[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

الحرب تُعيد ترتيب أولويات اليمنيين في العيد

أعادت الحرب ترتيب أولويات اليمنيين في عمليات الشراء والتسوق بمناسبة العيد، إذ شهدت الأسواق في العاصمة صنعاء التي يسطر عليها الحوثيون ركوداً تاماً في أسواق الماشية وتراجعاً ملحوظاً في شراء الملابس، خصوصاً الرجالية، وطاول الركود محلات الحلويات والمكسرات والمشروبات الخاصة بمناسبات كهذه.

مشهد مبدئي واحد خلال جولة في شارع "حدة" الرئيسي في صنعاء، يلخص كيف مرّت أيام عيد الأضحى، ففي مثل هذه الأثناء من كل عام، تمتلئ أرصفة الشارع بآلاف من جلود الأضاحي، لكن هذه المرة تبدو أرصفة الشارع خالية تماماً من أية جلود أو مخلفات للأطعمة، كأن العيد مر من دون الأضاحي.

وأدت الحرب وارتفاع الأسعار في قطاعات أساسية مثل الغذاء والدواء والسكن والنقل، إلى إعادة ترتيب أولويات اليمنيين، فلم تعد الملابس والحلويات أولوية في العيد.

وبهجة تختلط بين الأسى والسخرية من الأوضاع التي يعيشها اليمنيون، يقول ريدان أحمد، موظف حكومي لـ"العربي الجديد": "في هذا العيد لم نخرج لشراء الأضاحي، وبدلاً من ذلك نشتري صفيحة بنزين سعة 20 لتراً، فقد وصل سعرها في السوق السوداء إلى 20 ألف ريال (94 دولاراً)، وبدلاً من شراء حلوى العيد نشتري أسطوانة غاز الطهو، وبدلاً من مشروبات العيد نبحث عن قطعة ثلج".

وتشهد المدن اليمنية أزمات خانقة وانعداماً شبه كلي في مواد البترول والديزل والغاز المنزلي وتواجدها بأسعار خيالية في السوق السوداء، جراء الحرب الدائرة منذ مارس/آذار الماضي، بالإضافة إلى الارتفاع الخيالي في أسعار المواشي والملابس والمواد الغذائية ومتطلبات العيد على غير العادة.

ويوضح أحمد المطري، موظف حكومي، أنه قلّص مشتريات العيد، وهكذا فعل أغلب موظفو الدولة في رأيه، بسبب الحرب التي "قتلت" القدرة الشرائية، وأعادت ترتيب قوائم الأولويات.

ويقول المطري: "اكتفيت في هذا العيد بشراء دجاجة بدلاً من كبش العيد، وتصدرت المواد الغذائية الأساسية أولويات قائمة مشترياتي، فقد حرصت على شراء أسطوانتين من غاز الطهو على الرغم من ارتفاع السعر 100%، واشتريت دقيقاً وخضروات ومتطلبات للطبخ وحليباً للأطفال".

ويشير المطري إلى أن المواطن مع تدني الدخول وارتفاع الأسعار أصبح يعيد ترتيب أولوياته في الشراء فيقدّم ما تحتاجه الأسرة بشكل يومي من مواد أساسية، وما تبقّى من راتبه يشتري به الدواجن والمواد التي يمكن الاستعاضة عنها بأشياء أخرى.

ويوضح أن انقطاع الكهرباء بشكل مستمر، أدى إلى عزوف اليمنيين عن شراء اللحوم الحمراء بكميات تزيد عن حاجة اليوم الواحد.

وأدى تراجع معدلات الدخل في اليمن إلى انهيار القدرة الشرائية للمستهلكين إلى مستويات متدنية، فقد وصلت نسبة تراجع القدرة الشرائية للمستهلكين خلال عام 2014 إلى 40%، مقارنة بالأعوام السابقة، وسط تأثير كبير على النشاط الاقتصادي الذي يديره القطاع الخاص في البلاد، بحسب دراسات اقتصادية.

وبحسب التجار، فقد تركز الإقبال خلال أيام عيد الأضحى على شراء المواد الأساسية كالأرز والأجبان والألبان والمياه والعصائر والمرطبات والخضروات والفواكه، مقابل كساد في أسواق الماشية والملابس والحلوى.

وأوضح تجار الملابس الرجالية في العاصمة أن المبيعات في هذا الموسم تكاد تكون معدومة وعند مستوى الصفر، ويقول حميد الدبعي، تاجر ملابس رجالية، إن تدني القدرة الشرائية للمواطنين أفضى إلى إحجامهم عن شراء الملابس الرجالية.

ويؤكد محللون اقتصاديون أن الشركات التجارية والتسويقية عانت من ركود في نشاطها خلال العام الجاري نتيجة الحرب والصراعات، مقارنة بالأعوام السابقة، فقد تراجعت مبيعات مختلف السلع الكمالية بشكل ملحوظ، نظراً لتركيز المستهلكين على شراء احتياجاتهم الضرورية.

زر الذهاب إلى الأعلى