[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

تساؤلات بأثر رجعي؟

ما لا أجد له تفسيرا، حتى الآن، هو كيف لثلاثة أو أربعة من كهنة السياسة أن يمضوا إلى تسوية لايدركون أبعادها، تتعلق بمصير بلد وثورة شعب، دون أن يرجعوا للشباب ولا للفئات والشرائح الإجتماعية التي يفترض أنهم يمثلونها ولا حتى للهيئات الرسميةفي أحزابهم ؟

لو تقدم أحدا لخطبة بنت أحدهم لوجب عليه، ولو من باب المجاملة والإعتبارات الإجتماعية، أن يتداول الأمر مع إخوتها وأخوالها وأعمامها...فكيف إذا تعلق الأمر بثورة شعب ومصير بلد؟

كيف يمكن لسياسي، أيا كان حجمه، ومهما بلغ علمه، أن يذهب ليقطع بشأن قضايا مصيرية دون أن يرجع حتى لهيئات حزبه العليا، مع كون هذا السياسي مجرد وكيل(أو ممثل)لفئات إجتماعية، يمارس السياسة نيابة عنها ولمصلحتها، أو أن هذا مايفترض أن يكون ؟ كيف له أن يمضي في أمر كهذا وكأن المسألة تتعلق ببضاعة ورثها، وحيدا، عن أبيه ؟

***************
بدون تمزيق غلالة القداسة التي تغلف السياسة، وتجعلها شأنا كهنوتيا، مظنون به على غير أهله، يختص به حفنة من الكهنة، يديرونها بالتعويذات والتمتمات والأبخرة...وبدون إعادة الإعتبار لها، بتحريرها من القداسة المصطنعة هذه، وإعادتها إلى الناس، بوصفها شأنا عاما، يخص الناس، كل الناس، ويتصل بصميم الشأن اليومي لحياتهم، لن يقام للإنسان وزنا، ولا للأحزاب معنى.

للحزبيين خصوصا:ابحثوا لأحزابكم عن (مبنى)، ولذواتكم عن (معنى).

زر الذهاب إلى الأعلى