[esi views ttl="1"]

مصر: شكرا لك أيتها الأم الرؤوم

قليلٌ، الشكرُ والامتنان في حق مصر العروبة، التي سقط من خيرة وأشجع رجالها آلاف الشهداء وهم يؤازرون الشعب والجيش اليمني في إنجاز ثورة 26 سبتمبر عام 1962م بعدما تكالبت عليها الأنظمة الملكية الرجعية وقد استدعت بأموالها أعدادا كثيرة من المقاتلين المرتزقة من جنسيات دول عدة، منها: إسرائيل، وفرنسا، وبريطانيا، لوأد هذه الثورة وإعادة حكم الكهنوت الإمامي الذي لفظه اليمنيون إلى غير رجعة.

تحية إجلال وتقدير لكل جندي، وضابط صف، وضابط، من جيش مصر أُهرق دمه على تراب اليمن السبتمبري، في السهل والجبل، وفي البادية والحضر، وهو يؤازر أخاه اليمني في سبيل الحرية والانعتاق من إسار الكهنوت الإمامي.

كما نأسف على كل نبرة جحود أو نكران صنيع أو تضليل يجري على ألسن المخاتلين والحاقدين تجاه دور مصر وجيشها في يمن سبتمبر.

إلى روح من فدانا بروحه

قيل -وهو قول صادق وملومس لذوي الحواس الصحيحة-: إن الثورات يخطط لها العباقرة، ويتنفذها الشجعان، ويجني ثمارها الانتهازيون.

في ثورة 26 سبتمبر كان الثائر الملازم الشهيد علي عبدالمغني أحد أولئك العباقرة وأحد أولئك الشجعان الذين صنعوا هذه الثورة، ولم يكن من ذوي الفئة الثالثة التي تتطفل وتجني بدناءة ممجوجة ثمار هذه الثورة الثورة التي كان يؤمن بأنها ملك للشعب اليمني كله وليست حكرا على أشخاص أو أسر بعينها.

لقد كان عبدالمغني في طليعة الصفوف الأولى للثورة السبتمبرية، مخططا ومقاتلا، ولم يتردد حينما أوكل إليه مطاردة فلول الملكيين في منطقة صرواح؛ فانطلق وهو يعلم أن الأوطان إنما تحيا على مذابح أبنائها، موقنا بنداء الواجب الوطني الذي يسافر في كل ذرة من كيانه وملبيا نداء الثورة وهي تدعوه لاجتثاث جذور تلك الفلول التي تحاول الانغراس على هذه الأرض بعد أن تقيأتهم بعدما أمعنوا في حكمها بالقطران والأغلال والمراود والرهائن والرق والكهانة والحق الإلهي المزعوم.

انطلق الشهيد إلى صرواح، ولم يعد، واستمرت الثورة تسافر في شرايين رفاقه الذين أوفوا بالعهد، ومنحونا هذا العهد الندي الذي تهون في سبيله المهج.

رحم الله شهداء ثورة 26 سبتمبر 1962م، ونعاهدهم عهد الشرفاء الأوفياء، أننا على الدرب الذي اختطوه ماضون، وأننا لن نخذلهم أو نحيد عن دربهم هذا قيد أنملة.

زر الذهاب إلى الأعلى