[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الإخوان المسلمون.. رؤية للتجديد والتطوير

(الإخوان المسلمون) فكر وتنظيم إسلامي حركي عالمي يأخذ بشمولية الإسلام في النظرية ‏والممارسة، يستمد تعاليمه الأساسية من مؤسسه الإمام حسن البنّا المستند في أساس تنظيره ‏وممارسته إلى القرآن الكريم وسنة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم.‏

وبعبارة أكثر تحديداً (الإخوان المسلمون) تنظيم إسلامي منضبط ذي طابع جهادي قتالي غير ‏مُفعّل، وفهم شمولي للإسلام، وممارسة علمية دعوية إسلامية وسطية، وإسهام خيري إنساني ‏تنموي، ووهج روحي إيماني، وتطلع سياسي مُتدرج لتحكيم الشريعة الإسلامية وإقامة الخلافة ‏الاسلامية من جديد.‏

لقد تقدم الزمن ومرت على استشهاد الإمام المؤسس حسن البناء 64عام، وكان زمن الثورات ‏العربية مكثفاً وحافل بالتجارب وغنياً بالدروس.. وقد آن للجماعة أن تتجدد وأن تتطور لتصبح ‏تنظيم يتم تعريفه وفق مضمونه ليصبح: (الإخوان المسلمون) تنظيم إسلامي منضبط، وفهم ‏شمولي للإسلام، وممارسة علمية دعوية إسلامية وسطية، وإسهام خيري إنساني تنموي، ووهج ‏روحي إيماني، وتطلع سياسي مُتدرج لتحقيق التنمية والازدهار الوطني. ويتحقق هذا وفق هذه ‏الرؤية. وفي هذه السطور أمحض النصح لهذا التنظيم الأرشد والأمتن والأصدق والأقدر على ‏صناعة الفرق في حياة الامة نحو الأفضل بتوفيق الله عز وجل، وأبسط وجهة نظري لتطويره ‏وجعله أكثر كفاءة لخدمة الأمة الإسلامية وهويتها وقيمها وأقدر على أن يُحقق للأمة تطلعاتها، ‏وليس بالضرورة أن تأخذ الجماعة بكل ما أورده وأراه شخصياً عنصر مهم في رؤيتي ‏وقناعتي التطويرية التي هي نتاج أمرين رئيسيين: دراسة متعمقة في فكر الإمام البناء وتاريخ ‏الجماعة هي مشروع كتاب مكتمل قادم، وفكر الإنسانية الحديث، وقراءة متعمقة مطوّله ‏ومكثفة لواقع الأمة وفرصها الممكنة لتحقيق النهوض، وواقع جماعة الإخوان المسلمين ‏وممارستها وإنجازها. هذه رؤيتي المتواضعة وإن كان رجائي أن تكون (رسالة التجديد ‏والتطوير)...‏

