[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

أيام الجبهة في المناطق الوسطى: الجنوب يريد الوحدة.. والشمال يفضل الانفصال

بدأت أولى شرارات الجبهة مطلع السبعينات في عهد الرئيسين سالم ربيع علي وعبدالرحمن الإرياني، وهدأت بعد لقاء تعز بين الزعيمين وكذا اتفاق طرابلس 1973.

وما إن توخت الجبهة العودة في بداية عهد الراحل ابراهيم الحمدي حتى اختفت نهائياً بسبب الخطوات الوحدوية الكبيرة بين الحمدي وسالمين والتي كان يفترض أن تتوج بإعلان الوحدة عشية الذكرى 14 لثورة أكتوبر المجيدة لولا اغتيال الحمدي قبلها بيوم ونصف. (11أكتوبر1977).

مع صعود أحمد الغشمي في الشمال (المتهم الرئيس بقتل الحمدي) عاد نشاط الجبهة واستمر بعد مقتل الغشمي وسالمين في 24،26يونيو1978. وصعود علي عبدالله صالح وعبد الفتاح اسماعيل اللذين تم الاتفاق بينهما في مارس 1979 على إخماد نشاط الجبهة واستئناف خطوات الوحدة..

وسرعان ما عادت الجبهة من جديد بعد إزاحة فتاح في عدن وصعود علي ناصر محمد الذي ظلت الجبهة متقدة أثناء السنوات الأولى من عهده رغم التواصل الثنائي الكثيف الذي كان يتم كل 3 أو 4 أيام بينه وبين علي عبدالله صالح، بواسطة عبدالله أحمد غانم وحسين المقدمي. لكن الكاتب اليمني عبدالباري طاهر يرى أن "علي ناصر محمد كان ضد الكفاح المسلح، وكان جزء كبير من الجبهة القومية ضد الكفاح المسلح، والفصائل السياسية التي اتحدت في الاشتراكي كالعمل والطليعة واتحاد الشعب الديمقراطي ضد الكفاح المسلح".

يومها كان الشطر الجنوبي من اليمن فتياً وقوياً يريد الوحدة بالقوة ويضغط بواسطة الجبهة التي كادت تصل إلى مشارف العاصمة من جهة أرحب.. وكان الشطر الشمالي ضعيفاً يتهرب من الوحدة ويدافع عن الانفصال. ودائما تدفع مناطق التماس فاتورة الصراع.

لماذ استمر نشاط الجبهة رغم التواصل الحميم بين علي ناصر وعلي صالح.. هناك من لا يستبعد أن فوائد الأخير من الجبهة كانت أكثر من خسائره.. ومن ضمن تلك الفوائد أن الجبهة مثلت خطراً استطاع صالح بسببه تهدئة مراكز قوى عديدة في صنعاء كانت ترفض توليه الرئاسة.. وثانياً جلبت له دعماً هائلاً من السعودية، وثالثاً مكنته من التحالف مع الإسلاميين وكسب ودهم (ضد المد الماركسي)، ورابعاً قُمعت بسبب الجبهة الجبهة كافة مراكز القوى الصاعدة في المناطق الوسطى التي لم تقم لها قائمة منذ مطلع الثمانينات وحتى يوم الناس هذا..

أيام الجبهة: ذاكرة الرعب.. وخفايا الناس

أيام الجبهة ذاكرة الليل والرصاص وقلق الزوجات وهمس المطابخ.. الاشتباه والتخوين والحذر وكلمة السر ٍ.. احتدمت الشعارات والمنشورات والشائعات، ودخل السحر وانطلق الزامل كعادته في الملمات شاخطاً كالرصاص.. مناطق وجدت نفسها في نقطة تماس نشط بين المعسكرين المتصارعين على سدة العالم فامتزجت السياسة بالأطماع، والإيديولوجيات بالمصالح، واختلطت الريالات بالدنانير، بالدولارات، بالذخيرة وعسل المشايخ.. وتحدث العالم عن الوضع المتأزم في المناطق الوسطى من اليمن..

