[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

درسُ ابن العلقمي.. لن تسقط صنعاء في أيدي التتار

التاريخ لا يعلم إلا الأغبياء، أما الأذكياء فقد رضعوه مع لبن طفولتهم، وتشربوا عِبَره ممن سواهم.. وعليه، نذكّر كل غبي بدرس ابن العلقمي الذي هدم دولة الخلافة العباسية.

ابن العلقمي، هو: مؤيد الدين، محمد بن أحمد بن علي، الأسدي، الشهير ب"ابن العلقمي (593- 656ه/ 1197- 1258م)، وقد كان وزيرا للخليفة العباسي المستعصم.. وإلى ابن العلقمي-هذا- ينسب مُمَالأته للقائد التتاري هولاكو وتآمره على الخليفة والخلافة.

كان ابن العلقمي سياسيا حاذقا، وخطيبا مفوها، وإداريا حازما وبارعا، لكنه كان خائنا مفضوحا، وحاقدا بغيضا؛ فقد خان الخليفة المستعصم، واستغل ضعفه وانغماسه في ملذات الدنيا، معتمدا على تفويضه له في تسيير الكثير من أمور الدولة، واستطاع بذلك أن يُضْعف جيش الخلافة العباسية، ثم تآمر عليها مع التتار الغزاة، بل وسعى وأيد للتسليم والاستسلام وعدم وقوع القتال معهم.

مما ينسب لهذا الرجل قوله المشهور للتتار: "متى وقع الصلح على المناصفة؛ لا يستمر هذا الصلح إلا عاما أو عامين، ثم يعود الأمر إلى ما كان عليه".. وعلى تلك المشورة وهذا الإيعاز الماكر، رُفض التفاوض والمصالحة بين الغزاة وحاكم بغداد، ثم جاء بعد ذلك المكر والخبث العلقمي ما كان ينتظر دولة الخلافة من تمزق وتشرذم وانهيار.. فبماذا يذكرنا قوله وموقفه في هذه الأيام؟

ها هو الصلح الثوري الذي رفض مثله التتار بناء على وشاية ابن العلقمي، يقودنا إلى نهاية عامهِ الثاني، بين تجاذب وارتخاء، وانكماش وتمدد، وتعقد وانفراج.. لكن إلى أين ستكون الوجهة وما هو المآل النهائي؟

تأملوا..!! نعم، تأملوا في الصلح الذي لم يكن على عهد ابن العلقمي، والصلح الذي نحن فيه اليوم، وكيف أن العلقميين حاضرون في هذا الصلح!! كما أن المدة (مدة المبادرة) عامان، وأن الغزاة خارجيون، ولو تبدوا بأقنعة محلية.. فهل سيستمر هذا الصلح عامين؟ ثم من -يا ترى- سيكون، بامتياز، علقميّ المرحلة؟

العلقميون -اليوم- كثُر، ونحن نعرفهم بأسمائهم وأوصافهم وصورهم وأفعالهم، ولأن الأمر كذلك؛ فلن ندع الثورة تموت في عامها الثاني، ولن ندعها تموت أبدا... ولن تسقطي يا صنعاء في أيدي التتار.

زر الذهاب إلى الأعلى