أولاً: منطلقات الرؤية:‏
‏1 تحقيق أقصى وأهم إفادة مرجوة للأمة من فكر الإمام حسن البناء وما يتوافق معه ويمنحه ‏مزيد الرقي والتطوير المتناغم معه من الفكر الحركي الإخواني.‏
‏2 فض الاشتباك والتنازع والتجاذب بين الديني (الدعوي) والتنظيمي والسياسي داخل ‏جماعة الإخوان.‏
‏3 الحد من المتاعب والأزمات التي تتعرض لها الجماعة طوال ما مضى من تاريخها ‏ومسارها من قبل الطغاة والمعربدين والمفسدين في الأرض، والتبعات الارتدادية لتلك ‏الأزمات، أو انهاء تلك المتاعب جملة وتفصيلاً.‏
‏4 وضع حد للتأثير السلبي للجانب السياسي على المجال الدعوي لجهة خلق وتعلية ‏الحواجز والمضايقة والمصادرة.‏
‏5 تجويد العمل في جميع المجالات ومنحه حقه من الاهتمام والطاقات والقدرات ‏والامكانيات دون تبخيس لصالح جانب محدد ولتنشئة وتطوير الكوادر في كل مجال تحقيقاً ‏لغاية الاتقان التي أكد عليها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث الصحيح: ((إن الله ‏يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)).‏
‏6 استيعاب الحكمة من تجارب العمل الإسلامي الناجحة لا سيما التجربة التركية ‏الأردوغانية.‏
‏7 تخليص التنظيم من التشويه الذي تعرض له وأصاب سيرها وسمعتها وثقافتها ورؤيتها ‏الداخلية بسبب بعض الممارسات السياسية والحركية والتنظيرات الحركية الفردية.‏
‏8 للعمل التغييري سنن كونية يجب مراعاتها والأخذ بها، وهو لا يتحقق بالاعتقادات غير ‏الصحيحة ولا بالعواطف ولا بالتعميمات النظرية البشرية التي قد تكون خاطئة، وأن تنال ‏رضانا واعجابنا لا يمنحها الصحة ولا السلامة ولا يغنينا أن نعتمد عليها ولا يحققها انتظارنا ‏لتحقيقها.‏
‏9 إنّ كل من يبغي الوصول إلى السلطة أو يحافظ عليها لينفذ أجندته ووجهة نظره في ‏تطوير وطنه عليه أن يتبنى الديمقراطية وسيلة وحيدة لتحقيق هذا الغرض، ومن يختار غير ‏ذلك من سبيل فإنه يسير بنفسه وبجماعته ويتجه بوطنه وببني وطنه في طريق خاطئ ومُدمر.‏
‏10 الإسلام لم يعطي أي فرصة للتسلط لا باسمه ولا باسم غيره، وكل تسلط باسمه هو ‏تزييف وتحريف للإسلام يرفضه ويمقت من يقومون به. وهذا ما يفعله ويصر عليه أصحاب ‏النزعات التسلطية باسم الاسلام وباسم الانسانية.‏
ثانياً: جذور الرؤية:‏
‏1) كان تأسيس الجماعة جماعة دعوية ثم دخل عليها: الجهادي التحرري والسياسي الساعي ‏لتحقيق الحاكمية عبر الانتخابات أو القوة.‏
‏2) التنظيم يعيش واقع وتاريخ يجب الاعتراف به والتعامل البناء والراشد والإنساني معه ‏بعيدا عن التوقعات والأمنيات التي لا تُقيم للآخر اعتبار ولا كرامة.‏
‏3) التفاهم لا الصراع هو السبيل الوحيد لتحقيق العيش المشترك السلمي المتقدم وتخليص ‏الأمة من هوانها ومآسيها وجراحها النازفة.‏
‏4) إنّ معظم كتب السيرة النبوية التي بأيدي الناس، وهي في الواقع تتحدث عن سيرة الدعوة ‏إلى الإسلام، تتناول سيرة ما بعد الهجرة من منطلق المعارك والغزوات، إنها أقرب إلى السيرة ‏الجهادية أو القتالية، بل وحتى تركيز المسلسلات التاريخية ينصب على هذا الجانب بدرجة ‏رئيسية، وهو ما أعطى صورة مبالغ فيها عن مساحة الجهاد القتالي من ميدان الممارسة ‏الإسلامية التعبدية في اطلاقها بما في ذلك عمارة الأرض وتحقيق التقدم العلمي والعمراني، ‏تحقيقاً لأحد غايات وجود الناس عليها والذي جاء به الوحي الأمين، قال الله تعالى: ((وَإِلَى ثَمُودَ ‏أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ‏فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ)). وإننا إذا ذهبنا نحسب مجموع أيام هذه ‏الغزوات من مجموع سنوات عهد النبوة وعهد الخلفاء الراشدين سنجده محدود أكثر مما ‏نتصور، كما أنّ هناك من هم منشغلين بغير هذا العمل في كل وقت في ذلك الزمن، ومع هذا ‏نجد مساحة الجهاد القتالي المعلم الأكبر والمهيمن في تاريخ الإسلام، وانه من المهم إعادة ‏النظر في ما تم تدوينه وأن تتم عملية إعادة كتابة تاريخ الإسلام زمن النبي صلى الله عليه وسلم ‏من دون الاعتماد على كتب المغازي، ومن المهم للتنظيم الإخواني بشكل خاص أن يفعل ذلك.‏
‏5) لا يمكن تجاهل الاختلافات الفكرية الايدلوجية داخل المجتمع الواحد ولكل منها تصورها ‏وتطلعاتها مع وجود قواسم مشتركة بينها، ويجب النظر المنصف للجميع من دون إقصاء أو ‏تجاهل أو تحامل فالكل شركاء في الوطن ومن حقهم العيش فيه بكرامة، كرامة لا يتم ‏اغتصابها نزولاً عند نزوات المتسلطين أو المعربدين، وكل مسوغ لذلك من كلام البشر ‏وتأويلاتهم هو باطل وحجة مرفوضه تُعري صاحبها من انسانيته واخلاقيته ولا تمنحه كساء ‏المشروعية والشرعية..‏

ثالثاً: حيثيات الرؤية الموضوعية:‏
‏1) أثبتت التجربة الخطر الذي يجره تدخل رجال الدين في السياسة واستغلالهم لتبرير ‏الأعمال الإجرامية وكسب الصراع والتنافس السياسي.‏
‏2) أثبتت الأحداث والتجربة أنّ الديمقراطية هي الخيار الملائم الضامن للشعب حقه في ‏السلطة والثروة وتكون غالباً لمصلحة التيار الإسلامي كونه الأقرب للشعب والمعبر عن ‏تطلعاته وهويته. وذلك كلما كان منظماً ووواسعاً.‏