انطوت تلكم الصفحة غير مخلفة شيئاَ سوى مجموعة من المعابر والأرامل والمكّونين وقصاصات متناثرة أسفل الذاكرة.. الأجواء مشحونة بالمغامرة والتوجس والوطن على موعد مع إحدى عواقب الكولسة وسوء التفاهم.. كانت أياماً عصيبة وكانت مسامع الريح بلا عقل.
ظلت تحدثه عن البيت وعن وليدهما الذي فقد الشهية وظل ساهم الذهن يفكر في أمر الرفاق، وكيف يوزع الآليات دون أن يشعر أحد.. تسنم منصور جنح الليل وخرج من يومها ولم يعد.. يتردد "سيف علي" عند سماعه بالعرض إذ وجدها فرصة للتخلص من ملل الأعباء الفلاحية بينما احتضن القاضي بندقيته حقداً على الشيخ الذي لطم أباه في سوق الربوع. تواردت التمديدات وتقاطرت الذخيرة ولعلع مذياع الجبهة: "لابد من صنعاء ولو طال السفر" وانطلق الرفاق من كل حدب مسطرين صفحات من النزق المسلح..

كان اليمن حينها يمر بمنعطف صعب، ثلاثة رؤساء ترحلوا في أقل من عام.. ورئيس جديد تشجع مغامراً في الدخول إلى مصفوفة من الاحتمالات المخيفة.. الساحة خالية ومجلس الشعب التأسيسي ينتخب المقدم علي عبدالله صالح رئيساً للبلاد الذي تصالح معهم لتلاقي لفيفاً من الأيادي الحمر ويكثر التناوش على معابر الحدود ويمتد خط التواصل الجبهوي من الضالع إلى عنس ومن الوازعية إلى ريمة ومن شبوة إلى أرحبٍ.. وتسمَّر الناس من الرعب. ترجل مهيوب ومضى إلى سطوح الصخر وفي عروقه مقاطع من موسيقى النضال المسلح.. كانت الأجواء غزيرة بالعواطف وسطوة الكاريزما..

الصور والشوارب ورنين الشعار ومحمد مفلح مجلجلاً: "يارفاقي عليه العار من سلم.. " والحاج حمود معلقاً من ناصية البيت "الدبور مشجع". تواردت التعزيزات وألقى التوازن الدولي بثقله على المسألة فانهالت الأموال والذخائر وتحولت المعاهد العلمية إلى ثكنات غزيرة المؤن. بينما التحق علي ميمون بالجبهة للحصول على "آلي" وهي القصة التي تتكرر في الحروب (حرب الملكيين ومعارك الإنفصال)..

العزي محمد سنان بجوار الراديو ينقل للناس بلغته الإذاعية تفاصيل جبهة (عمان) 0همس الريدي في أذن رفيقه مبدياً شيئاً من التردد، فكان جزاؤه الإقامة الجبرية في(ضياح النسور). يومها كان معمر روبع جنيناً في الشهر الثالث وكان أبوه بانتظار رصاصة مجهولة المصدر.. مرت 17سنة وغادر معمر دار الأيتام تاركاً دراسته الثانوية وملتحقاً بمعسكر "العند". غيمان لم يكمل شهر العسل.. وودع العطر والعروس والتحق بالجبهة لتمر 6 سنوات ويظهر بعدها نازحاً من الجنوب على إثر مجزرة "يناير".

يحدثك الوالد نعمان عن نجله الذي غادر ليلاً تحت وطأة البرق والمطر وجلجلة الرعود ليجدوه بعد شهر طافياً في بركة الدّغم. اضطرمت الأجواء وانتعشت قواميس التعبئة: (الرجعية، الامبرالية، اليسار الدموي،التأميم، المد الماركسي، الوهابية، العدالة الاجتماعية، الزحف التقدمي، الالحاد، صعاليك البوادي، التخلف.. الخ) الجبهة الشعبية تثور من أجل التقدم، والإسلاميون يحاربون ضد الزحف الماركسي، والدولة تفكر في بقاء الكرسي وتبحث عن طاولة أسلم للحوار، بينما كانت المسألة بالنسبه للمشائخ معركة وجود.

