأوقات التخبط والتَّتبُعِ الذي يومي عن فراغ عقلي مجحِف بخصيصة العقل عند مَن مُيِّزَ بالعقل .

تلك مأسآتنا !
وأعظم بها من كارثة !!

نقرأ التاريخ ، والأحداث ، والظواهر - بغباء مفرط - دون تشغيل العقل في البحث عن دلالات التاريخ ، والأحداث ، والظواهر . وكأنما هي عابرة ، لا محالةَ عابرة - مجرد عبور !

الأمثلة التي تُساق ؛ توضح الفكرة في كلام جاف حاف كهذا ! .. نعم .

نتلو في كتب التاريخ عن زمن عمر بن عبدالعزيز ، تلك القصة المشهورة عن الراعي الذي كان يرعى غنمه والذئب هناك يستخلفه على غنمه إذا دَبَّت غفوةٌ على جفني الراعي .
فجأة يقفز الذئب ، ويلتهم إحداهن !
يروي الرواة .. أنَّ الراعي قال : " والله لقد مات صاحبُنا " - يقصد عمر بن عبدالعزيز -
ونأتي نحن لنختلف عن تفاصيل الرواية :
- هل قيلت ؟
- هل ذلك حقاً قد حدث ؟
- اختلاف الروايات بالنقل !
- من القائل ؟
- وأشياء أخرى..

ولكن
هل تساءلنا ببساطة - مع اختلاف تلك التفاصيل : ما هي دلالات الراوي والرواية ؟
في قناعتي ورأيي أن الدلالة في الحدث هو أن عمر بن عبدالعزيز حقق قدرا هائلا من العدالة الاحتماعية التي يتشوق لها الإنسان في أي مكان ؛ وكان من ذلك أن الرواي أراد - رغم الخلافات والاختلافات في التفاصيل - أن ينقل لك دلالة ظاهرة سعى لتحقيقها عمر بن عبدالعزيز - وحقق منها قدرا جليلا .

تلك هي دلالة الحدث المروي ..
وتلك هي التفاصيل ..
فنترك الدلالة ؛ وتموت الأمة في خلافات التفاصيل . وهذا هو الضياع الذي نحن فيه منذ أن تمزقت القلادة ؛ حين ذهبنا في البلاهة والبلادة ، ببلاغة عجيبة تتهافت غباءاتنا في رواية تاريخ القلادة دون أن نفكر عن دلالات ضياع القلادة - من الأصل !

وبكينا
وظلنا نبكي
وسنبقى نبكي إلى أن يعود العقل من غياهب سجنه ؛ إلى الحرية والماء والهواء كعقل ناقد وليس كوعاء يتسلم الأشياء !

.. والمعرفة سلاح المعركة !
معركتنا الحقيقية مع الجهل .. ليس الا !

أفيقوا يرحمكم الله
وقوموا إلى عقولكم قبل أن تبلى وتقضي !
وصوموا عن الجهل ؛ تَصِحُّوا .

دعوة محمد - الثائر العربي الأول - ما جاءت إلا لمواجهة الجهل .
"أنتم أعلم بشؤون دنياكم"
أليس محمد هو القائل ؟

ذكروني !

وللحديث بقية .

زر الذهاب إلى الأعلى