‏3) إنّ القتال وخوض المعارك هو مهمة الجيوش الرسمية التي يُنفق عليها من مال الشعب، ‏ولا مجال لأي عمل عسكري منظم بعيد عن المؤسسة الرسمية للجيش والأمن إلا في حالات ‏نادرة ومؤقتة والنادر لا حكم له.‏
‏4) أصبح أمر دعوة غير المؤمنين بنبوة ورسالة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم أمر ‏متاح، كما أنّ حقهم في الاستجابة والاقتناع يكفله النظام الديمقراطي وتشريعات حقوق الإنسان ‏الدولية المهم أن نسلك سبيل الحكمة والموعظة الحسنة، وأن نُحسن استيعاب وسائل الايضاح ‏وحجج الاقناع التي يقدمها القرآن الكريم والعلم الحديث.‏
‏5) إنّ نجاح الخيار الديمقراطي القادم كأحد مُستحقات الثورات الشعبية العربية الراهنة غير ‏ممكن من دون الإخوان المسلمين ويجب أن يكونوا دعامة نجاح لا فشل ولن يتأتى هذا إلا ‏بنضج سياسي إخواني على جميع المستويات في القطر الواحد مع إبعاد الخطاب الديني عن ‏الشأن السياسي مع انفتاح على جميع التيارات هدفه خدمة مصالح الوطن والحفاظ على هويته ‏من الاغتيال والتجريف والتشويه.‏
‏6) وضع حد للمآسي والنهش المستمر في جسد التيار الإسلامي باسم محاربة الإرهاب.‏
‏7) إنّ الله لا يكلف نفساً إلا وسعها... وقد خلق الناس ليعيشوا ويعبدوه ويعمروا أرضه لا لكي ‏يموتوا تحت أبسط عذر وحجة ودعوى، والتضحية بالروح والدم تكون مطلوبة زمن الحروب ‏الناشبة لا زمن السلم، والتضحية عمل دافعه الإرادة الحرة والاختيار الحر.‏
‏8) إنّ القيام بمسؤولية الإتقان يعني امتلاك مفاتيح النجاح، وإنّ التفريط في مسؤوليته يعني ‏امتلاك وتملك مفاتيح الاخفاق ليتم حصاده وحصاد بذوره: الخيبة واليأس والقنوط والانصراف ‏عن الميدان، وانصراف الناس من حول العمل والعاملين.‏
‏9) إنّ الإتقان مطلوب في كل مجالات العمل ونطاقاته، وإنّ الأهم في العمل هو إتقانه لا أن ‏يتم القيام به كيفما اتفق، ليس المُهم إحراز الرقم الموجود في الخطة، فيتم تنفيذ الحفل مثلاً، ‏ولكن المهم أن يؤدي رسالته،لا أن يصل إليه المعنيين بإقامته آخر الناس، ولا أن تكون ‏الصوتيات رديئة إلى الحد أن أغلبية الحضور لم يسمعوا شيء، ولا أن تكون الكلمة لمجرد ان ‏يُقال أنه قد تم القاء الكلمة كفقرة في برنامج الحفل ولكن أن يتم التحضير لها ويتم وضع الفكر ‏والتوجه في ثناياها وتُقدم بأسلوب مؤثر قدر الإمكان حقاً،لا أن يكون الحفل أن يتم ترديد ‏أطرف أنشودتين أو ثلاث ويأتي المنشدين للحفل الرجالي والمنشدات الصغار للحفل النسائي ‏من دون المظهر اللائق، إنّ هذا بكل وضوح يعني سقوط الشعور بالمسؤولية وانعدام مسؤولية ‏الاتقان واللهث الممقوت خلف تنفيذ الخطة ليمنح القائمون بالعمل والمسؤولين عنه أنفسهم نوع ‏من الشعور بالرضاء الزائف. إنّ أي عمل سيتم الإقدام عليه فإنه من المهم جداً أن يقوم ‏المعنيين به بالتأكد من أنهم قد قاموا بكل ما يجب لإتقان العمل ليأتي بثمرته، إنّ الخطة هي ‏عنصر تنظيم وتوجيه وليست جهة يتم العمل من أجلها.‏
‏10) لا يكفي أن نُبدي إعجابنا بالناجح والمُفيد والإيجابي من التجربة الإنسانية في الشرق أو ‏في الغرب، ولكن من المهم أن نتعرف على سبب ذلك النجاح وسره والطريق التي أوصلت ‏إليه والأخذ بها ما دامت لا تتنافى ولا تتعارض مع نصوص القرآن وصحيح الُسنة النبوية. ‏وأن لا تصرفنا عن الأخذ بها الأقوال والآراء المتعصبة ضد الوافد مهما كان وبتأويلات ‏مغلوطة يسوقها استبداد حاكم أو عقلية منغلقة لا تُجيد النظر ولا التفكير إلا بطريقة واحدة هي ‏حصاد بيئة لم تجد من يُغالبها ويخرج عن أسارها الذي لا يقره عقل ولا منطق ولا نص قطعي ‏الثبوت والدلالة.‏

