[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

لن تفسدوا علينا فرحتنا؟

23 عاماً على إعلان الوحدة كانت يوماً هلل لها اليمنيون وزغردوا وفرحوا مالم يفرحوا من قبل ..ذرفوا الدموع التي سالت من عيون اليمن لأول مرة فرحاً بعودة الروح أو بالأصح بفك القيد الذي كان يعني النظامين الشموليين في الشمال والجنوب والبراميل الوقحة التي كانت تستفز كل اليمنيين...وكان أبناء الجنوب هم حادي الوحدة،فمشروع الوحدة هو مشروع جنوبي أساساً من أيام الكفاح المسلح ضد المستعمر الذي توج بتوحيد كل المشيخات والسلطنات في الجنوب التي كانت تبلع أكثر من عشرين سلطنة وكان الشعب المناضل في المحافظات الجنوبية ينظر بعينه إلى الوحدة الكبرى بين شمال اليمن وجنوبه وجرت أكثر الحروب والتضحيات باسم الوحدة ومن أجلها..

حلم اتفق عليه أطياف اليمن وهم المختلفون دوماً في القرن الماضي لكنهم كانوا يتفقوا على شيء واحد اسمه الوحدة أو رو ح اليمن من محمد سالم البيحاني إلى تلميذه عبدالله باذيب إلى عمر طرموم وغالب لبوزة وسالمين وعبدالفتاح اسماعيل وقبله كان الأحرار الذين خاضوا ثورات ضد الإمامة في الشمال انطلاقاً من عدن وعيونهم على الوحدة..

الوحدة التي غنى لها الرعيان والمزارعون والبدو الرحل وأبوبكر سالم وأيوب طارش والمرشدي والآنسي وكل الشعراء والفنانين مع أمواج البحر ونسيم المرتفعات ..الوحدة التي لايجد اليمنيون عبر التاريخ قوتهم ولا كرامتهم إلا في يمن موحد وماعداها فدويلات ضعيفة ممزقة تنهشها الحروب ويسود فيها التمزق والفقر والخوف والحروب المتطاحنة.. لقد كان إعلان الوحدة في 22مايو فرصة لتحقيق الحلم اليمني لولا الاختطاف الذي تعرضت له الوحدة والحلم العظيم والجمهورية من قبل مغامري السلطة..

لقد عبث النظام العائلي بمشاعر الناس وحقوقهم حتى ظن الناس بالوحدة سوءاً عندما حاول النظام الأسري أن يخلط بين ذاتها المتورمة والوحدة ...والحقيقة التي لاجدال فيها أن الوحدة مازالت هي الوحدة تماماً مثل جبل عيبان وشمسان وصبر ثابتة شامخة،رغم عوامل التعرية وقساوة الأيام ووحشة الليالي ..

وهذه هي الوحدة ستبقى ضمير اليمنيين ومشروعهم الوطني الكبير مهما سعت المشاريع الصغيرة لخنقها بتحالف حقير بين دعاة الانفصال والإمامة والأسرية المخلوعة والرسالة التي حاولوا بها إفساد فرحة اليمنيين بالوحدة عن طريق التدمير شبه الكامل للكهرباء كآخر خط لمؤامراتهم رسالة لن تمر ولن تهز قناعة شعبنا بوحدتهم ولا إيمانهم بضرورة استمرار الثورة والتضحيات حتى تحقيق كامل الأهداف..

ستصل فرحة الوحدة وكلمة الرئيس المنتخب عبدربه هادي بمناسبة الوحدة إلى كل يمني، رغم الهجمة الشرسة والتخريبية وغير المسبوقة على الكهرباء ..الوحدة قوة اليمن وعزتها والثورة طريق شعبنا لتحقيق أهداف ثورته وتقزيم أعداء الوحدة ومهما تكالبوا فسيظل الصغار صغاراً أمام عظمة شعبنا وإرادته في الحياة الكريمة في وطن حر وموحد.

زر الذهاب إلى الأعلى