[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

عن الحوار الوطني الكبير

الحوار الوطني عمل حضاري وتصحيح للأوضاع المنحرفة القديمة والحديثة، وإعطاء القرار للشعب ويجب أن يمثل المتحاورون الشعب وليس الجهات والأحزاب.. كما أنَّ المشروع الوطني يجب أن يسود ويتغلب على تفكير رجال الحوار الذين يقع مستقبل اليمن بين أيديهم.. من السخف أن ندخل معركة حامية الوطيس حول الشخصيات والأسماء وكأن المعركة تبدو حول كراسي الحوار وبدلات الحوار كمغنم شخصي وليس كمسؤولية وطنية.

الأحزاب التي اختارت أفرادها مسئولة عن ذلك الاختيار وسنحاسبها على أداء الأفراد وليس على لماذا لم يأتِ فلان أو فلتان أو جاء زعطان أو معطان.. المقاعد المحدودة لا يمكن أن تستوعب الجميع ولأن القلة المختارة يمثلون الحزب الذي عليه أن يمثل بجدارة المشروع الوطني والعمل على إخراج اليمن إلى بر الأمان بدولة قوية ووطن موحد ونظام لا يعيد إنتاج الاستبداد الفردي أو ألسلالي أو الأسري أو العشائري أو الجهوي.. نظام يسود فيه القانون وتتغلب فيه مصلحة المواطن الضعيف والعدالة المطبقة على الكبير قبل الصغير.. مسؤولية المتحاورين التي سنحاسبهم عليها هو أن ينسوا المماحكات الصغيرة والمشاريع الخاصة لأنهم في مفرق طرق ومن المؤسف أن يستمر الإعلام وبعض الكتاب في البحث عن (البعاسس) الصغيرة التي تلهينا عن الأهداف الكبرى التي تؤمن الوطن وتنتح لنا دولة ونظاما حرا وعادلا..

الحوار ليس مغانم فردية بقدر ما هو مسئولية تاريخية وهو ليس مناصب حتى نتحدث عن ضرورة إقصاء فلان أو فلتان لأنه ليس سلطة وإنما حوار يجلس فيه الجميع الذي يعجبنا والذي لا يعجبنا والذي نحبه والذي نكرهه والذي نتفق معه والذي نختلف معه، ولا تحفُّظَ إلا بدرجة محدودة، وعلى أشخاص محدودين لهم علاقة بإراقة دماء اليمنيين فمن قتل اليمنيين ودمّر ماضيهم وحاضرهم وجعل مستقبلهم في كف عفريت لا يمكن أن يشارك في المستقبل الذي خربه هو, لأن هذه مهزلة وغفلة علينا أن لا نتساهل فيها، لان التساهل هنا تفريط وليس تسامحا، والحصانة الظالمة تكفي، والمزيد تفريط، وتعريض مستقبل اليمن للمتاهات الخطرة.

زر الذهاب إلى الأعلى