[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

أمين التنظيم الناصري: الكرة في ملعب الحوثيين ويقظة شباب اليمن تجعلنا متفائلين

أجرت قناة الميادين الفضائية حواراً خاصاً مع الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بثته مساء أمس الأحد، وقد تحدث نعمان في الحوار حول الأزمة الراهنة، والتي تمخضت عن اتفاق السلم والشراكة والحيثيات التي أدت إلى ذلك، والنتائج المترتبة عليها..

فيما يلي نصّ الحوار..

القناة: السلام عليكم مشاهدينا الكرام، على صفيح ساخن تقف اليمن من الشمال إلى الجنوب، وضع معقد وأزمات متشابكة، الهدوء يخيم الآن على الأجواء بعد أسابيع من التوتر والعنف، ورغم ذلك، ما زال الجميع يترقب ما ستئول إليه الأوضاع بعد التسوية السياسية الأخيرة التي جاءت لترسم المشهد السياسي، خلاف ما نصت عليه المبادرة الخليجية، والتي تكون قد انتهت فعلياً، بتوقيع جميع القوى السياسية على ما سمي باتفاق السلم والشراكة الوطنية.

كل هذه القضايا بتشعباتها سنناقشها في هذه المقابلة التي نجريها من صنعاء، مع الأستاذ عبد الله نعمان الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري.

أهلاً وسهلاً بكم أستاذ عبد الله..

نعمان: أهلاً وسهلاً بك، شكراً جزيلاً، وتحياتي لك ولقناة الميادين.

[b]القناة: دعنا نبدأ أستاذ عبد الله من اللحظة الراهنة، إلى اين يتجه البلد برايكم؟[/b]

نعمان: المشهد الحالي في هذا الظرف، يشير إلى سيناريو ليس إيجابياً بالنسبة لليمن، بعد لحظات من العنف والتوتر واجتياح العاصمة، بما تمثله من رمزية وانتهاك بعض المؤسسات السيادية، والاستيلاء على عدد غير قليل من ألأسلحة الثقيلة والمتوسطة، حتى انتهاك لحرمات بعض المساكن، يخلق حالة من القلق والرعب الموجود، نخشى أن تؤدي هذه الممارسات إلى ردود فعل لدى الطرف الآخر، لكن إلى أي مدى ستصل ردة الفعل، الأمر يتوقف في تحديد ردة الفعل على حنكة وقدرة القوى السياسية، ومدى قدرتها على تقديم مشاريع تحتوي كل هذا العنف الذي حصل في العاصمة خلال الفترة السابقة، ومحاولة تسوية الآثار والتداعيات التي ترتبت عليه، والتوافق على مشروع وطني يخرج اليمن من هذه الأزمات، ويبدأ يحث الخطى سريعاً نحو تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.

[b]القناة: ماذا عن الاتفاق الأخير الذي وقع عليه من قبل جميع الأطراف؟[/b]

نعمان: المشروع بحد ذاته إيجابي، وهو يرتكز على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، لكن اللحظة التي وقع فيها المشروع وتداعياتها، نخشى أن يكون لها تأثير سلبي على هذا الاتفاق، أعتقد أن هذا الاتفاق تأخر، الجوهري فيه هو تشكيل حكومة الشراكة الوطنية، وهذا أمر ليس جديد، هو أحد الضمانات التي نصت عليها وثيقة ضمانات تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ولو كان تم التنفيذ لما تضمنته وثيقة الضمانات في الفترة التي تلت مؤتمر الحوار مباشرةً، ربما كنا جنبنا اليمن الكثير من.

[b]القناة: من السبب في هذا التأخير، هناك اتهامات توجه للمبعوث الأممي جمال بن عمر، يعني رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح قال بأن السبب هو جمال بن عمر وأراد أن يوصل الأمور إلى حالة الصدام والعنف والدخول في حرب طاحنة؟[/b]

نعمان: مع كل التقدير لهذا الرأي، أعتقد أن جمال بن عمر لم يكن له يد أو علاقة في تعطيل تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، المخرجات اتفق عليها اليمنيون وانتهى المؤتمر بنجاح.