رابعاً: حيثيات الرؤية الذاتية:‏
إنّ منهج الإخوان المسلمين في الفكر والعمل اتسم بنظرته الشمولية للإسلام والأخذ به ‏بشموله، كما اتصف الإخوان المسلمين بالتنظيم الدقيق والأخذ بناصية المؤسساتية والتراتبية ‏التنظيمية المُحكمة التي هي من أسباب النجاح والتوفيق في سائر الأعمال والوظائف ‏الجماعية. ‏
و تتوزع اهتمامات الإخوان الفكرية والتنظيمية على إيجاد وتمتين وتطوير المحتويات ‏الأربعة للعمل الإخواني والممارسة الإخوانية، أو ما يمكن تسميته بالرباعية الإخوانية.‏
العمل في صفوف الإخوان المسلمين هو عمل تعبدي لله تع إلى يأتي في سياق الاستجابة الحية ‏الفاعلة الإيجابية لقول الله تعالى: ((وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ)) لقوله: ‏‏((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ))، فينطبق وصف العبادة لله على ‏العمل الإخواني بتعدده وتنوعه كما ينطبق التعاون على البر التقوى على نهج الجماعة، إنّ ‏الجماعة تنطلق في تحديد أعمالها من المنطلق التعبدي وتحرص على أن يتوفر لإفرادها الفهم ‏والإخلاص في أعمالهم حتى يتقبلها الله تع إلى منهم وتؤتي ثمرتها المرجوة على صعيد الفرد ‏والجماعة والمجتمع والدولة والأمة والناس أجمعين.‏
إننا حين نتأمل ونتفحص أدبيات الإخوان المُتفق عليها وخاصة رسائل الإمام الشهيد حسن ‏البناء نجد أنّ المحتوى التي تأسست من أجله هذه الجماعة يتضمن أربعة أمور، وكل ‏التشكيلات والهيئات والأطر القيادية العليا وكل التنظير الحركي والتأصيل التنظيمي إنما صب ‏ويصبُ في بوتقة هذه الرباعية الإخوانية الخلاقة، بل هو جزء لا يتجزأ منها أينما سكب في ‏حقولها الأربعة وهو بمثابة الترشيد لها والإبانة والشرح والاستيعاب ومزيد التفعيل، وتتلخص ‏الرباعية الإخوانية في الكلمات التالية: عبادة فردية، دعوة إلى الاسلام ومزيد استمساك به وفهم ‏له، عمل عام (سياسي)، وجود جماعي إيجابي (خيري إنساني ثقافي اعلامي). وإنّ قليل ‏الغرور والاستنكاف يؤدي إلى كثير الزلل. ولا بد من إرساء وتكريس ثقافة الاعتراف بالخطاء ‏فهو السبيل الوحيد لتجاوزه وضمان عدم تكراره. ومن المهم عدم الاستمرار في ما أثبتت ‏التجربة والممارسة فشله وعدم جدواه.‏

