[esi views ttl="1"]
arpo28

ظواهر سلبية في رمضان.. دراما تخدش الصوم

وقد رصدنا ذلك من خلال هذا التحقيق،وحاولنا أن يكون للدين في ذلك رأي حتى تكتمل الصورة ونقف على ملامح قضية متكاملة,فإلى التحقيق.

في كل أسواق المواد الغذائية وفي البقالات والحلويات تجد زحاماً شديداً،والناس يتدافعون على الباعة فيها وكأنّهم في جبل عرفات أو حين يتزاحم الحجيج على رمي الجمرات.

وعلى بسطات بيع الخضروات والفواكه لا تقل الزحمة عن سابقاتها إلّا قليلاً،وهذا ما يجعل الناس ينسون جوهر رمضان ويدخلون في مظاهر وتصرُّفات لا تليق بمسلم كما يحدث عند أسواق الخضار التي ترتادها النساء كسوق الخضار الممتد من باب اليمن إلى بداية شارع خولان عند باب السلام ومستشفى الثورة.

وحسب علي مثنى الشعري فإنّه طالما رأى تصرُّفات لا تليق بمسلم ولا يجوز ارتكابها في شهرٍ من السنة فما بالك بشهر رمضان الحرام؟؟!!

ويرى أنّ الأسواق باتت بحاجة إلى ضوابط وإلى حرس وعسكر يبقون فيها على الدوام لضبط أخلاقيّاتها ومنع حدوث أيّة تصرُّفات غير لائقة،فضلاً عن منع وقوع بعض الشجار والعراك والضرب الذي يصل إلى حد القتل في بعض الأحيان،خاصة بشهر رمضان الكريم الذي تضيق فيه أخلاق الناس ممن لا يعرفه حق معرفته إلّا من رحم الله وهم قليل.

[b]موعد مع الموت![/b]

أمّا حوادث السيارات فحدِّث ولا حرج،فإذا كانت نسبتها كبيرة بعض الشيء على مدار العام في بلادنا نتيجة التهور والطيش فإنّها في شهر رمضان أشد خطورةً وأكثر تفاقماً من غيره من الشهور،وخاصة الوقت القصير الذي يسبق آذان المغرب في المُدن الرئيسية وفترة ما بين صلاة العصر إلى أذان المغرب في الخطوط الطويلة بين المحافظات،حيث يعمد السائقون وتحت إلحاح من الركاب إلى الضغط على البنزين ومحاولة السباق مع الوقت ليكونوا على الموعد مع أذان المغرب للفطور في الأماكن التي يقصدونها,ويكون للأسف موعدهم مع الموت أو الإصابات الخطيرة في المستشفيات التي تستقبل كل يوم طوال شهر رمضان حودث مرورية معظمها شنيعة.

وهو ما أكّده العديد من أفراد شرطة المرور والمناوبون في أقسام الطوارئ بالمستشفيات.

[b]سُفرة عامرة[/b]

وهناك من السلوكيات التي تطفو على السطح في شهر رمضان ويجب أن يتنبّه لها الناس ويحاولون اجتنابها وعلى رأس تلك السلوكيات القدوم إلى المساجد بوجبات إفطار أقرب للسُّفرة العامرة من الإفطار.

وبعضها يكون فيها مغالاة ظاهرة للعيان يقصد بها أصحابها مجرّد التفاخر لا غير،وكثيراً ما يجتمع حول تلك الموائد الأقارب والأهل ولا يُدعى لها الغرباء أو المساكين الذين يقفون على أبواب المساجد على أقل تقدير؛وإن كنا لا نشجّع الوقوف على أبواب المساجد تحت أي ظرف ومهما كانت الحاجة؛فبيوت الله بحاجة منا إلى التقديس والإجلال والابتعاد بها عن كل ما يشينها.

[b]تسوّل مزعج[/b]

وهذا ما ذهبَ إليه الأخ طارق المهيوب الذي يرى في الوقوف على أبواب المساجد من قبل ذوي الحاجة وذوي الإعاقة والمساكين تشويهاً لقداسة المساجد وإيذاءً وإحراجاً لمرتاديها الذين يقصدونها للتقرُّب إلى الله وليس للتقرُّب من الإزعاج والإحراج الذي يواجههم بهم أولئك الذين يقتعدون أبواب المساجد لتسوّل المصلين.

ويذكر أنّ من المظاهر التي تنتشر بشهر رمضان وتكثر فيه وهي مسيئة ظاهرة ازدحام الجولات بالشحاتين،وخاصة الجولات التي يكثر فيها الزحام،حيث يجد فيها الشحاتون والمتسولون بيئة خصبة لممارسة هواياتهم في التسوّل فيما يجد فيها الناس-سواء السائقين أو الركاب- بيئة متعبة وأماكن مرهقة تجعلهم يعاونون الأمرين،مرّة من جهة الازدحام الخانق ومرّة من جهة أولئك المتسولين الذين يتقاطرون أسراباً متتالية لا يستطيع المرء أن يلاحق الإجابة على طلباتهم فضلاً عن قدرتها الاستجابة للدفع لكل أولئك البشر الكثيف فيما لو أراد أن يقدِّم بعض النقود لمن يتوسّم فيه الحاجة والفاقة الحقيقية!!

[b]حوادث مرورية[/b]

نائل القدسي –سائق تاكسي- شكا بمرارة من همجية الكثير من الناس في رمضان،سواء السائقون أو المارّة الذين يتفوّهون عند أدنى سبب بسباب ولعن ما أنزل الله به من سبيل,فضلاً عن المضايقات التي يواجهونها ويلقونها من أصحاب بعض السيارات الفارهة وبالذات التي يقودها الصبية والطائشون ممن يحاولون جذب الأنظار إليهم,وهو ما يتسبب في كثير من حوادث الدهس والصدامات التي تنتج عنها العديد من الإصابات ناهيك عن إلحاق الخسائر بالكثير من السائقين الذي يعيشون على سياراتهم أمثاله هو.

وقال أنّه من النادر أن يسلم من أن يصدمه أحد في شهر رمضان،وهو ما عاش مرارته طوال السنوات السابقة،حيث يتدافع الناس بسياراتهم بشكل جنوني يجعل من الصدام والدهس حوادث اعتيادية في هذا الشهر الكريم.
[b]غاية الصوم[/b]

*فضيلة الشيخ يحيى محسن الزواحي يشدد في هذا السياق على تمثّل الآداب الإسلامية في كل تصرفاتنا فذلك أحوط لتجنيب المرء الوقوع في المعاصي التي تتزعمها تلك التصرفات الطائشة وغير المسئولة التي تنتشر في رمضان.

مؤكداً أن الحل الأمثل لكل تلك التصرفات أن يستحضر الإنسان قول المصطفى صلّى اللهُ عليه وسلّم:
((المسلمُ مَن سَلِمَ الناسُ مِن لِسانِهِ ويدِه)).. لأن هذا الحديث ينهى عن كل ما يتسبب في إلحاق الأذى بالآخرين من تلك التصرفات الهوجاء التي نراها اليوم في أسواقنا وشوارعنا.

ونصح أن يجتنب الناس الإسراف في الأطعمة لأنّ الصوم الغاية منه تهذيب النفوس وترويضها على تحمُّل المشاق والإسراف يتناقض تماماً مع تلك الغاية،خاصة ومن أهدافه الشعور بحاجة الآخرين من الجوعى والمعوزين،وحين تتخم البطن بالأكل لا يمكن لصاحبها أن يشعر بما يعانيه أولئك المحرومون الذين جاء الشهر الكريم ليذكرنا بهم.

وشدّدَ على ضرورة اجتناب التزاحم في الأسواق أو رفع الأصوات بالشتم والسب خاصة بباب المساجد،لأن ذلك يفضي إلى السباب والعراك،والمؤمن كما وصفَه الرسولُ صلى الله عليه وسلّم ليس بسبّابٍ ولا لعان ولا فاحشٍ ولا بذيء.

زر الذهاب إلى الأعلى