هكذا كان يبدو المشهد الظاهري لواقع الصراع، في حين يبدأ اللبس عندما تكتشف أن من بين تشكيلات الجبهة كان ثمة حضور لابأس به لعدد من المشائخ من آل فلان وبيت الفلاني ممايستدعي إعادة النظر في البعد الاجتماعي لأحداث الجبهة وأن المسألة في أحد جوانبها مسألة توازنات ومفردات تعبئة تتفاوت من منطقة لأخرى.. أعطى الريدي توجيهاته باقتضاب للخلية الجبهوية التابعة له، ثم مضى مسترسلاً في خيال عريض يصبح بموجبه محافظاً لمحافظة ظفار.. كانت إب وفق مخطط الجبهة على موعد مع تقسيمها إلى محافظتين: مذيخرة وظفار. كان ثمة مخطط خاص بكل محافظة علاوة على شكل الدولة وهنالك ثمة وعود تالية كانت تمثل في بعض الأحيان دافعاً أقوى من مجرد التغيير الاجتماعي.

وعلى هامش الصدام المسلح كانت تدور رحى تصفيات جانبية لاعلاقة لها بالمشهد يكفي لاختزالها قصتان: الأولى لحادثة قتل تمت على خلفية كراهية تمتد إلى الطفولةٍ.. سقط القتيل وأبرق الجاني مبلغاً السلطات عن مصرع واحد من المخربين لم يكن الوقت حينها كافياً للتحري غير أن خيطاً دقيقاً امتد إلى مسافة عامين حيث الحقيقة ناصعة على يد راعية كانت تراقب عن كثب تفاصيل الحوار بين "بنى آدم".. . القصة الثانية على العكس من ذلك حيث يفر الجاني إلى مخبأ الرفاق وقياساَ عليه تمت العديد من عمليات النهب والسلب التى قيدت على حساب الهدر الجمعي ل "أيام الجبهة" (أيام الجبهة أصبحت اللفظة مستهلاً دارجاً في حديث الناس عن تلك الفترة.. يسترسلون في جمل مبتورة عن الجبهة.. والجبهة.. دون أن يكون أحدٌ منهم على علم بباقي التسمية، كانت الأجواء ملفعة بالسرية والغموض.. نشطت مخيلة العجائز في اختلاق "التميمات" ودخل السحر لاعباً خفياً يؤول غامض الأحداث.

وقع أحدهم في قبضة الجند ولم يطل استجوابه إذ كان الضابط المحقق مدركاً ان المرجع التنظيمي لميليشيات الجبهة يقوم على اساس الخلايا العنقودية حيث الأدنى لايعرف شيئاً عمّن يليه. بينما لقي غلاب مصرعه على يد مجموعة قصية من الرفاق على أعقاب نسيانه كلمة السر. وبأعجوبه نجا أحدهم من قبضة الإسلاميين بعد أن وقع في أيديهم تفوح منه رائحة الشراب، ظنوه من عناصرالجبهة وكان وضعه الثمل يحول دون أن يبِّين لهم أنه من نفس الخندق.. وبالقرب من مشاهد الحيطة والحذر والتمرس والاشتباه..

ثمة العديد من المشاهد التي تحكي دموع الآباء وقلق الزوجات: انتصف العام، وانتصف الليل، وظلت "بدور" بجوار النافذة مسهَّدةً تسامر نجمة الأفق على إيقاع أغنية من جديد "السمة": (أهيم طول الليالي واروي بدمعي تهامة) احتدمت معارك البلاد وتباينت سطوة الخطاب لكل من أطراف الصدام (الجبهة وقوات الردع الحكومية) بما فيها الإسلاميون الذين نجحوا في تبني خطاب معاد تسللت نبراته إلى بعض جيوب الجبهة: كان حزام البهلولي ما إن يعود إلى صنعاء لإلقاء خطبة محرضة للجهاد ضد(الشيوعيين) على منبر جامع الدعوة حتى يعود إلى ساحة المعركة من جديد ليرتمي قتيلاً في المرة الثالثة.