[b]القناة: من السبب إذن، من الطرف المعرقل أو الشخص المعرقل الذي تسبب في تأجيل وتأخير كل هذا، وأيضاً التمديد لفترة رئاسية أخرى للرئيس هادي؟[/b]

نعمان: لأ.. هذا موضوع ثاني، تمديد الفترة الرئاسية للرئيس هادي أمر توافق عليه اليمنيون، لكن هذا التمديد كان يفترض ألا يكون بلا سقف، والا يكون عبثياً لمجرد التمديد، لكن كان تمديد لإنجاز ما تبقى من مهام المرحلة الانتقالية ولهذا كانت وثيقة ضمانات تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، حددت سقف زمني تقريباً سنة لإنجاز بعض المهام المتعلقة بالمرحلة الانتقالية، وفي مقدمتها استكمال صياغة الدستور والاستفتاء عليه، وبعد كذا طبعاً انتخاب رئيس جمهورية.

[b]القناة: هل ستنتهي هذه المهام خلال هذه المدة الزمنية؟[/b]

نعمان: دعني أقول لك بكل وضوح الزمن المتبقي ممن الآن، لا يمكن أن يساعد على إنجاز المهام المتعلقة بانجاز المرحلة الانتقالية، والاستفتاء على الدستور، لأن الدستور حتى الآن، لجنة صياغة الدستور، رغم أنها التزمت بإنجاز الدستور المسودة الأولى إلى أغسطس، هناك طبعاً بطء شديد جداً في عمل لجنة...

[b]القناة: ماذا يعني هذا الأمر؟[/b]

نعمان: هذا يعني أن المرحلة الانتقالية ستمتد لأشهر..

[b]القناة: لأشهر أم لأعوام؟[/b]

نعمان: نحن نتمنى أن يكون لأشهر.

[b]القناة: هل ستقفون مع الرئيس هادي في تمديد هذه الفترة، هل ما زلتم تشعرون أنكم معه وإلى جواره؟[/b]

نعمان: نحن الحقيقة لا زلنا نرى أن الرئيس هادي هو رجل المرحلة رغم ما لنا من ملاحظات ومآخذ على آدائه.

[b]القناة: ما هي هذه الملاحظات؟[/b]

نعمان: الرئيس هادي طبعاً مع الأسف الشديد، لا زال يدير البلد بالتوازنات، لا زال كثير من الآليات والأدوات التي يعتمدها في طريقة إدارة الدولة، هي آليات وأدوات موروثة من النظام السابق، لا زال هناك كثير من المحيطين بالرئيس ومن الأقارب والمقربين يعني تحوم حولهم شبهات الفساد، بمعنى أو بآخر، حتى هذه اللحظة لم يتقرب الرئيس من القوى المدنية، من صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير التي خرجت الجماهير تنشده في فبراير 2011، لا زال محكوم بعوامل القوى التقليدية التي هي القوى العسكرية والقبلية.

[b]القناة: هل أفهم من كلامك أنك تتهم هادي أنه سبب في وصول البلد إلى هذه اللحظة، إلى هذا الوضع الراهن؟[/b]

نعمان: هو ليس اتهاماً، لكن الحقيقة أداءه في إدارة الدولة وتردده عامل مهم جداً من العوامل التي أوصلت البلد إلى ما وصلت إليه، أياً كان الأسباب والظروف والمبررات التي قد يقولها الأخ الرئيس في طريقة إدارته وأداؤه لكن بدون شك هو الرجل الأول والمسئول الأول عن القرار، طريقة أداؤه إما أن تنقل البلد نقلة نوعية، وتستكمل عملية التغيير والانتقال السلمي للسلطة، إما أن تتعثر.

[b]القناة: أعود إلى السبب، لم تقل، لم تفصح لي عن السبب أو عن من تسبب في تاجيل الاتفاق، أو التوافق، أو البدء أو الشروع في تنفيذ مخارج الحوار؟[/b]

نعمان: بدون طبعاً تسميات مباشر، أقول أن القوى التقليدية التي شكلت مركز عصب السلطة في الفترة السابقة، والتي ليست لها مصلحة في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والانتقال من الحكم العصبوي، إلى الدولة المدنية التي ينشدها اليمنيون، هي التي أعاقت تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار، قبل انتهاء المؤتمر الحوار، اندلعت الحروب في دماج، وبعد كذا من دماج إلى حوث وخمر ثم إلى عمران، ومعروف هذه القوى التي تقاتلت هي في الحقيقة قوى ليست لها مصلحة في الدولة المدنية، وهي قوى لها مصالح، وبيدها السلاح، ولها امتدادات إقليمية.

