[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

حرب المثلث: بغداد دمشق صنعاء

تشهد المنطقة العربية حرب مثلث بدأ من بغداد كان الهدف اسقطا صدام حسين في البداية، ‏وهي حرب تم ‏الإعداد لها من قبل مراكز قوى استفادت من حماقات نظام صدام حسين ‏والكارثة البشعة بغزو الكويت ‏والتصريحات اللا مسؤولة النارية كلفت الأمة ثمناً باهظاً ‏وضربت التضامن العربي والمشاريع التنموية.‏

‏ لكن بعد ‏هذا تم إعطاء السلطة لفئة عنصرية وإطلاق يد إيران وهيمنتها على العراق والتي ‏بدأت تعمل لمشروعها في تغيير ‏الديمغرافيا والمناطق السكانية تمهيداً لسيطرة أتباع إيران ‏على العراق وضمها لها. وبعد ذلك تشن حرب تصفية ‏للسنة والقبائل العربية من خلال إنشاء ‏جماعات التطرف وإقصاء هؤلاء عن مراكز القرار وعن الجيش والأمن ‏والإمساك بمفاصل ‏الدولة. ‏

وعندما تولى نوري المالكي أحال العراق إلى سجن أبشع من صدام وأبشع من دور ‏‏الشيوعيين في آسيا الوسطى بالتصفيات العرقية والحرب التي دمرت البلاد وأنهت العراق بما ‏يخدم مصلحة الأمن ‏القومي الإسرائيلي وتقدمها في المنطقة وبمباركة غربية، ونرى يومياً ‏حرب إبادة في العراق لا نظير لها وسط صمت ‏عربي ومباركة غربية. وللأسف الشديد ‏فالعراق أيتام لا راحم لهم حتى المنظمات الإنسانية تدعي بأن العراق ‏دولة غنية لا تحتاج لدعم ‏وكأن المالكي يوزع خيرات النفط على الشعب وهي أضخم كارثة إنسانية معاصرة ‏يحجبها ‏الإعلام بخبث. ‏

وأما سوريا هي قرر لها أن تدمر بأبشع صورة لا تحتاج إلى شرح ولكن العرب راهنوا على ‏الغرب والأمم المتحدة ‏وهؤلاء لن يتدخلوا لسبب أن تدمير سوريا يصب في مصلحة استقرار ‏إسرائيل، والأسد لا يهدد مصالح إسرائيل ‏بل يحميها ويحقق أهدافها ولا توجد مصالح للغرب ‏سوى تدمير سوريا، ورغم المجاملات لإرضاء الدول العربية ‏والتي لا تعدو سوى تصريحات ‏إعلامية ولكن شعب سوريا وصل اليوم إلى أمة مدمرة ومنكوبة وهم أحوج لمن ‏يساعدهم على ‏استعادة حريتها وإقامة دولة، والعرب يعرفون من يدمر سوريا ومن هي القوات التي تضرب ‏‏سوريا والأسلحة والأموال وإنها نفسها من طهران وفيلق القدس.‏

‏ لقد رمت إيران بثقلها لتدمير سوريا للحفاظ ‏على هيمنة إيران في مشروعها الصفوي في ‏ظل غياب عربي وصمت عربي من هذا المشروع الذي لن يقف عند ‏سوريا والعراق. والحرب ‏الإيرانية في سوريا لا يخفيها قادة إيران ومشاريع التوسع. ‏

أما اليمن فكان الإعداد إنشاء دولة شيعية صفوية وقلعة إيرانية تقوم بدورين: الأول إنشاء ‏دول عقائدية في ‏شمال الوطن وحالة فوضى في الجنوب وما جاوره بصناعة الجماعات ‏المتطرفة لإيجاد مأوى للإرهاب والمخدرات ‏وللجماعات الإرهابية وتصديرها للمنطقة وتدمير ‏الجزيرة العربية.‏

‏ هذا هو ما تطمح إليه إيران التي شجعت تجارة ‏المخدرات وأغرقت اليمن بالأسلحة وكذلك ‏شراء ذمم في اليمن للحصول على أسلحة من الداخل من ‏الحكومة من قبل أناس لا ضمير لهم ‏سوى المال وبيع بلادهم واستقرارها مقابل حفنة من المال، وتسللت عناصر ‏إيران إلى ‏المؤتمر الشعبي واللقاء المشترك للعب على الحبال وإيجاد صراع بين الأطراف وشراء ‏الإعلام والمواقع ‏وتسريب المعلومات والتضليل وإيجاد حقد وكراهية بين اليمن وأشقائها ‏بتسريبات وإشاعات جرى إعدادها ‏بصورة ذكية وتحليل نفسي مع صمت داخلي وتفرج ‏عربي وكأن ما يجري في اليمن مسلسل تلفزيوني وكأن الفقر ‏والجوع والكارثة الإنسانية قصة ‏لا تثير عواطف العرب والعالم الإسلامي.‏

ولا بأس من التطرف لخطة الهيمنة على البحر الأحمر ولعب إسرائيل وإيران في المنطقة ‏وكذلك بحرب العرب ‏واللعبة الإسرائيلية الإيرانية التي ستكتشف قريباً لأن روحاني هو عراب ‏هذه العلاقات وستكون صدمة للنائمين. ‏وأمن البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي لا ‏يعني شيئاً للدول العربية لغياب قرار عربي وتنسيق دفاعي ‏وأمني في المنطقة، وكذلك الدور ‏في المناورات في الخليج والسعي لتدمير البحرين وإسقاط الدولة بالإرهاب ‏واستغلال دور ‏الأقليات ومحاولة تفكيك مجلس التعاون الخليجي للسيطرة على منطقة الخليج لأن إيران ‏ستصبح ‏شرطي المنطقة القوي وحليف الغرب وسيبدو للعرب أن مواقف إيران تجاه فلسطين ‏كذبة كبرى، وتسعى إيران ‏لاستغلال الفتور في العلاقات العربية التركية وإبعاد تركيا عن ‏الدول العربية والسياسة الخاطئة العربية نحو تركيا في ‏حصر العلاقات في قضايا فرعية وعدم ‏الحكمة في ذلك، وكذلك من قيل عن مناورات مع باكستان في الخليج ‏وكسبها والتحالف مع ‏الهند.‏

كل هذا والعرب نائمون لأن جامعتهم العربية أصبحت جسداً هامداً وينتظر صدقة قرارات ‏لمشاكل أمته من ‏مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، وعلى العرب أن يقدموا تنازلات لمواقف ‏العناد وردة الفعل ويعالجوا الأمور ‏بالحكمة والمصالح العليا ومستقبل أمتهم قبل أن يصبحوا ‏الرجل المريض وتتقاسمهم القوى. على الجميع ‏الاستيقاظ وعدم معالجة الأمور بردود الأفعال ‏وإنما يما يخدم مصلحة الأمة.‏

زر الذهاب إلى الأعلى