[esi views ttl="1"]

في طريق الانشقاق الهادئ

بعد الإعلان المرتقب عن شكل الدولة القادم، وتقسيم اليمن إلى خمسة أقاليم كمحصلة لمؤتمر 565 لا شك أن تشكل مناطق الجنوب في إقليمين، ومناطق الشمال في ثلاثة أقاليم، سيمكن زعامات "الكتلة الانشقاقية" -هكذا أسميها -في هاتين المنطقتين، وهما: الحراك الانفصالي والحوثيون، من تهيئة نفسيهما للتشكل بقوة والتأثير على بقية مكون الإقليم، كل من جهته، لبلوغ ذلك الانشقاق والتفلت التدريجي من قبضة المركز في صنعاء.

سيكون الحوثيون بما يسيطرون عليه الآن من مناطق في محافظة صعدة وغيرها، هم الأقوى سطوة وتحكما من مراكز النفوذ الأخرى في بقية الإقليم الذي ينخرطون فيه، فيما سيتقوى العنصر الانشقاقي(الانفصالي) في الإقليمين اللذين يضمانه في مناطق الجنوب على اتجاه مماثل لما يسلكه الحوثيون.

أشك أن عقدا خفيا، بين هؤلاء وأولئك، قد جرى الاتفاق -أو على الأقل- التفاهم بشأنه يقوم على هذا الأساس، لنجد أنفسنا -نحن اليمنيين -بعد خمس سنوات في دولتين، دولة بنظام جمهوري يساري خادع في الجنوب، ودولة بنظام "جمهوملكي" غير مكتمل التكوين.

إن لم يكن هناك ترتيب على هذا النحو، فإن أطرافا أخرى ستسعى إلى ذلك لاستخدامه وقت الجاحة إليه، كلاًّ بحسب مصلحته، وهو ما يفسر الصمت الرسمي والحزبي لبعض الكيانات السياسية ورجالها في شأن ما يجري في دماج، وهم معروفون بالاسم والجهة.

يظل هناك أمران هما من أعقد الأمور التي تقف في وجه هذا المشروع، فضلا عن وجود عوائق أخرى مهمة، وهو وجود السلفيين في دماج ومناطق أخرى من صعدة وعمران وحجة ومعبر، وتوغل تنظيم القاعدة ( أنصار الشريعة) في مناطق من أبين وشبوة وحضرموت، وهنا لا يمكن لمشاريع الانشقاق أن تتم ما لم يكن لديها قوة متنوعة حاسمة داخليا، ودعم وتأييدي خارجي يفوق ما لدى أنصار السنة هؤلاء وما لدى السلفيون الذين سيزدادون صلابة خلال السنوات القادمة بعدما وعوا درس دماج الحالي.

من يفسر لنا سر الصمت المتعدد الجهات تجاه ما يجري في دماج؟

زر الذهاب إلى الأعلى