[b]القناة: هناك مشكلة ايضاً في مسألة فرز هذه القوى، من هي القوى التقليدية اليوم، كيف يمكن أن نعرف القوى التقليدية، يعني نوصف القوى التقليدية بأسماءها؟[/b]

نعمان: دعني أقول لك، القبيلة هي إحدى هذه القوى، أو مراكز النفوذ القبلي، وأقول لك أيضاً مراكز النفوذ العسكري التي استفادت من الفساد خلال الفترة السابقة، وراكمت ثروات، وطبعاً تكدس لديها كميات كبيرة جداً من السلاح، وصارت بما تملكه من إمكانيات مادية، ومن سلاح، توظف هذه القوة التي اكتسبتها لخدمة مصالحها، هي موجودة في معظم التيارات الموجودة.

[b]القناة: بما فيها التنظيم الناصري؟[/b]

نعمان: التنظيم الناصري تيار مدني ليس لها أي علاقة أو امتداد قبلي، نعم في أبناء القبائل موجودين أعضاء في التنظيم، في إخوة عسكرية موجودين داخل التنظيم، لكن هؤلاء الناس ليسوا مراكز نفوذ تقليدية، ولم يقفوا ولن يقفوا في أي يوم من الأيام ضد الدولة المدنية، بل هم من دعاة الدولة المدنية، هم أول من رافع راية الدولة المدنية، وحاملي مشروع التغيير الاجتماعي في المجتمع منذ حكم الشهيد إبراهيم الحمدي.

[b]القناة: دعني أعود إلى الاتفاق الأخير، اتفاق السلم والشراكة، أنتم رفضتم في البداية التوقيع على هذا الاتفاق، ومن ثم عدتم للتوقيع على جميع أوراقه، تفصيلياً، بحضور جميع الأطراف، لماذا الرفض ومن ثم التراجع والتوقيع لاحقاً؟ ما الذي حدث، ما الذي استجد؟[/b]

نعمان: نحن الحقيقة لم نتراجع، نحن رفضنا لم يكن عدمياً، كان رفضاً مسبباً، راينا أن اتفاق السلم والشراكة مع ملحق الحالة الأمنية والعسكرية، كلاهما كلاً لا يتجزأ، عندما تحفظ أنصار الله على التوقيع على الملحق الخاص بالحالة الأمنية والعسكرية رفضنا التوقيع، عندما عاد أنصار الله ووقعوا على الملحق الخاص بالحالة الأمنية والعسكرية، التزاماً منا بما وعدنا به جماهير شعبنا عدنا ووقعنا على الاتفاق وعلى الملحق، الآن هم أمام محك عملي الكرة في ملعبهم، والوقت لن ينتظرهم طويلاً، إما أن يثبتوا المصداقية وينهوا كل المظاهر المسلحة خاصة في العاصمة صنعاء.

[b]القناة: ألا يكفي التوقيع على اتفاق السلم والشراكة، وأيضاً الملحق الأمني، لإثبات حسن النوايا من قبلهم؟[/b]

نعمان: على الإطلاق، نحن بالذات مع مراكز القوى والنفوذ، دائماً ما نعتاد التوقيعات على مثل هذه الأوراق، ثم يرمى بها في سلة المهملات.

[b]القناة: أنتم تتخوفون من الانقلاب على هذا الاتفاق من قبل أنصار الله فقط، أم هناك أطراف يمكن أن تنقلب على هذا الاتفاق؟[/b]

نعمان: أعتقد الطرف القوي الذي يمكن أن ينقلب على هذا الاتفاق هم أنصار الله، دعنا نتكلم بقدر من الوضوح والصراحة، الأطراف الأخرى هي الآن في حالة، يعني إذا ما كنت تقصد الإصلاح أو غيرهم، فهم في حالة صدمة الآن، وأنا اعتقد أن الحالة التي حصلت هي وفرت للإصلاح ظرف ملائم، أن يتخلص من تركة ثقيلة وعبء ثقيل كان محسوب عليه، اللي هي القوى القبلية والمتطرفين.