خامساً: فلسفة الرؤية:‏
‏1) الغالبية العظمى من شعوبنا مسلمة والعمل من أجل هويتها وقيمها واجب الجميع.‏
‏2) أنّ المهم أن يستطيع الإنسان أي كان ما احترم إنسانية الآخر العيش بكرامة وأمان ‏قادر على تحقيق تطلعاته في الازدهار.‏
‏3) عمارة الأرض وعبادة الله هي وظيفة الإنسان التي يجب إزالة كل ما يحول بينه وبينها.‏
‏4) الإسلام في شموله، هو شموله الداخلي كدين: إسلام وإيمان وإحسان، ولا توجد للإسلام ‏نظرية سياسية إنما يضع ويقدم قيم عامة تصلح للاقتصاد وللاجتماع كما تصلح للسياسة ‏وأبرزها قيمة الشورى التي تعني التشاور بين المسلمين في كل ما يهمهم وخاصة من يحكمهم ‏ويسوس أمرهم وأوطانهم، يقول الإمام حسن البناء: ((الإسلام كدين عام انتظم كل شؤون الحياة ‏في كل الشعوب والأمم لكل الأعصار والأزمان، جاء أكمل وأسمى من أن يعرض لجزئيات ‏هذه الحياة وخصوصا في الأمور الدنيوية البحتة، فهو إنما يضع القواعد الكلية في كل شأن من ‏هذه الشؤون)).‏
‏5) شوهت مطامع الطُغاة الطامعين في الحكم واستمرارهم فيه، ونزوات الفقهاء عبر ‏الاستجابة لإملاءات المستبدين، شوهت الميراث السياسي العربي وحالت بين حياتهم السياسية ‏والتطور والتقدم وهو الأساس في تحقيق التنمية الشاملة لصالح جميع أبناء الوطن.‏
‏6) السلطة السياسية هي الوسيلة الأكفاء والأقدر على الإنجاز لصالح الشعوب والأوطان التي ‏طالما عانت التعسف وقرصنة ثرواتها ومصادرة إرادتها واختيارها والحرمان من التنمية ‏والديمقراطية بفعل سياسات حاكمة كان الشعب فيها في ذيل اهتمام القائمين عليها.‏
‏7) ليكن لجميع أبناء الوطن حقهم في تقديم أنفسهم لقيادة الشعب، وحقهم في خدمته كلما ‏توفرت فيهم ولهم الكفاءة والأمانة والقدرة على التطور المعرفي، وذلك بغض النظر عن ‏انتماءاتهم وتوجهاتهم. وللشعب أن يقول كلمته في انتخابات حرة ونزيهة.‏
‏8) مُهمة السلطة السياسية هي استيعاب الإمكانيات الوطنية البشرية والمادية كأفضل ما ‏يكون الاستثمار بما يخدم حاضر الوطن ومستقبله. تماماً كما أنّ مهمتها أن تُقيم للعدل دولته ‏وللحق سطوته.. والله عز وجل ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة لما للعدل من مكانة ‏وحيوية هي الأعلى عند الله العدل وعند العامة من الناس.... العدل هو قيمة القيم، وأس ‏الفضائل، والأساس المكين للإنسانية في مسعاها للسعادة والتنمية، وهو القاسم المشترك لكل ‏أصحاب العقول السوية، ولا يتنكر للعدل إلا ظالم أو ساع إلى ظلم أو مدافع عنه.‏

سادساً: أُسس التجديد والتطوير:‏
أولاً: تتحول الجماعة إلى تنظيم غير علني، وطني وعالمي في آن يجمع أفراده منهج فكري ‏واحد من الإسلام وفهمه وحركة المجتمع واستيعاب مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في ‏سياقها وبما يُحقق أقصى قدر ممكن من استيعابها وتوطينها وتحويلها إلى ثقافة وعادة لا فكاك ‏عنها.‏
ثانياً: تنبثق من التنظيم غير العلني خمسة مجالات علنية مستقلة في عملها المتخصص عن ‏بعضها البعض، ويذهب كل فرد إلى مجال محدد، وكل أفراد مجال في المربع الجغرافي يتم ‏توزيعهم في مجموعات قد تكون وفق التخصص الدقيق ضمن المجال. مع قيام قيادة التنظيم ‏الداخلية غير المُعلنة بضمان التنسيق التنظيمي الداخلي الذي يضمن تناغم العمل في نجاح ‏وتطور وتحقيق لغايات الشعب والوطن، وتتولى قيادة التنظيم صرف المبالغ المالية على ‏المجالات وفقاً لحاجة كل مجال بعد أن تتسلم اشتراكات العضوية التي يتم جمعها من خلال ‏المجالات الفرعية..‏

والمجالات العلنية الخمسة هي:‏
‏1: المجال التربوي العلمي: ويضم ستة حقول: العلوم الشرعية، الدعوة العامة، مدارس ‏تعليم القرآن الكريم للناشئة، التعليم الجامعي، التعليم الحكومي دون الجامعي (ثانوي وأساسي)، ‏التعليم الأهلي والخاص دون الجامعي..‏
‏2: المجال السياسي: ويتضمن العمل السياسي في الحقول التالية: تأسيس الأحزاب، الخطاب ‏السياسي، الانتخابات، المشاركة في السلطة السياسية، جمع وتحليل المعلومات الأمنية. ويضم ‏هذا المجال تحديداً الدوائر التالية: الفكرية، التنظيمية، السياسية، التنموية، الأمنية، التخطيطية، ‏النسوية، المالية، العلاقات،الانتخابات، الاعلامية. ولا تكون من بين دوائره أي دائرة تخرج ‏عن سياق عمله أو تدخل في اختصاص مجال آخر كدائرة التوجيه والإرشاد.‏
‏3: المجال الإنساني: ويضم عمل المؤسسات والجمعيات الخيرية التنموية التي تهتم بخدمة ‏المجتمع... (المجال الاجتماعي).. ومن دوائره: العمل الخيري (الكفالات والمشاريع ‏الموسمية)، العمل التنموي، العلاقات، التطوير، المعلومات.‏
‏4: المجال النقابي: ويهتم بالعمل النقابي تأسيساً وترسيخاً وتطويراً واستمراراً في تنسيق ‏وتناغم. ومن دوائره: نقابات موظفي الدولة، نقابات القطاع الخاص، التنسيق، التطوير، ‏البرامج، التوثيق والرصد.‏
‏5: المجال الاعلامي والثقافي: ويضم دوائر: الصحافة، البث الفضائي والاذاعي، الانترنت ‏‏(مواقع، منتديات، فيسبوك)، الانشاد، المسرح، الشعر، الابداعات الابتكارية، التصميم، التأليف ‏والمكتبات والتسجيلات والانتاج الفني، وتهتم كل منها برصد كل ما يتصل بها.‏