وعلى إثر نسف المعهد العلمي بالسلفية بريمة هب محمد حمود إلى جبهة (مريس) مردداً: (هو الحق يحشد أجناده ويعتد للموقف الفاصل. فصفوا الكتائب آساده ودكوا به دولة الباطل)وهي ذات الأنشودة التي رددها في أفغانستان بعد 3 سنوات.. في تلكم الأثناء ازدهرت الأهازيج والزوامل من كلا الطرفين.. يردد الجبهويون: ياهلا مرحبا ما اتحرك الأجزاء حيا ونشكركم على الرأي والترباس والمناضل يقدم عهد بالمبدأ أن يظل من جنود الشعب والحراس وفي مقطع آخر يصف الهم الوحدوي الذي كان شعار الجميع: يا رفاقي سعدنا يوم اللقا بين صنعاء والمكلا والعدين على الجبهة الأخرى ردد الإسلاميون: ياشوعيين ياشواع كافي لكم بهذله لأن كثر الشباع يضر من يأكله.. .. رب سالك يا إلهي مسأله.. تهدي الشوعي وإلا تخذله.. الخ الحديث عن (أيام الجبهة) يعني قراءة الجذور الأولى للتوازنات الموجودة في الساحة إلى وقت قريب، غير أن ثمة صعوبة تعوق دون التقاط الصورة كاملة لتلك الفترة..

والمشكلة أن مرور ما يقرب من 3عقود لم يكن كافياً لأن يطرح أطراف ذلك الصدام تسييس الوقائع ليستمع الجيل إلى شهادات متناغمة عن تلكم الفترة إذ ما يزال التضارب سيد الموقف، بالرغم من أن المنتصر لم يشرع بعد في كتابة التأريخ وتجيير الأحداث وعلى الرغم كذلك من السقوط السريع لأول لجنة مشكلة لكتابة التاريخ ٍ. الحزب السبتمبري،اتحاد الشعب الديمقراطي، حزب الطليعة الشعبية،حزب العمل، ومسميات عدة، قيل كانت مكونات لما سمي بالجبهة الشعبية الديمقراطية التي تحكي بعض الأدبيات عن ظهورها (كتحركات وكمسمى) منذ عهد الإرياني. جزء كبير من الذاكرة الشعبية يؤكد مع الخطاب الرسمي مطابقة مسمى التخريب لما فعلته الجبهة. بينما لا تعدم في المقابل من يؤكد على أن المسألة كانت دفاعاً عن النفس أو أن (الجبهة) كانوا يناضلون من أجل العدالة وتزويج الشباب.

وعند العودة لقضية التزويج تجد أن الجبهة استطاعت من خلال هذا الشعار استقطاب الكثير من العزاب الذين تقاطروا بدافع الحصول على شريكة الحياة مقابل 15 ألف ريال(قاطع مقطوع). إلى ذلك يتحدث البعض عن قصص في غاية الغرابة تحكي عمليات تزويج قسري لفتيات من أسر وجيهة.. على مرأى من أب مكبل ويراقب بصمت زفاف بناته الست..

في تلك الأثناء كانت أجزاء من عتمة ووصاب وريمة وشرعب والعدين تشهد نشاطاً متزايداً للجبهة بينما كان السبق لمناطق الرياشية والحبيشية والعود ومريس وعمار وقعطبة ومناطق أخرى وجدت نفسها تدفع ضريبة التشطير ليجتمع حر بركان دمت بحر نيران الأخوة الأعداء في دراما مؤلمة تمتد جذورها إلى أحداث أغسطس.