[b]القناة: للإصلاح، وأيضاً للقوى المدنية الأخرى، بما فيها التنظيم الناصري.[/b]

نعمان: نحن بالنسبة لنا، لسنا مثقلين بأوزار القوى التقليدية، وليس لدينا السلاح، ولا لدينا مراكز قوى، نحن سلاحنا الكلمة والقلم.

[b]القناة: أستاذ عبد الله هل ستتغير خارطة التحالفات في الأيام المقبلة، في السنوات المقبلة، في ظل هذه التغيرات في ظل صعود قوة جديدة، قوى سياسية وعسكرية مثل أنصار الله، وايضاً خفوت وهج الإصلاح الذي كان مسيطراً ومهيمناً على المشهد، بقواه العسكرية والقبلية؟[/b]

نعمان: مؤكد لا توجد تحالفات ثابتة أصلاً في كل العمل السياسي، التحالفات تتغير بحسب برامج المرحلة، المراحل الزمنية، أنا أعتقد أن عندنا لا زالت حتى الآن مثلاً اللقاء المشترك لا زال يمثل حامل ممكن يستمر ويتوسع خلال الفترة

[b]القناة: ويمكن يتفكك[/b]

نعمان: ويمكن يتفكك

[b]القناة: أعود للأحداث الأخيرة، ما تفسيركم لتفكك الدولة بالشكل الذي حدث، وماذا يقصد الرئيس هادي بحديثه عن وجود مؤامرة اشتركت فيها قوى داخلية وخارجية؟[/b]

نعمان: طبعاً أنا لا أدري ماذا يقصد الرئيس هادي، لكن عملية انهيار والتهاوي لمؤسسات الدولة أمر ليس مستغرب بالذات في الجانب العسكري والأمني، نحن نعلم أنه منذ ان تولى الرئيس علي عبد الله صالح الرئيس السابق السلطة في اليمن، قام بعملية تجريف واسعة لكل القوة الوطنية في المؤسستين العسكرية والأمنية، واعاد بناء القوات المسلحة والأمن على أسس تضمن الولاء له ولعائلته، ولأن الرئيس هادي عجز عن إحداث تغيير فعلي نحو إعادة بناء القوات المسلحة على أسس وطنية ظلت هذه القوى التقليدية، سواءً ما بقى منها داخل الجيش أو ما صار خارجه، حتى بعد عملية الدمج، محتفظاً بولائه للرئيس السابق، وإضافة إلى علاقاته بالقوى القبلية التي كانت موجودة، كل هذه من ضمن العوامل التي سهّلت وساعدت لسقوط العاصمة.

[b]القناة: انتم تعتقدون إذن أن للرئيس السابق يد فيما حدث للعاصمة؟[/b]

نعمان: هذا كلام أكيد يعني، أقولك بدليل يعني، أليس صالح هو الذي خاض ستة حروب ضد الحوثيين، مافيش ولا حد يعني..

[b]القناة: صالح ونظام صالح.[/b]

نعمان: ما كانش في حاجة اسمها نظام، في صالح وعصابته يعني، خلينا نتكلم بشكل واضح، ما كانش في نظام ولا دولة يعني، في عصابة، في حكم عصبوية، استغرب أنا طبعاً أن الإخوة في أنصار الله أو الحوثيين يعني عادوا يطلبون الثار من علي محسن وحميد الأحمر – طبعاً لا أتشفى بهم ولا أدافع عنهم – لكن لماذا الثأر على هذين الطرفين، بينما ثأرهم الحقيقي على الذي خاض عليهم ستة حروب، لم نرى أي بوادر له.

[b]القناة: ألن يأتي الدول عليه في قادم الأيام؟[/b]

نعمان: عندما يأتي سيكون لكل حادث حديث، لكن الآن هذا يثبت أنهم في حالة حلف، أقولك كلام ثاني، كثير من قيادات المؤتمر الشعبي العام، شاركت في مخيمات الحوثيين وبعضهم أعضاء في مجلس النواب، كثير من شيوخ القبائل المحسوبين على المؤتمر الشعبي، شاركوا حتى في عملية القتال والاجتياح.