و يكون المجال السادس مجال غير مُعلن هو المجال التنظيمي الذي تقع عليه المسؤولية ‏الرئيسية في تحقيق التوسع العضوي وفرز العناصر الجديدة على المجالات الخمسة أعلاه، ‏وفق هذه المعايير: رغبة العضو الجديد وميوله، حاجة الواقع، حاجة التنظيم... بحيث أنّ كل ‏فرد يتخصص في مجال وكل أفراد مجال يتم توزيعهم في مجموعات قد تكون وفق التخصص ‏الدقيق ضمن المجال ذاته. ويتم الحرص على ثبات هذا التوزيع ويُحضر حضراً تاماً النقل بين ‏التربوي العلمي من جهة والسياسي من جهة ثانية..‏

ويتم هذا التوزيع على مستوى القُطر كما على مستوى أصغر وحدات التقسيم الإداري مع ‏مراعاة عدم وجود بعض المجالات في بعض وحدات التقسيم الإداري. ويكون كل مجال من ‏المجالات الستة جسم واحد له قيادة مركزية عليا يتم تعيينها بتكليف قيادة التنظيم ووفق معايير ‏وضوابط تحددها لائحة داخلية خاصة. كما توجد بموازاة كل المجالات في النطاق الجغرافي ‏للمجالات الستة مستوى قيادي للتنظيم يقوم بمهمتين فقط: التنسيق والمراقبة لسير الأداء ‏وتحقيق تناغمه الداخلي وجمع وتوزيع الاشتراكات بحسب حاجة كل مجال وبالتنسيق مع ‏القيادة الأعلى. أو بمعنى آخر كل دائرة من الدوائر الخمس (الدعوية والتعليمية، السياسية، ‏الاجتماعية، النقابية الإعلام والثقافة، التنظيم والتأهيل) تتحول إلى تنظيم شبه مستقل، ويتخذ ‏القرار في كل المستويات بالأغلبية النسبية (النصف زائد واحد). ويتم الغاء آلية المراتب ‏التنظيمية الارتقائية وتحل محلها الكفاءة والقدرة والموهبة والانتخاب ومصلحة التنظيم ‏والعمل، وبما يحقق نهج الرجل المناسب في المكان المناسب ويضمن روحية إنزال الناس ‏منازلهم.‏

ومن مزايا هذا التوزيع:‏
‏1) إبعاد شبح الاستبداد والمركزية
‏2) وضع الرجل المناسب في المكان المناسب
‏3) تحقيق أقصى استثمار للطاقات والمواهب والرغبات
‏4) تحقيق الاتقان في العمل
‏5) منع بخس أي مجال في حقه من الاهتمام والرعاية والتطوير
‏6) تقليل خسائر التنظيم بسبب الربط بين جميع اجزائه المعلنة والمعلومة المشتبكة ببعض.‏
‏7) الحيلولة دون بروز المشاكل والضجر والتحوّل في صفوف التنظيم عامة وكل مجال على ‏حدة وصولاً إلى كل مربع جغرافي.‏
‏8) رفع مستوى الشعور بالمسؤولية.‏
‏9) تحقيق قدر أفضل من الديمقراطية الداخلية.‏
‏10) بعث ولزوم روحية الاقتناع والتناغم والتلاحم والتآزر.‏
‏11) زيادة قدرة التنظيم الإقناعية.‏
‏12) تعزيز الحصانة التنظيمية.‏
‏13) ضمان روحية جدوى العمل والنشاط لدى الأفراد وبالتالي خلق روحية التفاعل والحماس ‏والرغبة المتدفقة.‏

