[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

العراق.. قتل الجنود الخمسة عملية مدبرة لاجتياح المدن!‏

لم تمضِ سوى أيام على إجتياح الحويجة وإرتكاب مجزرة بشرية بدأت بحسب رواية ‏حكومية تقول ان المعتصمين قتلوا ضابطا وجنديين، ثم برر المسؤولين بتلك الرواية اجتياح ‏الحويجة وقتل اكثر من مئتين شخص وجرح العشرات، واليوم يُقتل خمسة جنود حكوميين ‏قرب ساحة الاعتصام في الرمادي من قبل"مجهولين" ثم يهدد المالكي عشائر الانبار ويحملهم ‏مسؤولية قتل الجنود الخمسة ويتوعد من يأوي القتلة ويقول لن نسكت على القتلة!، فيما هدد ‏قائد عمليات الانبار المعتصمين بقوله: ان لم تسلموا قتلة الجنود فسيكون لنا كلام آخر!، وقائد ‏شرطة الانبار يهدد بحرق الاخضر واليابس في حال لم تسلم عشائر الانبار قتلة الجنود!، و ‏لقيادي في ما يسمى بالصحوة وسام الحردان يهدد الانبار بالعودة إلى أيام العنف التي شهدتها ‏البلاد في عام 2006 ويمهل 24 ساعة لتسليم القتلة!.‏

فيما استنكرت عشائر الانبار الثائرة عملية قتل الجنود الخمسة وأكدت على أن الجيش ‏العشائري الذي يُشكل سيكون للدفاع عن مناطقهم من أي حملات عسكرية تستهدفهم ولن ‏يهاجم دون سبب، كما وأستنكر العلامة السعدي قتل الجنود الخمسة.‏

جملة أسئلة نطرحها في هذا السياق، ماهي مصلحة المتظاهرين في قتل جنود لم يتعرضوا ‏لساحة الاعتصام ؟!، وهل التصعيد العسكري يصب في مصلحة المتظاهرين؟! و من بدء ‏التصعيد أصلاً، الحكومة أم المتظاهرين؟!، ولماذا لم يستخدم المالكي لغة تهدئة لاحتواء ‏الأزمة؟!، فمن الواضح أنه يدفع بإتجاه التصعيد والمواجهة، ويبدوا أن المالكي يسعى جديا إلى ‏الصدام المُسلح بشتى الطرق والوسائل.‏

عند الوقوف على معطيات عملية قتل الجنود الخمسة لا نجد فيها مصلحة للمتظاهرين على ‏الاطلاق، ونجد فيها مصلحة واضحة لرغبة المالكي في خوض المواجهة العسكرية الواسعة، ‏بحجة أن المتظاهرين يستهدفون أفراد الجيش! بالتالي يبرر حجة اجتياح الانبار وساحات ‏الاعتصام الاخرى كما حدث بالحويجة ومتوقع ان يحدث في باقي المحافظات الثائرة، خاصة ‏بعد اعلان الجنرال الإيراني ناصر شعباني القيادي في الحرس الثوري الإيراني عن مشاركة ‏إيران باجتياح الحويجة مؤكداً في تصريحه إلى صحيفة أخبار روز الإيرانية على ان قوات ‏الحرس الثوري نفذت العملية بالاشتراك مع القوات العراقية لما اسماه تحرير المدينة من ‏المتمردين الوهابيين!. تكتمل الصورة تماماً بعد ان نشير إلى تقرير كشف عنه المجلس ‏الوطني للمقاومة الإيرانية يقول : ان قوة القدس الإيرانية وضعت خطة لاستهداف مساجد السُنة ‏ومناطق الاعتصام والتظاهرات في بغداد والمحافظات الثائرة عبر المفخخات والعبوات الناسفة ‏وقذائف الهاون.‏

تلك الاعمال تدل على نية إيران في زج العراق بدوامة حرب ذات طابع طائفي، ويقود تلك ‏الحرب الطاحنة حليفها العراقي نوري المالكي الذي لا نجد منه منذ بداية الازمة سوى التصعيد ‏والتهديد والتجييش الطائفي والحشد العسكري على المدن والمحافظات العراقية!،التي لا يبدوا ‏انها ستقف مكتوفة الأيدي متفرجة على ما تقوم بها الحكومة من مجازر ومحاولة لابادة عرق ‏بشري بأكمله.‏

زر الذهاب إلى الأعلى