[b]القناة: لكن لا يمكن عدّ هذا الأمر إدانة لصالح شخصياً.[/b]

نعمان: الذين يعرفون تركيبة المجتمع اليمني وطبيعة الرئيس السابق وطريقة إدارته للدولة وللصراعات السياسية خلال فترة حكمه وفيما بعد، يدركون طبعاً ان صالح والحوثي حلفاء يعني.

[b]القناة: هناك اتهامات أخرى وجهت للرئيس هادي وما زالت حتى هذه اللحظة، منها اتهامه بالخيانة والتواطؤ والسعي لتقسيم البلد؟[/b]

نعمان: أنا الحاجة التي أستطيع أن أؤكدها فيما يخص الرئيس هادي أنه وحدوي حتى العظم.

[b]القناة: هل هناك رجل وحدوي يسعى ويقف إلى جانب تقسيم بلده إلى أقاليم؟[/b]

نعمان: الحقيقة مالوش علاقة عبد ربه منصور هادي، يعني هذه إحدى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، نعم نحن مثلاً ما كناش مع موضوع الأقاليم، كنا مع الدولة البسيطة، لكن في النهاية إرادة الناس توافقت على هذه المسألة، ولم يكن امام هادي سوى مباركة ما توافقت عليه مكونات مخرجات الحوار الوطني، هادي ربما ما يحسب عليه هو الإصرار على الستة الأقاليم.

[b]القناة: كيف تنظر أنت كأمين عام للتنظيم الناصري، لأنصار الله كحركة جديدة، هل هناك مخاوف إزاء هذه الحركة، وهل هناك أيضاً امكانية للشراكة معها مستقبلاً؟[/b]

نعمان: ليست هناك مخاوف، إمكانية الشراكة قائمة، مؤكد، ولكن الشراكة في المراحل القادمة بين أي قوى بالذات نحن في التنظيم، ننظر لها على اساس شراكة برامجية، من يأتي معنا ويتفق معنا في إطار برامج التحول والتغيير والانتقال، فنحن معه، على قاعدة برامجية، أنا اعتقد أن أنصار الله هم قوى واعدة، لكن عليهم أن يخرجوا من شرنقة السلاح، عليهم أن يتخلصوا من المليشيات المسلحة ومن دوامة العنف، عليهم أن يخرجوا من الحصار المذهبي المفروض عليهم، عليهم أن يتحولوا إلى حزب سياسي، إذا ارادوا أن يكونوا شركاء حقيقيين في عملية تحول وبناء الدولة.

[b]القناة: اليست هناك تخوفات من هيمنتهم وسيطرتهم مستقبلاً على المشهد السياسي، على الحكومة، على السلطة في ظل قوتهم الصاعدة الآن؟[/b]

نعمان: إذا ما تحولوا إلى حزب سياسي وأتوا إلى السلطة عبر صناديق الانتخاب، فأهلاً بهم وسهلاً ومرحباً.

[b]القناة: كيف تفسرون حديث أنصار الله، عن عدم مشاركتهم وتمسكهم بعدم المشاركة في الحكومة المقبلة؟[/b]

نعمان: الحقيقة أنا لا أستطيع أن أفهم تصريحات أنصار الله حول عدم مشاركتهم في الحكومة المقبلة، في الوقت الذي يتمسكون فيه بالمشاركة في القرار السياسي وهي الحكومة تعتبر مؤسسة من أهم المؤسسات التي يصاغ فيها القرار السياسي، هو طبعاً يقول لك أنا الوزراء الذين سيكونوا من حصتي ليس شرطاً أن يكونوا منتميين لأنصار الله، وإنما ممكن يكونوا من تيارات قريبة لأنصار الله، أنا عندي لا يختلف الأمر بين أن يشاركوا بافراد ينتمون على تيارهم، أو أن يشاركوا بأفراد من المقربين من تيارهم، هم في النهاية محسوبون على أنصار الله، أداؤهم إيجاباً أو سلباً حيكون محسوباً على أنصار الله.

