[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الهجوم التنموي العميق لتغيير الجنوب

هناك ما ينبغي عدم التريث بشأنه ولا الإنتظار له ،لا بل مزيد ملل من انتظار،وقد تم اسقاط ‏وتجاوز النظام الإرتزاقي الاستبدادي العائلي السابق ،الا وهو تطبيب ومداوة جراحات وآلام ‏المحافظات الجنوبية التي حدثت بفعل سياسات النظام السابق...‏

إنّ عملية تغييرية مثابرة ودؤوبة مطلوب بدئها و تعزيزها لتحقيق التنمية التي يستحقها ‏الجنوب على غرار مشروع مارشال الذي استهدفت به الولايات المتحدة الأمريكية اوروبا بُعيد ‏الحرب العالمية الثانية واستمر اربع سنوات سمان مكتنزات بالتعاون الإقتصادي،إنّ لدينا نظام ‏انتقالي هو جديد بكل حال..‏

وينبغي أن يترك بصمته الايجابية في كل اليمن وفي الجنوب الذي يغرق تحديداً في ركام ‏خرائب تركة سيئة ومُثقلة خلفها النظام البائد،كما أنّ الرئيس عبدربه منصور هادي المنحدر ‏من ابين الجنوبية تحديداً ينبغي له ان يترك اثراً ايجابياً ملموساً وطيباً على هذا الصعيد وهو ‏بهذا يؤسس للمنهجية الحقة التي كانت مطلوب تنفيذها في المحافظات الجنوبية منذ نهاية ‏حرب 1994م ويقود انجاز ما ينتظره ابناء الجنوب بفارغ الصبر من هذا النظام الانتقالي ‏بقيادته.‏

لقد شكل الرئيس الانتقالي لجنة لمعالجة المظالم ومشاكل السيطرة على الاراضي ولكن هذا ‏غير كافي وسيبقى بطيء الانجاز والمفعولية،انه ليس المهم ان تكون لدينا لجنة تتلقى ‏المظالم،هذا مهم لكن الأهم والمطلوب ومن دون أي مزيد تأخير البت في هذه المظالم ‏ومعالجتها.‏

إنّ المطلوب هو هجوم تنموي سريع وعميق في المحافظات الجنوبية وسيكون هذا جانب ‏استراتيجي من حل القضية الجنوبية التي يتحدث عنها الجميع وفي مقدمتهم الرئيس عبدربه ‏منصور هادي،وهي تتصدر الحوار الوطني الجاري وينبغي فوراً ان تتصدر السلوك التنموي ‏للنظام الإنتقالي،إنّ القضية الجنوبية لا تحتاج إلى كثير كلام ولكنها بأمس الحاجة إلى كثير ‏العمل،لقد شبعت قولاً وحان ان تشبع عملاً ومن دون مزيد تأجيل،كان الأولى بالنظام الانتقالي ‏ورئيسه ان يبدأن مثل هذا العمل الوطني الجسور منذ 22فبراير 2012م .‏

ان المحافظات الجنوبية في حاجة ماسة إلى هجوم تنموي عميق ،واسميه هجوم تصويراً ‏لحركته السريعة فلا شيطان في هذا التعجل والتعجيل بل الشيطان في عدمها يكمن ويتربص .‏

وحتى نخرج من مرحلة لوك القضية الجنوبية كلامياً إلى مرحلة الحل الملموس وصنع ‏الفرق الذي يستحق بين هذا النظام الانتقالي وذلك النظام المتعفن الذي اسقطته الثورة الربيعية ‏الشبابية الشعبية السلمية فإنني ككاتب وباحث اضع هذه الرؤية العملية لذلك :‏

اولاً : يتم بقرار جمهوري تشكيل هيئة قيادية بمثابة غرفة عمليات الهجوم تتكون من رئيس ‏الجمهورية ووزير التخطيط والتنمية ووزير الادارة المحلية ووزير المالية وثلاثة من ‏مستشاري الرئيس الذين نعتبرهم على اختلاف انتماءاتنا السياسية كيمنيين انضج شخصياتنا ‏وهم عبدالكريم الإرياني وعبدالوهاب الآنسي و ياسين سعيد نعمان .وبما يمثلونه من حضور ‏ميداني في المحافظات الجنوبية سيكون فاعلاً في انجاح هذا الهجوم .‏

