[esi views ttl="1"]
arpo23

الأمراض تُلاحق صحافيي تعز

يعاني صحافيو محافظة تعز (270 كلم جنوب العاصمة اليمنية) الحرب والحصار ومرض الضنك، وهما ما يعانيه مقاتلو مقاومة هذه المدينة وسكانها الذين يقاربون الثلاثة ملايين نسمة.

وبعد أكثر من خمسة أشهر من انعدام كافة أنواع الخدمات الأساسية في مدينة تعز، بدأ مرض الضنك ينتشر بمدينة تعز دون أدنى تدخل إنساني في هذه المدينة، التي يلقبها اليمنيون ب "المدينة الحالمة" و"عاصمة الثقافة".

ولأن تعز مهد أغلب الصحافيين اليمنيين وعرابي الصحافة اليمنية، فقد نال المرض من أبرز صحافيي اليمن فيها على الرغم من أنها لا تكاد تحتضن سوى ثلاث صحف إلكترونية، حجبها الحوثيون جميعاً، وواحدة حكومية، "الجمهورية"، احتلها الحوثيون، ومجلة "الأسرة والتنمية" الاجتماعية، نهبها الحوثيون عن بكرة أبيها.

وبدون سابق ميعاد، يفاجىء صحافيون قراء صفحاتهم على "فيسبوك" بإصابة الضنك ثمانية من أصدقائهم من نجوم الصحافة اليمنية، كان أولهم الصحافي، رشاد الشرعبي، وهو الناطق باسم المقاومة الشعبية في محافظة تعز، تلاه كبير مراسلي قناة "الجزيرة"، حمدي البكاري، ثم تتو إلى الإصابات مستهدفةً الصحافيين، عبد المجيد حسان، والإعلامي بقناة آزال والمهددة حياته من قبل المليشيا، مسعد سماحة، وعمار السوائي، ومحمد مارش، ليعلن الصحافيون الطوارئ من أجل إنقاذ زملائهم.

فجائعهم أمام هذا المرض الذي أتى على الصحافي الراحل، نجيب الشرعبي، في هذه المدينة قبل سنوات. الحالمة تعز كانت على موعد حرج مع هذا المرض اليوم، ليقعد المراسل الحربي الأول على مستوى اليمن، حمدي البكاري، بعد أشهر عاشها "كالعمر كله"، بحسب تعبيره، حيث قضى الشهور الخمسة الأخيرة متنقلاً في جميع جبهات القتال معتمراً خوذة الحرب وعلى مقدمة صدره درع الصحافة. هكذا كان الضنك استراحة هذا المقاتل العتيد، الذي نال العديد من تهديدات الموت والتربص من قبل الحوثيين أعداء الكلمة.

وكان الحوثيون قد توعدوا المتحدث باسم المقاومة، رشاد الشرعبي، بالموت مراراً وتكراراً، وأرسلوا نحو فرق موت فاشلة، ليعيش حياة القائد العسكري المتنقل دائماً، عديم النوم، والملتصق بجهازه ليمكنه من رصد وقائع الحرب اليومية عبر صفحته في "فيسبوك" وخطوط الاتصال بوسائل الاتصال العالمي والعربية.

وكان الصحافي في قناة "آزال"، مسعد سماحة، قد انتقل من صنعاء إلى مدينته تعز فراراً من تهديد ووعيد مليشيا الحوثي بالقتل، ليقع في شرك الضنك، وليظلّ محاصراً بالمرض ومحروماً من أبسط أسباب الرعاية الصحية، وسط الحصار المطبق على كل حالات الإصابات أو المساعدات الطبية في المدينة.

وفي تصريح خاص يقول سماحة إن إصابته ذات علاقة بعمله، حيث قامت المليشيا باحتلال مقر عمله "قناة آزال" الفضائية بصنعاء وتهديده بالتصفية إن هو استمر في عمله، مفضلاً انتقاله إلى مدينته تعز المحاصرة تماماً على البقاء في صنعاء الآمنة، وذلك ليستمر في أداء رسالته بالتعريف بما ترتكبه المليشيا. يضيف سماحة: "انتقلنا إلى تعز المحاصرة بالحرب والمرض، وهناك كانت الإصابة. وقد تأثر عملي بذلك وتراكمت عليّ أعمال كثيرة سأضطر لجدولتها بما يتماشى مع الأعمال اليومية الموكلة إليّ، لكني لن أستسلم للضنك وسأستمر بالعمل وأنا على فراش المرض".

ويؤكد صعوبة ومخاطرة حركة انتقال الصحافيين إلى المشافي، على قلتها، في المدينة بسبب وجود أسمائهم على قوائم الموت الحوثية، "الأمر فيه مخاطرة على حياتي، خاصة بعد أن اتهمتني المليشيا بالداعشية، وحذرني الحوثيون من استمرار العمل في القناة."

ويضطر الصحافيون المقيمون في مناطق تسيطر عليها المليشيا، أو تمر طريق إسعافهم من نقاط تفتيش للمليشيا إلى أن يعالجوا أنفسهم بالأعشاب والبهارات التقليدية.

غير أن القلق لا يزال ينتاب الوسط الصحافي على حياة زملائهم، الأمر الذي جعل الكثيرين منهم يبرزون حالة زملائهم كمثال لما يلاقيه الملايين من سكان المدينة من هوان المليشيا.

زر الذهاب إلى الأعلى