[esi views ttl="1"]
arpo28

هل تُعجّل المشاركة المصرية بالحسم في اليمن؟

يعتقد خبراء عسكريون يمنيون أن إرسال مصر وحدات من قواتها العسكرية للانضمام إلى قوات التحالف العربي التي تقاتل في اليمن بقيادة السعودية يمثل مؤشرا على اقتراب المواجهة البرية مع الحوثيين وحلفائهم لتحرير العاصمة صنعاء والمحافظات الشمالية الأخرى.

وكانت رويترز نقلت -عن مصادر أمنية مصرية لم تسمها- أن ثمانمئة جندي مصري وصلوا مساء الثلاثاء إلى اليمن لتعزيز قوات التحالف والمشاركة في معركة الحسم النهائية. وأشارت الوكالة إلى أن هذه القوات تتكون من أربع وحدات يتراوح عدد كل منها بين 150 ومئتي جندي مدعومة بدبابات وناقلات جنود.

وفي المقابل، فقد نشر الإعلام المصري اليومين الماضيين أخبارا منسوبة لمصادر رسمية تنفي إرسال القوات أو تتجنب الإدلاء بتأكيد حاسم حول الأمر.

ويأتي هذا، مع تزايد المؤشرات ببدء عملية برية واسعة لدحر الحوثيين وحلفائهم من أجزاء من محافظة مأرب ثم الجوف، وصولا إلى صنعاء ومحافظة صعدة معقل الحوثيين الرئيس, لاسيما مع وصول عدد القوات العسكرية الخليجية المنتشرة في اليمن وأغلبها بمنطقة صافر بمأرب إلى نحو عشرة آلاف مدعومين بعشرات المدرعات والآليات والمروحيات الهجومية.

وتشارك مصر حاليا في العمليات العسكرية للتحالف من خلال الطيران الحربي والبوارج والسفن الحربية، خاصة قرب مضيق باب المندب في البحر الأحمر منذ بدء عملية عاصفة الحزم يوم 26 مارس/آذار الماضي.

معركة الحسم
ويرى العميد الركن سمير الحاج أن انضمام قوات مصرية إلى التحالف العربي يدل على اقتراب معركة الحسم لتحرير العاصمة وبقية المحافظة من الحوثيين وحلفائهم، واستعادة الشرعية.

وقال، في حديث للجزيرة نت, إن مشاركة وحدات من القوات البرية المصرية توسع دائرة المشاركة ضد الانقلابيين، وتقرّب من موعد إنهاء الانقلاب على الدولة والسلطة الشرعية.

وأضاف الحاج، وهو ناطق باسم المجلس العسكري للمقاومة الشعبية بمدينة تعز، أنه يتوقع تزايد عدد الجنود المصريين في اليمن مع بدء العمليات العسكرية واحتياج التحالف لمزيد من التعزيزات الإضافية.
[b]اقتراب وقلق[/b]

من جانبه, أكد الخبير العسكري علي الذهب أن وصول الجنود المصريين يشير إلى اقتراب الخطوة التالية للضربات الجوية المكثفة في الأيام الأخيرة، وهي المواجهة البرية والتي على ضوئها ستحدد قيادة التحالف ما إذا كانت المعركة بحاجة لمزيد من العتاد والمقاتلين أم لا؟

وأضاف، في حديث للجزيرة نت, أن مصر تدافع عن إحدى دعائم أمنها البحري، وهو المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، الذي يتهدده خطر إيران، بعد أن استنبتت لها ذراعا قوية في اليمن (الحوثيين) على غرار حزب الله الذي "يخوض ضد مصر معركة غير معلنة تتساقط خططها في قبضة المخابرات المصرية منذ سنوات".

وفي قراءته لحجم هذه المشاركة, أوضح الخبير العسكري أن العدد قليل ويمثل قوام كتيبتين، وينبئ عن تقديرات مصرية قلقة إزاء مصير معركة سبق أن خاضت مثلها علي أراضي هذا البلد منذ أكثر من خمسة عقود، وضحَّت فيها بخيرة أبناء جيشها دفاعا عن ثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962.

وفي تقديره, فإن ضآلة عدد القوات البرية العربية المشاركة تشير إلى أن قوات الشرعية لديها ما يكفي من المقاتلين اليمنيين، على أن الأيام القادمة قد تكشف الكثير من الخبايا والمفاجآت التي تدعم موقف هذه القوات.

زر الذهاب إلى الأعلى