[esi views ttl="1"]
رئيسية

المخابرات “الإسرائيلية” تحقق في فشل استخدام العملاء في حرب غزة

تحقق اجهزة المخابرات “الاسرائيلية” في شكل استخدامها للمعلومات التي وصلتها من عملائها في القطاع، خلال الحرب على غزة، وما اذا كانت هذه المعلومات قد استغلت بشكل غير حذر أدى إلى كشف عملائها وفقدان ما تعتبره الاستخبارات “الاسرائيلية” “مصادر قيمة” تمكنت حماس من القضاء عليها.

ونقلت صحيفة “هآرتس” عن مصادر استخبارية قولها ان “استخدام المعلومات المذكورة كان ضروريًا لإنقاذ حياة الجنود الذين واجهوا مخاطر حقيقية خلال العملية”.

واكدت المصادر ان حماس اكتشفت عشرات العملاء الذين ساعدوا “اسرائيل” خلال الحرب وقامت باعدامهم، ومن بينهم عناصر من “فتح”.

وكررت اجهزة الاستخبارات “الاسرائيلية” اتهامات كان وجهها ياسر عبد ربه، امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ل “حماس”، بأنها حولت المساجد والجامعات إلى اقبية للتحقيق مع عناصر فتح وتعذيبهم واطلاق النار على ارجلهم. وتزيد الاستخبارات “الاسرائيلية” على ذلك اتهام “حماس” بإعدام مدنيين فلسطينيين اشتبهوا بالتعاون مع “اسرائيل” خلال الحرب “او أبدوا فرحهم ازاء الضربة التي تلقتها حماس”.

وتضيف “هآرتس” ان اجهزة الاستخبارات “الاسرائيلية” فاخرت، خلال الحرب على غزة بالتعاون الوثيق بين اجهزة الاستخبارات المختلفة وإزالة عوائق الاتصال بين العملاء ووحدات الاستخبارات الميدانية، وانه تم معالجة المعلومات الاستخبارية من خلال كسر قيود فرضت في السابق ومنعت استغلال المعلومات بشكل فاعل. وبحسب المصادر فإن كسر هذه القيود في حرب غزة ساعد على تسريع تنفيذ العمليات العسكرية بناء على المعلومات الاستخبارية، سواء كان ذلك بمهاجمة عناصر المقاومة اثناء قيامها بإطلاق صواريخ، أو انقاذ الجنود “الاسرائيليين” داخل غزة. وتعتمد المصادر في قولها هذا على تصريحات كانت قد صدرت عن قادة ألوية للجيش اثناء الحرب، مفادها ان رجال الشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية حذروهم في الوقت المناسب من عمليات كانت موجهة ضدهم وأنقذوهم.

وحسب المصدر “الاسرائيلي” فإنه كانت لهذه التصريحات ابعاد اشكالية على العملاء الذين تم اكتشافهم وقتلهم بسبب استخدام الجيش غير الحذر لمعلوماتهم. وبرأي مصدر “اسرائيلي” فإن ما واجه الجيش خلال الحرب على غزة هو “ان الحرب تستبق الحذر”، فيما قال مصدر آخر انه “كان يتحتم بذل كل شيء في سبيل انقاذ حياة الجنود المحاربين في القطاع، وإن أمن الجنود اهم من أمن العملاء”.

ويقول مصدر “اسرائيلي” آخر ان المحرك كان “قتل اكثر ما يمكن من العرب” ولذلك كانت معايير محددة كالحفاظ على حياة من يعمل مع “اسرائيل”، اقل اهمية. واكد مصدر كبير في جهاز الاستخبارات سابقا ل “هآرتس” حدوث امور مشابهة في السابق، وقال انه “من الطبيعي ان يقلق المشغل (الاستخبارات) على حياة من يعملون معه (العملاء)، لكنه يحدث احيانا ان تبدي القيادات العليا اهتماما اكبر بمعايير اخرى، كالحفاظ على حياة القوات ولذلك تتخذ قرارات مختلفة”.

وللدلالة على محاولات “اسرائيل” استغلال المعلومات الاستخبارية التي وصلت اليها من عملائها في القطاع، تشير “هآرتس” إلى محاولة اغتيال قائد الذراع العسكرية لحركة حماس، احمد الجعبري، اثناء الحرب على غزة، وتقول ان “اسرائيل” حاولت مرتين على الاقل، اغتيال الجعبري، لكنها فشلت. وفي احدى الحالتين ألقت الطائرات قنبلتين تزن الواحدة منهما طنا على بناية تواجد فيها الجعبري مع مجموعة من نشطاء الذراع العسكرية، ما ادى إلى مقتل احد عناصر حماس. لكن الجعبري نجا من محاولة الاغتيال. وفي المرة الثانية وصلت إلى الاستخبارات معلومات تفيد ان الجعبري يتواجد في منطقة مدنية تقوم فيها عشرة مباني، وبما ان العميل لم يتمكن من تحديد المبنى الذي يتواجد فيه الجعبري قرر الجيش الامتناع عن قصف المنطقة، رغم ان هناك من طالب بالعمل وقصف المنطقة كلها حتى لو ادى ذلك إلى إلحاق خسائر بشرية كبيرة.

وبرأي الصحيفة فإن المعلومات الاستخبارية قادت إلى اغتيال قرابة 20 من قادة “حماس” خلال الحرب على غزة، بينهم نزار ريان، الوزير سعيد صيام، صالح ابو شريح. وتذكر “هآرتس” بعمليات اغتيال سابقة نفذها جيش الاحتلال بفضل معلومات وصلته من العملاء، منها اغتيال الشيخ احمد ياسين، عبدالعزيز الرنتيسي، ابراهيم مقادمة، صلاح شحادة، اسماعيل ابو شنب وعدنان الغول.

________
الخليج

زر الذهاب إلى الأعلى