ثانياً : الهيئة القيادية لا تباشر عملها ميدانياً بنفسها ولكن بمفاصل السلطة الموجودة عبر ‏تشحيمها وبث فيها روحية الهجوم التنموي وفاعليته و تركز هذه الهيئة وذلك الهجوم على ‏المحاور التالية :‏
‏1. انتزاع المظالم واعادتها إلى اصحابها ومكانها الصحيح.‏
‏2. سد كل منافذ الفساد المالي والاداري وعلى كل المستويات من محافظ المحافظة إلى مدير ‏المدرسة والموظف العادي.‏
‏3. اقامة ميزان العدل عبر المحاكم الابتدائية والاستئنافية في قضايا الناس العادية
‏4. تحقيق افضل أدى ممكن للمحافظين وتحقيق رقابة صارمة على ادائهم وتغيير كل ‏المحافظين الذين تم تعيينهم قبل اندلاع الثورة وقبل 21 فبراير2012م فهؤلاء بطبيعة الحال ‏سيكونون ممنونين لزعيم النظام السابق والذي يعمل منذ ابعاده على عرقلة مسيرة الوطن بكل ‏ادواته ومنها هؤلاء المحافظين الذين اختارهم على عينه،يتم الابعاد والتعيين بدون أي اعتبار ‏لعلاقة شخصية وانما بإعمال قاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب بشرطية الولاء للوطن ‏الكبير والكفاءة الادارية .‏
‏5. ضبط الأمن والضرب بيد من حديد ضد من يحاول زعزعته واعادة حضور الدولة في ‏اروع تجلي على هذا الصعيد.‏
‏6. التعرف على معاناة الناس الجماعية وحلها اولاً بأول
‏7. تنفيذ المشاريع التنموية المقررة وبدون أي توقف أو تلكؤ في عملية التنفيذ
‏8. اعتماد ما هو عاجل وضروري من مشاريع تنموية والشروع في تنفيذها
‏9. فتح المجال على اوسع ابوابه لإقامة المشاريع الاستثمارية الحقيقية وتبسيط اجراءاتها ‏الادارية وعلى هذا الصعيد يتم انتزاع ملكية الاراضي التي مر على صرفها خمس سنوات ‏دون ان يفعل المستثمر فيها شيئ عدا التسوير والتركين وان كان قد باعها على غيره وعبر ‏آلية عادلة تجبره على اعادة قيمتها التي استلمها لمن اشتراها منه ونزعها منه هو،أي الغاء كل ‏ما ترتب على عملية البيع .‏
‏10. التنفيذ المكثف والعاجل لتعويض المتضررين من السيول التي اجتاحت عدد من ‏المحافظات الجنوبية عام 2008م والمتضررين من احداث ابين .‏

ثالثاً :اعتماد المبلغ المالي النقدي الجديد المضاف لأجل الفقرة الثامنة اعلاه .‏

رابعاً :تكوين مجموعتي سكرتارية ومفوضين على النحو التالي :‏
‏• يكون لدى الهيئة سكرتارية خاصة مهمتها الرئيسية رصد المعاناة من الواقع عبر الصحافة ‏و المواقع الالكترونية والتلفزة وعبر صفحة فيسبوك خاصة يتم انشائها وظيفتها تلقي الشكاوي ‏لتُحال للحل مباشرة عبر الهيئة القيادية وبعد التأكد من صحتها عبر التواصل مع من يلزم .‏
‏• تتبع الهيئة مجموعة مفوضين من قسمين: الأول مفوض خاص يتم تعيينه رسمياً ويكون ‏مقر عمله ديوان المحافظة المعنية يقوم بتلقي الشكاوي من الراغبين في التواصل بهذه الطريقة ‏ويتأكد منها ويرفع بها إلى الهيئة القيادية .والقسم الثاني من قد تحتاج الهيئة ارسالهم لإعداد ‏تصورات متكاملة في بعض القضايا والملفات .‏

بالإمكان بعد النجاح المتوقع لهذا التصور تطبيقه في بقية المحافظات أو محافظات معنية ‏ترتع فيها المظالم والمعاناة مثل الحديدة وصعدة ،كما يمكن تعميمها في قطاعات معينة في ‏الدولة .‏

أيّاً ما تسفر عنه نتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل فان البدء عملياً بحل القضية الجنوبية ‏امر لا ينبغي مزيد تأخير له،بل سيكون من عوامل انجاح المؤتمر ،ان المطلوب عمل جاد ‏ومسؤول وعادل وعاجل فقد طال ليل معاناة ابناء الجنوب وقد حان ان يشرق فجر الوعد ‏الصادق.‏

زر الذهاب إلى الأعلى