[esi views ttl="1"]
arpo28

اليمنيون بالصومال.. فرار من الحرب إلى المعاناة

لا تزال جموع اليمنيين الفارين من جحيم الحرب المستعرة في بلادهم تصل الصومال، ولا يقتصر الأمر على اليمنيين، إذ يشاركهم الأمر نفسه صوماليون كانوا قد لجؤوا إلى اليمن قبل نحو عقدين إبان الحرب بالصومال.

وكلفت الحكومة الصومالية لجنة وزارية للتعامل مع ملف كل من اللاجئين اليمنيين والعائدين الصوماليين، إلى جانب تحركات شعبية لجمع تبرعات لهم.

وبالرغم من عدم وجود إحصائية دقيقة لأعداد اليمنيين الذين وصلوا الصومال، فإن تقديرات تشير إلى نحو ألف شخص، منهم نحو خمسمائة لم تطأ أقدامهم أرض الصومال سابقا، والآخرون هم يمنيون كانوا قد عاشوا فيها ثم هجروها مع اندلاع الحرب الأهلية عام 1991.

[b]رحلة طويلة[/b]

وشاءت الأقدار أن تصل ليلى عبد الله -يمنية من محافظة إب- إلى مقديشو برفقة أولادها الخمسة بعد رحلة معاناة طويلة، بدأت من ميناء المخا البحري إلى مدينة بوساسو الصومالية الساحلية بإقليم بونت لاند (شمال شرقي البلاد)، قبل أن يواصلوا رحلتهم برا إلى مدينة جالكعيو (وسط البلاد)، ثم ينتقلون جوا إلى مقديشو.

وروت ليلى قصتها للجزيرة نت وهي تجلس مع أولادها في مقر الجالية اليمنية بمقديشو، الذي لم يعد صالحا للسكن وإقامة اللاجئين اليمنيين، بسبب قدمه.
تقول ليلى إن بيتها في صنعاء تعرض لقذيفة صاروخية دمرته جزئيا وخربت محتوياته، وإنها أصيبت بشظية في الفخذ.

وتابعت قائلة بحزن إنها فقدت أثر زوجها في الأحداث، مما اضطرها للنزوح مع أولادها، وإنهم تركوا كل شيء وراءهم، ويعيشون الآن مع أسرة صومالية في ظروف صعبة، متمنية أن تتوقف الحرب سريعا في اليمن حتى تتسنى لها العودة.

[b]معاناة[/b]

وتحدث المواطن اليمني فهد عثمان صالح للجزيرة نت عن معاناته في مقديشو، وكيف نزح من عدن إلى تعز بعد اشتداد المعارك، مشيرا إلى أن الحرب أجبرتهم على الذهاب إلى ميناء المخا، حيث انتقلوا بحرا إلى مدينة بربرة بإقليم أرض الصومال، ثم وصلوا من هيرغيسا بطائرة إلى مقديشو.

وقال صالح -وهو يجلس على فراش رث مع زوجته وأطفاله الثلاثة في غرفة تعج بالغبار بمقر الجالية اليمنية بمقديشو- إنهم خرجوا من اليمن بملابسهم فقط، وإن وضعهم صعب جدا ولا يجدون من يساعدهم في توفير المأوى والطعام، وإنهم يعيشون مع أسرة صومالية قد لا تتحمل بقاءهم طويلا.

أما بدر الأمين الحسني -لاجئ يمني- فقد تطوع مع آخرين لمساعدة اللاجئين اليمنيين في مقديشو، ويقوم بجمع معلومات كافية عنهم وعن ظروف معاناتهم، بما في ذلك خروجهم من اليمن والمناطق التي قدموا منها، وذلك لتسهيل أي عملية تسجيل قد تتم من قبل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
ووصف الحسني للجزيرة نت أوضاع اللاجئين اليمنيين بمقديشو بالمزرية، وقال إنهم كانوا مكرّمين في بلدهم، لكن الحرب أجبرتهم على المغادرة.

وأضاف أنهم يعيشون حياة لا تطاق لعدم توافر الاحتياجات الأساسية من سكن وغذاء، وناشد منظمات الإغاثة تقديم مساعدات عاجلة لهم.

وتسعى الحكومة الصومالية بالتعاون مع منظمات إنسانية لتوفير مستلزمات إيواء وإطعام اللاجئين اليمنيين على غرار ما فعله اليمنيون حكومة وشعبا للاجئين الصوماليين، وفق قول عبد العزيز صالح نائب وزير الزراعة الصومالي.

زر الذهاب إلى الأعلى