[b]القناة: أستاذ هل يمكن قراءة ما حدث مؤخراً في سياقه المحلي اليمني، أم في السياق الإقليمي والدولي، خصوصاً مع ما يقال عن وجود مؤامرة أو مباركة قوى إقليمية ودولية لإضعاف الإخوان المسلمين عسكرياً في اليمن؟[/b]

نعمان: طبعاً اليمن لا تعيش بمعزل عن التطورات التي تجري في المحيط الإقليمي والدولي، بالتأكيد ما جرى في اليمن له علاقة بالمحيط الإقليمي والمحيط الدولي، يعني لك مثلاً أن تأخذ قبل التوقيع على التسوية لقاء وزيري خارجية السعودية وإيران، وحتى القنوات الإعلامية تداولت في أول خبر لها أنهم ناقشوا الشأن اليمني، لكن عندما أعيد الخبر

[b]القناة: لم يتم التطرق..[/b]

نعمان: نعم

[b]القناة: هل هناك دور واضح لإيران في الأحداث الأخيرة؟[/b]

نعمان: والله هو سؤال مُحير، لكن اعتقد في كثير من الصحف الإيرانية، تكلمت بشكل مباشر، وفي يقال أنه نشر في بعض وسائل الإعلام أقوال لبعض الساسة الإيرانيين، لكني أنا لا أستطيع أن أحكم حكماً جازماً، أن إيران لها دور مباشر في الأحداث، إنما في النهاية إيران دولة وليست جمعية خيرية، لها مصالح في اليمن، أعتقد أن إيران عليها أن تقرأ مصالحها في اليمن بشكل أكثر دقة، يعني عليها ألا تأخذ الطابع المذهبي كاساس لعلاقتها باليمن، أو لحماية مصالحها في اليمن، يمكن أن توسع دائرة علاقاتها في اليمن، لأنها لو أخذت البعد المذهبي فقط، فستظل محصورة في مكان معين، ونطاق معين..

[b]القناة: هل تتخوفون من دخول اليمن حرباً أهلية أو طائفية؟[/b]

نعمان: نعم، هناك مؤشرات كثيرة جداً تدعو للقلق من انزلاق اليمن إلى هذا المنحدر الخطير.

[b]القناة: هناك من يرى بأن التنظيم الناصري تلاشى جماهيرياً أو انكمش في السنوات الأخيرة، كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟[/b]

نعمان: الأمر له علاقة طبعاً بالإمكانيات، نحن تنظيم ظلت كل القوى بما فيها قوى النظام السابق التي حاولنا أن نقود حركة لتغييرها تحاصر التنظيم وتضيق عليه، تقصيه من كل المواقع وطبعاً كثير حتى من كوادر التنظيم المنتسبة للتنظيم، ظلت لفترة من الفترات غير قادرة على إعلان انتسابها أو ولائها للتنظيم خشية من أن تجد محاربة في لقمة العيش في الوظيفة في المستقر في العمل في كل شيء..

[b]القناة: لكن هناك من يقول أن التنظيم تنكر للشعارات التي رفعها في مراحل سابقة وما زال يرفعها حتى هذه اللحظة: الاشتراكية، ايضاً الوحدة، وما على ذلك؟[/b]

نعمان: هذا حكم جزافي، يعني يمكن الناس يقولوا أن التنظيم تنكر لشعاراته إذا توصل للسلطة وذهب لممارسة سياسات بعيدة عن شعارات وأهداف التنظيم، التنظيم لا زال ينادي بالعدالة الاجتماعية، لا زال ينادي بموضوع الحرية بمعناها الواسع "حرية الوطن وحرية المواطن"، لا زلنا نتحدث عن الوحدة العربية بشكل قوي، من مظاهر مناداتنا بالحرية، أن كل قواعدنا وجماهيرنا هي الجماهير التي جاهدت وناضلت ولا زالت تنادي بحقوق الإنسان، ومن أجل الحريات العامة، قدمنا قوافل من الإخوة اعتقلوا من 92 بعد الوحدة، وعلى فترات متعاقبة كانوا هم الوقود دائماً في المعتقلات للدفاع عن قضايا...

[b]القناة: سؤالي الأخير: كيف تبدو ملامح المستقبل في ظل ما يُعاش الآن؟[/b]

نعمان: نحن متفائلون، رغم كل ما يحدث في اليمن، نحن متفائلون، لأننا ندرك أن هناك شباب في اليمن لديهم القدرة، لديهم الوعي، لديهم المعرفة، لديهم الاستعداد لتقديم التضحيات، ولا يمكن أن تذهب هدراً دماء الشهداء اليمنيين التي سقطت منذ بداية الثورة الشبابية السلمية، نحن متفائلون.

زر الذهاب إلى الأعلى