[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

صحيفة عمانية: مياه البحرين تتحول إلى «سراب» .. واليمن سعيد بصحوة الشباب

فجر اليمن مفاجأة كبيرة عندما نجح أمس الأول في تقديم نفسه بشكل مقنع، نال على أثره الكثير من التقدير واشادة الخبراء والمحللين والمتابعين لبطولة كأس الخليج، عندما لعب مباراة كبيرة أمام منتخب البحرين الذي تحدث عن أن طموحاته الفوز باللقب وخرج متعادلا معه بل تفوق عليه في بعض اوقات المباراة.

وقدم منتخب اليمن أداء مميزا وسط مؤازرة من الجماهير اليمنية العريضة، التي حضرت المباراة لتشجيع منتخبها الذي سجل أول نقطة له في البطولة.

وتعد نتيجة التعادل هي بداية حضور مميز للمنتخب الذي بدأ يشارك في البطولة منذ دورة خليجي18 مطلع عام 2007م بالإمارات، وهو التعادل الرابع له في تاريخ مشاركته في دورات كأس الخليج الأخيرة.

وخلال مشاركة منتخب اليمن في دورات كأس الخليج الست الماضية فشل في تحقيق أي فوز طوال 21 مباراة إذ خسر جميعها باستثناء ثلاث مباريات، تعادل فيها كانت في افتتاح أول ثلاث دورات شارك فيها على التوالي، وتلقت شباكه 55 هدفا، فيما لم يسجل سوى 9 أهداف فقط. وخير دليل على أن النتيجة المقرونة بالأداء تبدو ايجابية ومريحة، احتفال الجماهير اليمنية بعد نهاية المباراة كثيراً بالحصول على نقطة التعادل أمام البحرين، إذ ظلت في الملعب تُردد الأهازيج والشيلات اليمنية المعروفة، خصوصاً أن التعادل يعتبر مكسباً كبيراً لمنتخب بلادهم الذي كانت الغالبية تتوقع له الخروج بثلاث هزائم من الدور التمهيدي!.

وعلى النقيض تماماً، عمت حالة من الحزن الشديد أوساط المنتخب البحريني، الذي كان يطمع في الثلاث نقاط بل شبه واثق من أن يضعها في رصيده أمام فريق يعتبره الجميع، من أضعف المنتخبات المشاركة وعدم الفوز عليه يمثل خطورة كبيرة.

[b]صدى وسعادة[/b]

ووجدت النقطة اليمنية تفاعلا كبيرا من البعثة وصدى ايجابيا، يتوقع أن يكون له تأثير قوي يقود المنتخب لتحقيق نتائج ايجابية أخرى في الجولات المقبلة.

وقال مديرالكرة في منتخب اليمن: لم يكن حال منتخبنا الوطني هذه المرة سيئا كما تعودنا في مشاركات بطولات الخليج السابقة. رأينا منتخبا متسلحا بالثقة، بعد أن رمى اخفاقات الماضي خلف ظهره، وكان أمام نظيره البحريني ندا قويا لا يستهان به بل أنه تسيد المباراة في معظم فتراتها، ولم ينقصه سوى اللاعب القناص الذي يكمل تلك الفرص المتوالية ويترجمها إلى أهداف في الشباك.

وتابع مدير الكرة بالمنتخب اليمني : منتخبنا رغم صغر سن لاعبيه كان كبيرا في أدائه، سليما في تمريراته سريعا في المرتدات واستخلاص الكرة وتأمين منطقته الخلفيه وهو يقارع المنتخب البحريني اصحاب الباع الطويل في بطولات الخليج.

وقال : أراد لاعبونا من خلال هذا المستوى الرائع أن يقولوا للجميع لم نعد منتخبا يقتنع بالنقطة فقط، وانما نسعى إلى الثلاث النقاط ، وماهو أبعد من ذلك فقد تغير حالنا فلا تنتظروا منا إلا كل ماهو مفزع؛ فالنقاط لم تعد سهلة أمامنا ومن أراد الفوز عليه أن يكون ندا لنا.

