[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

انقلاب في قوات الداخلية: تفاصيل ما جرى في قوات الأمن الخاصة الخميس الماضي

شهد معسكر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) في العاصمة اليمنية صنعاء، يوماً ساخناً الخميس الماضي، انتهى بخروج قائده اللواء الركن محمد منصور الغدراء بعد احتجاجات داخل المعسكر تخللها إطلاق الرصاص في الهواء.

الحادثة فريدة من نوعها، إذ وقعت في واحد من أهم تشكيلات الأمن اليمني وفي المعسكر الرئيسي الذي يُلاصق السفارتين السعودية والإماراتية ويبعد نحو ثلاثة كيلومترات فقط من دار الرئاسة. وقد تزامنت الاحتجاجات مع قطع الشوارع المؤدية للموقع مسببة اختناقاً مرورياً ولغطاً كبيراً.

تعددت الروايات التي تشرح طبيعة ما دار في المعسكر، إلا أن مصدراً مقرباً من الغدراء كشف ل "العربي الجديد" ما جرى، مشيراً إلى أن قائد معسكر قوات الأمن الخاصة شعر منذ نحو أربعة أيام بأجواء غير طبيعية في المعسكر بسبب تغيّب أهم القادة من دون مبرر ولا إخطار مسبق، من بينهم مساعد القائد وأركان حرب القوة وقادة كتائب.

ويلفت المصدر إلى أنّ هذه الأجواء تكونت بعد توجّه الغدراء لاستبدال الكتيبة الحالية التي تتولى الحزام الأمني للعاصمة بكتيبة أخرى من باب التدوير الوظيفي. ويوضح أنّ هذا التوجه أثار حنق قائد الكتيبة ناصر الشوذبي، المقرب من القائد السابق لقوات الأمن الخاصة اللواء فضل القوسي، الذي تم عزله وتعيينه وكيلاً لوزارة الداخلية بعد ضغط من وزيرها السابق اللواء عبده حسين الترب الذي أصرّ على تغييره واستبداله بالغدراء.

ويفيد المصدر بأن كتيبة الحزام الأمني عادةً ما يكون لأفرادها وقادتها مزايا مادية بسبب ما يضبطونه من شاحنات مخالفة على مداخل العاصمة، وبالتالي حضّر قائد الكتيبة للقيام باحتجاجات رافضة لتغيير كتيبته بالتنسيق مع القوسي والحوثيين. وانضم لصف الاحتجاج مجموعات من "المفصولين بسبب إهمالهم"، وآخرين متذمرين لعدم تثبيتهم وظيفياً في سلك المعسكر منذ سنوات.

ويوضح المصدر أن قائد المعسكر سمع صياح المحتجين داخل المعسكر فنزل إليهم بنفسه وسألهم ما الذي يطلبونه، وحينها بدأ المحتجون بإطلاق النار في الهواء. وعلى إثره دخلت أطقم مسلحة عدة تابعة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) إلى داخل المعسكر وكأنها جاءت لفض النزاع. ويبدي المصدر استغرابه الشديد من كيفية السماح لهذه الأطقم بالدخول إلى معسكر شديد الصرامة في إجراءات الدخول إليه والخروج.

ويلفت إلى أن قائد القوات الخاصة شعر حينها أن المسألة ليست مجرد احتجاجات مطلبية بل مكيدة دبّرت، وهي على حد قوله، أشبه بالمكيدة التي أودت بحياة قائد اللواء 310 في مدينة عمران العميد حميد القشيبي يوليو/تموز الماضي.

ويشير المصدر إلى أن الغدراء قرر الانسحاب وتفويت الفرصة على افتعال قتال داخل المعسكر، وبعد خروجه تم إطلاق الرصاص مجدداً داخل المعسكر، ليقوم أفراد من الحماية الرئاسية بتطويق المنطقة، وعدم السماح للسيارات بالمرور في ميدان السبعين الرابط بين المعسكر ودار الرئاسة.

وبعد ساعات قليلة من هذه الأحداث، بدأت المواقع الإخبارية في نشر أنباء عن تكليف العميد عبد الرزاق المروني (مساعد القائد)، بقيادة القوة الأمنية بدلاً عن الغدراء الذي عيّن مطلع سبتمبر/أيلول الماضي. ويؤكد المصدر أن هذه النتيجة لم تكن هدف محتجي كتيبة الشوذري الذين كانوا يسعون لإعادة فضل القوسي لمنصبه كقائد، بل هي رغبة الحوثيين الذين أرادوا أن تصبّ النتيجة النهائية لصالحهم باعتبار المروني موالياً لهم، على حد قوله.

ولم تعلق السلطات الرسمية حتى الآن حول ما حدث بالمعسكر. ويعتبر المصدر أن ما حدث هو "استكمال لتسليم معسكرات صنعاء للحوثيين"، لافتاً إلى أنّ سقوط معسكر قوات الأمن الخاصة بأيديهم يعدّ نصف الطريق للتحكم والسيطرة على دار الرئاسة والنصف المتبقي يتمثل بمعسكر خلفي تابع للجيش. وتوقّع انقلابات مماثلة في معسكري "حماية المنشآت" و"قوات النجدة"، التابعين، أيضاً، لوزارة الداخلية.

وتُعدّ قوات الأمن الخاصة، القوة الضاربة لوزارة الداخلية والأكثر تحديثاً وتسليحاً. وهي معنية أيضاً بمكافحة الإرهاب وأعمال الشغب، ولديها فروع في أغلب محافظات الجمهورية. وتضم عشرات آلاف المجنّدين، وكانت بقيادة الراحل محمد عبد الله صالح، شقيق الرئيس السابق، ثم ابنه يحيى من بعده، قبل أن يعزل الأخير ويتم تعيين القوسي ثم الغدراء.

زر الذهاب إلى الأعلى