[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

فوضى الحوار وفوضى الحكم

لانريد أن نستعجل الأمور ونتسرع بإصدار احكام إستباقية تخص الحوار ربما قد تكونت ضد المتحاورين بالدرجة الأولى . وليس فكرة الحوار الذي نشدناه كحل اخير قبل الوصول إلى نقطة الاعودة .

انما وحتى الأن .مازالت الفوضى هي السمة الغالبة والطاغية على ملامح الحوار وهي نفس الفوضى التي تجتاح البلاد بوضعها السياسي والإقتصادي والأمني و مازال المشهد العام للحوار الوطني مشهدا مصغرا لفوضى المشهد اليمني الكبير وتواجهه نفس التحديات والمعضلات .فأذا انتظم المتحاورين وانتصروا على فكرة المناطقية والمظلومية والأنتصار للنفس حينها ربما يخالجنا الامل في الشارع اليمني باننا قادرون من خلال الحوار التوصل لأيجاد حلول لأهم واخطر مشاكلنا .

ولا ندري هذه الجان التي شكلت هل ستتوصل إلى حلول للقضايا المناطة بها أو أن الفوضى ستلاحق اليمني حتى وهو خال بنفسه .

وايّن كانت مخرجات هذا الحوار الذي ظهرت مكوناته وبعض اعضاءه منذ البداية كأكبر دليل على فوضي الرأي السياسي وايّن كانت قراراته مطمئنة أو مقلقة إلا ان هذا الحوار لن يوقف نوايا مقلقة بل و مدمرة للبلاد بأكملها .فالآن ومع مرور الوقت يتكشف لنا ان الثورة الشعبية الشبابية كانت فقط مرحلة لها ضحاياها وستطوى صفحتها سياسيا وحقوقيا وبمرور الوقت سنعتاد على حضور الجلاد في غياب الضحية .مادامت الفوضى هي من تحكمنا .

فشبح النظام البائد يرفع رأسه كلما سنحت له مرحلة ضعف وفوضى تعم اركان الدولة . وبكل صلافة المخلوع واستهتاره بالشعب من اقصاه إلى اقصاه تتداعى العائلة بكل بساطة إلى الاستعداد وشحذ الهمم من اجل انتخابات 2014 الرئاسية بل والتحالف مع الجزء المائل لهذا الوطن من الحوثيين ومنهم على شاكلتهم في هدر الدماء واستحلال كل محرم .

ولا ندري هل عميت الابصار أو ان قوانين السياسة كقانون الحصانة تمر فوق رؤوسنا غصبا وان كانت باطلا صراح فكل مرة يتكشف لنا مدى الاجحاف الذي نالته الثورة من المبادرة الخليجية رغم انها انقذت الشباب من اراقة المزيد من الدماء الا انها اهدرت كرامة تلك الدماء التي سالت وكان لها الفضل فيما لم تحققه السياسة .

واصبح من حق القتلة ان يعيبوا على بن عمر ومن سواه الترحم على ارواح الشهداء أو حتى ذكر تضحيات جمعة الكرامة وما اصاب خيرة شبابها في تلك المذبحة المروعة على ايدي جناة اتوا اليوم وبكل الوقاحة يعتبون على المترحمين والمشفقين. ولا الومهم على جراءتهم بل لهم الحق في ذلك فكل الاكف الشقية التي صافحت القتلة وكل الافواة المرتخية التي رحبت بالمجرمين لا تستحق ان تترحم على شهداء اطهار هم بريئون من نتن السياسة وزيفها وفوضى الحكم وما يجره من ويلات .وشتان بين ثرى المزابل وبين الثريا .

واذا كان التقرير النهائي لبعثة الامن حول الاوضاع في اليمن ومن خلال زيارتها الاخيرة يحذر ويتخوف من خطر اندلاع حرب اهلية لان اسبابها مازالت متوهجة وموجودة فالاولى بنا ازالة هذه الاسباب والتي تتمثل في وجود المخلوع بلا محاكمة أو قصاص عادل .فحتى فكرة اخراجه من البلاد لا تجعل اليمن بمنأى من دسائسه وعصاباته .والاولى هو ابتداع قانون يحرم كتلة النظام السابق من ممارسة اي نشاط سياسي يكون بجوار قانون الحصانة .

واذا كانت معايير نجاح الحوار هي حل ابرز المشكلات التي اوضحها تقريربعثة الامن فنحن نحكم على حوارنا بالفشل مسبقا .نظرا لأستحالة تخيل الحلول التي قد ترضي كل الاطراف خاصة الحوثيين الذي اظهر التقرير مدى توسع نفوذهم خارج صعدة وانتشاراتباعهم المسلحين في صنعاء وتعز وغيرها فكيف ستتمكن الدولة الضعيفة اصلا من نزع الاسلحة بكل انواعها من تحت ايديهم وفرض هيبة الدولة ونفوذها في مناطق لطالما اعتبرت نفسها دولة داخل الدولة .بل ان هذا يجعلنا نتسآل أو نتخوف عن امكانية التعايش السلمي مع الفكر الحوثي المتطرف والمسلح والذي يرفض الآخر في حال عدم القضاء عليه أو تقويمه والسيطرة عليه .

وانه لمن المؤسف ان نسمع اصواتا من الخارج كبعض الصحف الدولية تنذر بفشل الحوار لعدم مقدرة اليمنيين على ضبط بوصلة حوارهم أو حتى ضبط انفسهم داخل قاعة الحوار وكنا نتمنى.. بما أن بعثة الامن حصرت اهم واخطر مشاكلنا والتي نعرفها جيدا وهي تصاعد حدة الاصوات الداعية للأنفصال وعدم قدرة الدولة على فرض هيبتها وسيطرتها على مناطق الحوثية وبعض مناطق الحراك.

و إلى كون اعمال التخريب والارهاب ماهي الا اتحاد لقوى الشر في اليمن من اجل تمزيقه واعادة إلى الوراء .نتمنى الا ننتظر من يأتي من خارج اليمن ليحل لنا مشاكلنا أو يضحي من اجل وحدتنا أو يبذل ما يجب ان نبذله نحن لننجو بسفينتنا الموشكة على الغرق. ولندرك ان ما حكك غير ظفرك ..

زر الذهاب إلى الأعلى