وأشارت بعض الجماهير التي حضرت المباراة إلى أن بصمة المدرب واضحة في مستوى المنتخب الا أن الجانب الاهم الذي جعله أكثر قوة وصرامة وثقة، حينما استصغر هذا المنتخب بعض الأشخاص فكان الرد قويا من نجومهم الصغار.

ويتوقع المراقبون أن تبدل السيطرة الميدانية للأحمر اليمني في مباراته أمام البحرين، ستغير نظرة الفرق للمنافسة في المجموعة وتبدل حساباتها، بعد أن كانوا جميعا يعتقدون بأن نقاطهم مع منتخب اليمن أصبحت مضمونة.

وانتقد اليمنون ولاموا الحكم واعتبروا أن صمته تجاه المخالفات التي ارتكبها لاعبو البحرين تجاه العديد من لاعبي الأحمر اليمني، حيث لم يرفع البطاقة في حالات كثيرة كانت تستدعي رفعها وهو ما أعطى ضوءا أخضر للاعبي البحرين في أن يستمروا بتهورهم وخروجهم عن الروح الرياضية في أوقات مختلفة.

ويرون أن الأخطاء التي وقع فيها منتخبهم في الملعب كانت هي الأقل وهذا من الدلائل أن منتخبهم لعب برؤية وأسلوب مختلف تماما حتى في اللمسات الكروية والتمريرات كان أكثر ابداعا من منافسه وبشهادة جمهور المعلقين انفسهم.

ويأملون أن يكون أداء منتخبهم في قادم المباريات أفضل مما شاهدوه، وأن يستفيد من الأخطاء ويصححها وأعلنوا عن ثقتهم الكبيرة، في المدرب سكوب يوجسلاف وان الجهاز الفني استوعب قدرات اللاعبين الشباب وباتت لديه المعالجات المناسبة وقد حان وقت الحصاد.

[b]حسرة بحرينية[/b]

وعلى صعيد المنتخب البحريني خرجت الجماهير حزينة عقب المباراة ولسان حالها يقول: خيب منتخب البحرين الوطني الأول لكرة القدم توقعات عشاقه بتعادله سلبياً مع المنتخب اليمني، على عكس ما كان متوقعاً منه في مستهل مشوار سعيه لترويض كأس الخليج المستعصية منذ 44 عاماً، فإن الأحمر البحريني ظهر بأداء سلبي وخالف جميع الترشيحات التي رجحت كفته على المنتخب اليمني.

جاء تعادل البحرين واليمن مريحا لجماهيرالمنتخب الاول بعد التعادل الذي فرض نفسه في مباراة السعودية وقطر لأنه بذلك تتشارك المنتخبات الأربعة المتنافسة في المجموعة الأولى بنفس الرصيد نقطة واحدة.حسرة البحرانيين كبيرة نسبة لأداء منتخبهم الذي نشط في الدقائق الأولى وحاول لاعبو الأحمر امتصاص حماس المنتخب اليمني المستمد من المؤازرة الجماهيرية الكبيرة له، وعمد لاعبوه إلى تهدئة اللعب وإرسال الكرات الطويلة للمهاجمين خلال الربع ساعة الأولى والتي لم تشهد أي فرصة للأحمر عكس اليمنيين الذين حاولوا في ثلاث مناسبات ولكن دون تشكيل الخطورة الحقيقة على مرمى السيد محمد جعفر.

واصطدم طموح البحرين بالانتشار الجيد للمنتخب اليميني خاصة في الخطوط الخلفية التي أحكمها اليمنيون بإغلاقها أمام محاولات الهجوم البحريني في التمرير والاختراق، واعتمدوا على الهجمات المرتدة السريعة وتبادل التمريرات القصيرة لتفكيك دفاعات منتخب البحرين ونجحوا بدرجة امتياز في خطتهم وعابهم فقط وضع الكرة في الشباك حيث افتقدوا للمسة الأخيرة. وسار المنتخب البحريني على خطى اليمن في غياب اللمسة الأخيرة القاتلة، وأضاع ثلاث فرص بعد دخوله لأجواء المباراة ليقف المدرب عدنان، وتبدو عليه علامات الحيرة وظل ينتظر تغييرا في مسار المباراة وتسجيل فريقه لهدف، وهو ما لم يحدث في الشوط الأول ليقوم في الشوط الثاني بتبديله الأول بإخراج المهاجم عبدالله يوسف وإشراك لاعب الوسط عبدالوهاب علي أملاً في تحسين صورة الأحمر الذي لم يكن مقنعاً خلال الشوط الأول.ولم يغير هذا التحول التكتيكي كثيراً في الشكل الذي ظهر عليه الأحمر خلال الشوط الأول، حيث عانى من قلة الفرص بسبب غياب صانع اللعب القادر على تمويل المهاجمين بالكرات الخطرة، ليكرر عدنان حمد المحاولة بحثا عن تحسن الاداء ليقوم بالتبديل الثاني ويخرج لاعبه فيصل بودهوم واشرك سامي الحسيني بدلاً عنه.

وعلى الرغم من تلك التبديلات إلا أن المنتخب اليمني ظل متفوقاً على أرضية الميدان وكان لاعبوه أكثر عطاءً من لاعبي الأحمر، ناهيك عن الروح المعنوية العالية والحماس المتقد الذي ظهر جلياً على أداء المنتخب اليمني في معظم الفترات. وقف المنتخب البحريني في كثير من أوقات المباراة مندهشا من قوة وصلابة منافسه وهو فيما يبدو أثر كثيرا على معنوياته وحال دونه والتعبير عن هدفه المعلن بالظهور المختلف في بطولة الرياض والمضي بقوة؛ حتى ينضم لقائمة المنتخبات التي سجلت اسمها في السجل الذهبي وحصلت على ألقاب كأس الخليج. هذه النتيجة وان كانت رفعت من معنويات المنتخب اليمني الا أنها من الجائز أن تؤثر سلبا على منتخب البحرين خاصة وانه سيواجه السعودية وقطر وكلاهما يرفع شعار العبور للدورالثاني، وسيقاتلا أمام البحرين بحثا عن النتيجة الايجابية.

سيكون المدرب العراقي عدنان حمد أمام تحديات صعبة اضافية، وهو يخسر نقطتين ويحتاج للفوزعلى السعودية أو قطر حتى يضمن فرصة المنافسة على بطاقة الصعود للدور المقبل من المنافسة، وهو ما يحتاج لجهد كبير وتغيير جذري لشكل فريقه في المباريات المقبلة؛ حتى لا يهدر فرصة أن يحقق البحرين أمنيته ويصعد للمقصورة ويضع حدا للصيام عن الفوز بلقب كأس الخليج.

ومحصلة المباراة ونتيجتها ترفع كثيرا من أسهم مدرب اليمن سكوب يوجسلاف الذي نجح في تحقيق وعده لليمنيين ببناء منتخب يقارع الكبار وينتزع الاحترام فيما يجد العراقي عدنان حمد نفسه في موقف صعب وفي انتظار الفرج في مباراتي السعودية وقطر.

[b]تشكيلة المنتخبين[/b]

دخل العراقي عدنان حمد مدرب منتخب البحرين للمباراة بتشكيلة مكونة من: حارس المرمى سيد محمد جعفر أمامه قلبي الدفاع محمد حسين وعبدالله هزاع، والظهيرين محمد دعيج في الجهة اليمنى وراشد الحوطي في الجهة اليسرى، وفي خط الوسط تواجد الرباعي الثنائي سيد ضياء سعيد وحسين بابا والجناحين فيصل بودهوم في الجهة اليمنى وعبدالوهاب المالود في الجهة اليسرى، وفي خط الهجوم تواجد الثنائي اسماعيل عبداللطيف وعبدالله يوسف.

وعلى الطرف الآخر دخل المنتخب اليمني بقيادة مدربه يوجسلاف بتشكيلة مكونة من الحارس محمد عايش، ومعتز ثايد، ومحمد عمر، ومدير الرادعي، وفؤاد العميسي، ووليد الحبشي، وعلاء الصاصي، وعبدالواسع المطري، وأحمد الحيفي، ومحمد بقشان.

زر الذهاب إلى الأعلى