يومذاك كان المد الماركسي يمثل رهاباً إقليمياً لكل دول المنطقة التي كان مصيرها النفطي مرتبطاً بمصالح المعسكر الغربي. الجبهة يومها كانت تنفذ اكثر من قصف لأكثر من منزل شيخ في نفس الدقيقة الأمر الذي أسهم في تضخيم شبح الجبهة ليتكاثر الحديث عن الاستعداد الجبهوي بالغ التعقيد وعن مجموعة من السيارات ترسلها عدن محملة بأعداد من الكباش سرعان ما تتحول إلى آدميين. *شهود عيان يحدثونك عن الإطلاق الليلي للرصاص غير المهدف في مناطق آهلة بالسكان ليرسموا بذلك صورة تجعل المشهد أدنى إلى الإرهاب.

نشط الجانب الدبلوماسي لصنعاء واستبسلت كتائب الردع ودب الخلاف في معسكر الرفاق لتنقطع العديد من جسور التواصل الجبهوية وتصمت بعض أجهزة التراسل، انقطع جهاز الإشارة من (وصاب) وادرك يحيى سقوط زملائه.. أطرق قليلاً ثم تبسم فجأة على إثر نكتة تذكرها لعلي عنتر (.. . ) صرف آخر ريالين بحوزته(حبة منجا قها وباكت سجارة مأرب) وانطلق مسلماً نفسه.. حكايا انقطاع الذخيرة والمؤن تصف بدء النهاية وقصص الاعتقال والقبض أوهنت جانباً كبيراً من عزائم المتمترسين.. سقط حصن الأمجود، وسلم زملاء المشعب، وتطوع الكثير من المتعاونين لتسهيل عمليات الاعتقال بحق وبغير حق. تكررت ذات العمليات الابتزازية ونشطت وسائط المساومة بالمناصب والرتب في سلسلة من قصص شتى غير طريفة.. علم المحمدي بسقوط الرفاق فأسرع إلى بقايا منشورات ثورية وقصاصات محاولة شعرية وألقى بها إلى "الشروي" على ارتفاع قائم وسحيق.

علي قائد لم يكن على اتصال بالجبهة ولكنه خشي الاعتقال لمجرد قرابة تربطه بأحد ناشطيها فاخترق الحدود وظل سنوات في منطقة "حقل" أقصى شمال السعودية. شعر "دبوان" بدنو اعتقاله فتسلل واصلاً إلى حيد تكَّون من عروق طولقة عجوز قيل كان مأوى "الصياد" لم يفكر بالصياد قدر انزعاجه لعدم تمكنه من إشعال لفافة الدخان. سعد الهزبر افرنقع الرفاق من حوله فتناول الناظور ليشاهد اقتراب عسكر الدولة.. ألقى نظرة أخيرة على جبل "ذودان" ثم جلس القرفصاء على صخر وحيد.. تذكر البيت والأبناء وقصة دخول الجبهة.. هبت نسائم خفيفة لتجفف قطرات من العرق المعتق في جبينه الصلد، مر الجنود وظل منكسراً على صخر وحيد.. أثمرت الجهود الدبلوماسية وأعلن في 24 أغسطس 82 م عن قيام المؤتمر الشعبي العام كمظلة لمختلف ألوان الطيف السياسي وأعيدت صحيفة (الأمل) مقابل إغلاق صوت الجبهة.

أطل عام 84 م لتلقي أسرة بكاملها حتفها بمعية الخوف والاختناق عشية افتتاح سد مأرب حرص الأب على متابعة الحدث العظيم فادخل مولد الكهرباء (نصف كيلو) إلى البيت وأحكم إغلاق النوافذ خشية الرصاص المتطاير في الجهات، تأمل الجميع مشهد الافتتاح واستمرت أدخنة المولد.. فقضى السبعة في مكانهم جاثمين.

هدأت النيران،وانزاح كابوس الجبهة وبقي السؤال: كيف كنا مناخاً مناسباً لمثل تلك الحرائق ؟ لم نكرر دور الغساسنة والمناذرة والأيام ما زالت تثبت هشاشة التبرير الأيديولوجي لما حدث. والأهم: هل انتهت آثار ذلك التمرس أم أنه قدر "اليمني" أن يظل محارباً في معركة صماء لا ناقة له فيها ولا جمل؟!

_________
نشوان-خاص

زر الذهاب إلى الأعلى