ويُعقد الاجتماع الدوري لكل مجال ومستوى جغرافي بحيث يشمل ثلاثة أمور:‏
‏• المنهج الفكري والتربوي الإيماني الموحد.‏
‏• منهج نظري لتنمية الأداء في المجال المعني وبحسب كل مستوى (تأسيسي، متوسط، ‏عالي) أو بعبارة أخرى: (قيادة عليا، قيادة متوسطة، قاعدي)..‏
‏• الأعمال والأنشطة والمستجدات العملية المتصلة بالمجال المعني.‏
وبالإمكان تحسين الأداء النظري بجمع أكبر عدد ممكن من الأعضاء بحسب المجال أو ‏بحسب النطاق الجغرافي في حال كان منهج تربوي إيماني وذلك للاستماع من شخص متمكن ‏في المنهج النظري. كما أنّ من أكفاء طرق المعرفة كتابة البحوث وتلخيص الكتب، وعقد ‏حلقات النقاش وورش العمل وتطبيق ما تتوصل إليه لا إهمالها وكأنها لم تكن.‏
ثالثاً: يتم وقف اعتماد (رسالة التعاليم) بصفة عامة إلغاءً للصفة العسكرية غير العملية ولا ‏الواقعية للتنظيم، وقد انتفت الحاجة إلى الكفاح المسلح ضد الاستعمار، وحذف بعض مما ورد ‏فيها مما لا يُعد أصول فهم، وبعض مما قد يوقع في المحذور شرعاً بفعل الأهواء والتفسيرات ‏والتأويلات الخاطئة كما قد يجعل الآخرين يفسرونه بطريقة مضللة أو خاطئة، ويبقى من روح ‏هذه الرسالة:‏

أ البيعة ونصها المعلوم والمتضمن لأركانها العملية: السمع والطاعة في المعروف تعاوناً ‏واجباً على البر والتقوى وابتغاء لمرضاة الله وثوابه. وتتم على أساس الفهم التام للفكرة ‏والمنهاج والاقتناع بهما والاستعداد للعمل وفقها.‏
ب بعض أصول الفهم وتُضاف لها أصول حقيقية أخرى ذكرها الإمام البناء في ثنايا رسائله ‏وتكون الأصول المعتمدة هي النصوص العشرة التالية المأخوذة من نص كلام الإمام البناء من ‏دون أي إضافة أو تعديل:‏
‏1 - أحكام الإسلام وتعاليمه شاملة تنتظم شؤون الناس في الدنيا والآخرة، فالإسلام عقيدة ‏وعبادة، ودين ودولة.‏
‏2 - أساس التعاليم الإسلامية ومعينها هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، اللذان ‏إن تمسكت بهما فلن تضل أبدا، وأن كثيرا من الآراء والعلوم التي اتصلت بالإسلام وتلونت ‏بلونه تحمل لون العصور التي أوجدتها والشعوب التي عاصرتها، ولهذا يجب أن تستقي النظم ‏الإسلامية التي تحمل عليها الأمة من هذا المعين الصافي معين السهولة الأولى، وأن نفهم ‏الإسلام كما كان يفهمه الصحابة والتابعون من السلف الصالح رضوان الله عليهم، وأن نقف ‏عند هذه الحدود الربانية النبوية حتى لا نقيد أنفسنا بغير ما يقيدنا الله به، ولا نلزم عصرنا لون ‏عصر لا يتفق معنا.‏
‏3 الإسلام كدين عام انتظم كل شؤون الحياة في كل الشعوب والأمم لكل الأعصار ‏والأزمان، جاء أكمل وأسمى من أن يعرض لجزئيات هذه الحياة وخصوصا في الأمور ‏الدنيوية البحتة، فهو إنما يضع القواعد الكلية في كل شأن من هذه الشؤون، ويرشد الناس إلى ‏الطريق العملية للتطبيق عليها والسير في حدودها. طبيعة الإسلام تساير العصور والأمم، ‏وتتسع لكل الأغراض والمطالب، ولهذا أيضا كان الإسلام لا يأبى أبدا الاستفادة من كل نظام ‏صالح لا يتعارض مع قواعده الكلية وأصوله العامة. [ طالع رسالة المؤتمر الخامس ]‏
‏4 - والإسلام يحرر العقل، ويحث على النظر في الكون، ويرفع قدر العلم والعلماء، ويرحب ‏بالصالح والنافع من كل شيء، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها.‏
‏5 - وكل أحد يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم، وكل ما جاء عن ‏السلف رضوان الله عليهم موافقا للكتاب والسنة قبلناه، وإلا فكتاب الله وسنة رسوله أولى ‏بالإتباع، ولكنا لا نعرض للأشخاص فيما اختلف فيه بطعن أو تجريح، ونكلهم إلى نياتهم ‏وقد أفضوا إلى ما قدموا.‏
‏6 - والخلاف الفقهي في الفروع لا يكون سببا للتفرق في الدين، ولا يؤدي إلى خصومة ولا ‏بغضاء ولكل مجتهد أجره، ولا مانع من التحقيق العلمي النزيه في مسائل الخلاف في ظل ‏الحب في الله والتعاون على الوصول إلى الحقيقة، من غير أن يجر ذلك إلى المراء المذموم ‏والتعصب.‏
‏7 وللإيمان الصادق والعبادة الصحيحة والمجاهدة نور وحلاوة يقذفهما الله في قلب من ‏يشاء من عباده، يأمر الله المسلمين أن يركعوا ويسجدوا وأن يقيموا الصلاة التي هي لب العبادة ‏وعمود الإسلام وأظهر مظاهره، وأن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، وأن يفعلوا الخير ما ‏استطاعوا، وهو حين يأمرهم بفعل الخير ينهاهم بذلك عن الشر وإنّ من أوّل الخير أن تترك ‏الشر، فما أوجز وما أبلغ! ورتب لهم على ذلك النجاح والفلاح والفوز وتلك هي المهمة الفردية ‏لكل مسلم التي يجب عليه أن يقوم بها بنفسه في خلوة أو جماعة.‏
‏8 - والعقيدة أساس العمل، وعمل القلب أهم من عمل الجارحة، وتحصيل الكمال في كليهما ‏مطلوب شرعاّ وإن اختلفت مرتبتا الطلب.‏
‏9 - ومعرفة الله تبارك وتع إلى وتوحيده وتنزيهه أسمى عقائد الإسلام، وآيات الصفات ‏وأحاديثها الصحيحة وما يليق بذلك من التشابه، نؤمن بها كما جاءت من غير تأويل ولا ‏تعطيل، ولا نتعرض لما جاء فيها من خلاف بين العلماء، ويسعنا ما وسع رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم وأصحابه (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا) (آل عمران:7)‏
‏10 الإسلام وهو دين الوحدة والمساواة كفل هذه الروابط بين الجميع ما داموا متعاونين ‏على الخير، ((لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ ‏وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)) (الممتحنة:8) [ طالع رسالة دعوتنا ].‏

