[esi views ttl="1"]
الفكر والرأي

الشرق الأوسط على أساس ديني

في هذا الأسبوع طلبت الحكومة اليمنية رسميا من إيران، تقديم تفسير حول السفينة "جيهان" التي تمت السيطرة عليها في المياه الإقليمية اليمنية وهي قادمة من إيران وعلى متنها أربعون طناً من الأسلحة مرسلة إلى اليمن.

وهذه ليست المرة الأولى التي تشير فيها أصابع الاتهام إلى تورط إيران في محاولة زعزعة أمن واستقرار اليمن منذ اندلاع الربيع العربي في اليمن وتنحي علي عبد الله صالح عن السلطة، ففي العام الماضي طالب الرئيس عبد ربه منصور هادي الحكومة الإيرانية بعدم التدخل في شؤون بلاده الداخلية مؤكداً أنها ستدفع الثمن إذا ما استمرت في التدخل.

وأكدت الولايات المتحدة في العام الماضي أن إيران تدعم المتمردين الحوثيين الشيعة في شمال اليمن وأيضا الحركة الانفصالية في الجنوب والمعروفة باسم الحراك الجنوبي، في خطوة لبسط قاعدة نفوذها في دول شبه الجزيرة العربية. وترى إيران في اليمن قاعدة انطلاق لتحقيق طموحها في الشرق الأوسط وما سواه، ولتميز موقعه الإستراتيجي الواقع أسفل المملكة العربية السعودية - أكبر المنافسين لإيران في الخليج - وأحد المسيطرين على الممرات الملاحية الرئيسة في ساحل البحر الأحمر.

حيث تسعى إيران جاهدة لتعميق نفوذها في الشرق الأوسط وإفريقيا لتصدير الثورة الإسلامية الإيرانية إلى جميع أنحاء العالم.

وفي أعقاب الربيع العربي، تحولت المنطقة إلى ساحة تجاذبات لقوى إقليمية وعالمية مما شكل انقسامات جديدة على حساب القوى التقليدية، وبسيطرة الإسلاميين (السنة) على حكومات دول الربيع العربي، تحاول إيران التدخل لدعم المعارضين أو فرض نفوذها على كل من لبنان والعراق والبحرين واليمن وسوريا من أجل سيطرة الشيعة في تلك الدول.

وقد اتهم الملك عبدالله الثاني في تصريح سابق لصحيفة (الواشنطن بوست) إيران بالتدخل في العراق محذرا من سعيها لتشكيل هلال شيعي يضم العراق وسوريا ولبنان، ما قد يؤثر على استقرار دول الخليج العربي.

وربما هناك توجه لتشكيل منطقة الشرق الأوسط في قالب ديني أيديولوجي بين هلالين إسلامي سني وإسلامي شيعي ونجمة داود في فلسطين، حتى تعيش المنطقة في صراع ديني وطائفي مستمر من أجل بقاء واستمرار الدولة اليهودية. أو ما يعرف ب (الفوضى الخلاقة) الذي جاء على لسان وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس في حديث لها مع صحيفة (الواشنطن بوست) على أن يتم تقسيم الشرق الأوسط على أساس عرقي وديني.

وعلى خلفية العودة القوية للدين في الحراك السياسي الذي تشهده كثير من المناطق في العالم في السنوات الأخيرة وبطرق مختلفة من خلال الإعلام والإنترنت والجامعات والمؤسسات والهيئات وقيام أحزاب سياسية ذات طابع ديني، جاء دور تحول بعض الدول إلى دول دينية أو أنظمة حكومية وفق قوالب دينية مغلفة بقشرة الهوية القومية من أجل الاستمرار في السلطة.

وهو ما ذكره المفكر الأمريكي (نيكولاس ويد) في كتابه (غريزة الإيمان)، حيث أكد أن محاولات المحافظة على الجماعة الدينية وتماسكها هي أساس الصراع من أجل البقاء، وهو ما نلاحظه في معظم الصراعات السياسية القائمة حاليا في كل أنحاء العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى