[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

الحوثيون يضيّقون الخناق على صنعاء

يعيش اليمنيون في صنعاء، حالة ترقب، بعد تصعيد جماعة أنصار الله "الحوثيين" وحصارها للعاصمة، واستحداثها خياماً جديدة في بوابة وزارتي الكهرباء والاتصالات، ومنع موظفي الوزارتين من مزاولة أعمالهم أمس الاثنين، ما تسبب في عدم تمكن الموظفين، استكمال المعاملات الخاصة بالمواطنين في الوزارتين.

وحاولت قوات مكافحة الشغب، التابعة لوزارة الداخلية اليمنية، الأحد الماضي، فض الاعتصام المستحدث بالقوة، ما أدى إلى قيام جماعة الحوثي بفرض حصار على العاصمة ومنع السيارات الحكومية من دخولها، وهو ما يعني عدم قدرة المؤسسة الاقتصادية اليمنية، المغذي الحكومي الأول للمواد الغذائية والتموينية في البلاد، من دخول العاصمة، وكذا عدم قدرة شركة النفط اليمنية المغذي الوحيد للوقود في اليمن، من توزيع المخصص اليومي لمحطات الوقود في العاصمة، ما أعاد أزمة الوقود إلى الواجهة مجدداً.

وكان المحتجون الحوثيون قد نصبوا مخيمات جديدة في الشارع الرئيسي المؤدي إلى مطار صنعاء، في المرحلة الثالثة والأخيرة من التصعيد الذي بدأته ضمن احتجاجاتها ضد قرار رفع الدعم عن الوقود.

[b]تعطل حركة المواصلات[/b]

وفي تطور جديد ضمن "الخطوات المزعجة"، بحسب تعبير قائد الجماعة عبد الملك الحوثي، نصب الحوثيون مخيمات أمام وزارات الداخلية والكهرباء والاتصالات، وأجبروا الموظفين على الخروج بالقوة ومنعوا الدخول إلى الوزارات وفقاً لبيان اللجنة الأمنية العليا.

وأكد مدير مكتب وزير الاتصالات، خالد الصعفاني لـ"العربي الجديد"، أن "مجموعات من الحوثيين أجبرت موظفي وزارة الاتصالات والمؤسسة العامة للاتصالات وهيئة البريد على مغادرة أعمالهم، ثم قامت بإغلاق المباني، ونصبت مخيمات أمامها، موضحا أن إغلاق وزارة خدمية مثل الاتصالات يعني تعطل مصالح المواطنين وخسائر بملايين الدولارات".

ويعمل في الوزارة ومؤسساتها حوالي 3500 موظف، أخبرهم مسلحو الحوثي أنهم في إجازة إجبارية، وحذروهم من العودة في اليوم التالي.

وأشار إلى أن الحوثيين لم يسمحوا حتى لموظفي عمليات الوزارة والطوارئ بمزاولة أعمالهم.

كما أغلق المحتجون الحوثيون وزارة الكهرباء بعدما أجبروا موظفيها على مغادرتها، ونصبوا مخيمات أمامها.

وأعلنت حركة الحوثي على لسان الناطق الرسمي باسمها، محمد عبد السلام، أمس الاثنين، أنها ستمنع أي سيارات حكومية من دخول صنعاء بما فيها ناقلات الجيش والأمن.

وتحاصر مجموعات مسلحة من الحوثيين العاصمة صنعاء من ثلاثة اتجاهات، وقالت اللجنة الأمنية العليا إنهم أقاموا المتاريس وبدأوا بحفر الخنادق في نوايا واضحة للحرب على المدينة. وعادت أزمة الوقود إلى الواجهة مجدداً، إثر منع قاطرات الوقود من دخول صنعاء، وبحسب، محمد الصلول، صاحب محطة، فإن عدم توزيع المخصص اليومي لهم من الوقود هو السبب وراء عودة طوابير الوقود مجدداً بعد اختفائها.

[b]مخاوف من الحرب[/b]

يتخوف مراقبون من تداعيات تعطل حركة ناقلات المؤسسة الاقتصادية اليمنية التي تزود العاصمة بالقمح والمواد الغذائية.

وقال نائب المدير العام المؤسسة، محمد المعلمي لـ"العربي الجديد"، إن الحوثيين منعوا دخول ناقلات المؤسسة الاقتصادية، فضلا عن استهدافهم ممتلكات الدولة بشكل عام وأية سيارات أو ناقلات تحمل لوحة حكومي أو الجيش.

ويعد أسطول النقل البري التابع للمؤسسة الاقتصادية العسكرية أهم وأكبر أسطول لتزويد العاصمة بالوقود والقمح، ومنعه يعني أن 3 مليون مواطن داخل العاصمة سيحاصرون، وفق مراقبين.

وأثارت محاولة الجيش، ليل الأحد، فض اعتصام الحوثيين، مخاوف من توقف الحركة في مطار صنعاء، لكن مصدرا مسؤولا في شركة الخطوط الجوية اليمنية، أشار إلى أن حركة الطيران المدني في مطار صنعاء لم تتأثر نتيجة المناوشات بين قوات الأمن اليمنية والمحتجين من حركة الحوثي.

غير أن المصدر نفسه لم يستبعد أن تتأثر الحركة بشكل مباشر إذا أنفجر الوضع في العاصمة.

[b]موجة نزوح من العاصمة[/b]

يتخوف المواطنون في صنعاء من احتمال انفجار الوضع ونشوب حرب بين الجيش وجماعة الحوثي، وهو ما أدى إلى نزوح مئات الأسر باتجاه القرى والمحافظات الآمنة.
وقال المواطن نبيل السامعي، إن الوضع في صنعاء مقلق ومرشح للانفجار، مشيرا، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أنه لم يستطع إبقاء أسرته المكونة من سبعة أفراد في العاصمة، وفضّل السفر باتجاه محافظة تعز (265 كم جنوب صنعاء).

ويقوم السكان في العاصمة بشراء مواد غذائية والتزود بكميات من الوقود والغاز المنزلي، تحسباً لأي طارئ، في ظل تصعيد جماعة الحوثي وإصرارها على مطالبها.
وبحسب المواطن، أحمد المحيا، فإن السكان يتخوفون من شبح "الحرب"، ويقومون بتخزين كميات من المواد الاستهلاكية، تحسباً لأي أعمال عنف خلال الأيام القادمة.

ورصد مراسل "العربي الجديد" اكتظاظ أسواق المواد الغذائية بالمواطنين، على غير العاد،ة للتزود بكميات من المواد الغذائية والتموينية، في ظل قيام الحوثيين بمنع قاطرات المؤسسة الاقتصادية الرسمية بالدخول إلى العاصمة للضغط على الحكومة، تنفيذ مطالبها.

وقالت زينب محمد (ربة بيت) إن "الوضع في صنعاء لا يطمئن، لذلك نقوم بتخزين هذه المواد بسبب احتمالية اندلاع حرب، قد تجعلنا غير قادرين على الخروج حتى إلى الشارع".

وتقوم جماعة الحوثي، منذ أسبوعين، بالاحتجاج والمطالبة بإقالة الحكومة، وإلغاء قرار رفع الدعم عن الوقود.

وقام الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، الأسبوع الماضي، بإطلاق مبادرة رئاسية تضمنت تخفيض أسعار الوقود بنسبة12.5%، وتشكيل حكومة كفاءات، إلا أن الحوثيين رفضوا المبادرة وقالوا بأنهم متمسكون بمطالب الشعب.

زر الذهاب إلى الأعلى