[esi views ttl="1"]

مخاطر هروب الأحزاب من انتخابات 2014

من سخرية القدر، أن حزب المؤتمر وحده المتحمس لاجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وانهاء المرحلة الانتقالية، رغم علمه بالتآكل الذي أصاب قاعدته الانتخابية خلال العامين الماضيين، فهذه الحماسة ليست نابعة من فائض في ثقته بقوته ووزنه، بل مخافة السقوط في الاتجاه الخاطئ المبني على التهويم والاحتيال، الاتجاه الذي يلوح كتهديد لبقاء الحزب، بقدر ما هو تهديد لما تبقى من دولة.

موقف حزب الاصلاح من الانتخابات موارب، ذلك أن حساباته في هذا الصدد غير واضحة، لا يدري أين تكمن مصلحته بالضبط، وهو عاجز عن التكهن بوزنه الانتخابي، ناهيك عن أنه يتوجس خيفة من حماسة حزب المؤتمر للانتخابات.

بالنسبة للاشتراكي فظروفه الذاتية وتقديراته السياسية ربما تجعل الانتخابات شر محض ينبغي تجنبه إلى أبعد ما يمكن.

على أن الانتخابات هي آخر ما يمكن أن يفكر فيه الحوثي. والحال نفسه بالنسبة للحراك الجنوبي بأشكاله.

الرئيس هادي يريد فقط استفتاء رئاسي على طريقة 2012 يحصل بموجبه على ولاية جديدة للإشراف على مرحلة تأسيسية توافقية.

الاشتراكي يجادل أن الأولوية لتغيير بنية الدولة إلى فيدرالية من إقليمين، ثم إن البلاد غير مهيأة سياسيا وأمنيا لانتخابات، والصحيح أن الحزب نفسه غير مهيأ، والاصلاح مريض بوسواس قهري مزمن: لا انتخابات وصالح بنقوده ونفوذه على رأس المؤتمر. الحوثي يردد الزامل الشهير: البندقية في يدي اليمني وفي اليسرى كفاني، والموت دونك ياالشعار. والحراك: تقرير المصير أولا وأخيرا.

الانتخابات تنطوي على مخاطر محتملة، لكن ينطوي الهروب منها على خطر كبير مضمون ولا تشوبه شائبة: تفكيك وانهيار وضياع.

النظام الانتخابي وشكل النظام السياسي، لم تعد قضايا مهمة يتمحور حولها النقاش والخلاف، لقد حلت قضايا كبرى يصعب حسمها مثل الفيدرالية والاقاليم والعزل السياسي محل كل شيء.

مشهد سياسي انشطاري مجنون، ثقافة سياسية ضحلة لدرجة تثير الهلع، الاستقطاب على اساس طائفي أو جهوي أو مناطقي يتسع يوميا على حساب الاستقطاب الحزبي، والاعتبارات السياسية الآنية تتغلب على الاعتبارات الوطنية.

زر الذهاب إلى الأعلى