الكل مقتنع أن على الدولة أن تفرض هيبتها بالقوة، ويكاد يجمع كافة المواطنيين في اليمن أن على الدولة أن تضرب -بيد من حديد-.
وما يكاد يفهم من هذا كله وحسب الواقع المعاش أن دولتنا المركزية تمر بأشد مراحل الدولة اليمنية ضعفاً، قد يكون السبب الرئيسي في ذلك هي محاولات الكثير في أضعاف ما تبقى من شكل الدولة القائم.
المستفيدون من ضعف الدولة المركزية هم من يحاولون الان فرض مبدأ القوة رغم أنهم لايزالوا وبالمفهوم والمنظور العام للدولة (مليشيات مسلحة)، حتى وأن اعترفت بهم الدولة كمكون في الدولة، وبالطبع مبدأ القوة الذي يجب أن تمتلكه هي الدولة، ولكن في المبادئ العامة للميليشات المسلحة يعتبر مبدأ القوة هو ركيزة لمبدأ التمدد، هذا ما يحدث من حولنا.
الدولة لها سلطتها وقوتها التي لا يمكن بأي حال من الاحوال أن تتخلى عنها، وفي حال تخلت الدولة عن هذه القوة وفقدتها، فالاطراف المتناحرة أكثر مما نظن.
ما يجب على الدولة فعله حتى وأن كانت الحكومة في حالة توافق أن تحشد الرأي العام لا عن طريق الاعلانات بالمحافظة على الكهرباء، بل عن طريق رفض التفاوض مع المخربين أياً كانوا، ولابد أن تقوم الدولة بواجبتها في حماية حقوق المواطن، فمن أبسط حقوق المواطن أن يعيش في ظل دولة أمنة يرتكن إليها في أخذ حقها.
أما من يقول أن المرحلة مرحلة توافق ويجب ان تمارس السياسة والمهادنة، فهذا هو الشكل الذي ضيعت فيه ميزان شوكة القوى لصالح غير الدولة والحكومة.