رابعاً: يتم وضع لائحة داخلية تبين شروط ومعايير الترقي وتولي المهام القيادية لإبعادها عن ‏المزاجية والشُللية والتجنح والاقصاء بناء على المزاج واللاعلمية واللامنهجية.‏
خامساً: الدعوة الفردية وسيلة تنظيمية عامة في زمن الانتخابات تحشد الناخبين المؤيدين ‏لممارسة الحق الديمقراطي..‏
سادساً: تشكيل هيئة عالمية إخوانية مختصة باعتماد فكر ومنهج التنظيم، ويُصبح ما يُعتد به ‏كجزء من فكر ومنهج التنظيم ما تقوم الهيئة بتقريره فقط وهو ما يتم اعتماده وتلقيه بالقبول ‏والتعميم.‏
سابعاً: تأسيس هيئة استشارية عالمية من كبار المتخصصين في الفكر والسياسة والاقتصاد ‏والقانون.‏
سابعاً: الغاء شعار الجماعة المرسوم (السيفين والمُصحف وكلمة أعدوا) ووقف اعتماده ‏والتعامل به فهو يشي بجماعة ذات طابع عسكري وليس هذا هو التنظيم الجديد على الأقل.‏

ثامناً: يُصبح شعار التنظيم المكتوب: ((الله غايتنا والرسول قدوتنا)) فقط، وذلك للطابع ‏الجهادي القتالي لما تبقى من كلمات الشعار، ولأن للأوطان دساتير محددة يجب احترامها ‏والالتزام بها، والقرآن الكريم أجل في النظرية والتطبيق من كونه دستور، ولربما استغل ‏بعض الطغاة فكرة دستورية القرآن فأعلن أنّ دستور الدولة القرآن ولم يُوجد لها أي دستور آخر ‏لإيمانه ومعرفته أنّ الدستور يحمل نصوص غير قابلة إلا لتفسير واحد كما أنها تُحدد وبصورة ‏واضحة الحقوق والواجبات للحاكم والمحكوم كما تُحدد السلطات الحاكمة ومهام كل منها وهذا ‏ما لا يريده فهو يريد سلطات مُطلقة يفعل ما تمليه مصلحته ويدع ما تمليه مصلحته والتي قد ‏يسميها مصلحة الوطن والشعب، وهذا التحديد لا يوجد في القرآن الكريم كتاب الوحي السماوي ‏وبالتالي يُعلنه دستوراً ويكسب تأييد وشعبية بهكذا عقلية ولجهل عامة الناس.‏
والحمد لله في البدء والختام...‏
‏3مايو 2014م

زر الذهاب إلى الأعلى