[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

الحوثيون يحتلون "الربوعة"

يعيش الحوثيون حالات من المكابرة التي تخفي رعباً من قادمات الأيام.

 

قبل أسابيع يستنجدون بالدين للحصول على مقاتلين بعد تزايد عمليات تسرب للمقاتلين من مليشياتهم، وبعد تكرار انسحابات قيادات وجنود في الحرس الجمهوري من الميدان. سياراتهم تجوب شوارع المدن، وتصرخ: "حيا على الجهاد"، وأبو علي الحاكم، ترك نبرته المتغطرسة، وذهب يستجدي شيوخ القبائل لإرسال مقاتلين.
أمس الجيش الوطني يستولي على معسكر "الخنجر" في مديرية خب في الجوف، واليوم الجيش يتقدم باتجاه صنعاء، الجيش يقترب من صعدة من جهة الغرب في حجة، ومن الشرق في الجوف.
أما أخبار نهم، فلا تسر عبدالملك وجماعته، التي لجأت إلى مواثيق الشرف القبلية التي وقعتها الجماعة مع كل من يستطيع التوقيع أو البصمة، دون جدوى.
واليوم في صنعاء يصبح الحوثيون على منشورت وملصقات تقول للحوثيين: "تعز لن تركع، و "كلنا مقاومة"، و "من صنعاء العاصمة، نحيي تعز الصامدة".
وضع مأساوي بلغته هذه الجماعة الغيبية الاستعلائية، التي ما كانت تتصور أن تصل إلى هذا المأزق الخطير على مستقبلها السياسي والعسكري.
يلجأ الحوثي إلى صاروخ "سكود العجوز" لتحقيق نصر إعلامي لا أكثر، يسقط "سكود المتهالك" غالباً على الأراضي اليمنية، وإذا واتته الفرصة، وكان محظوظاً بما فيه الكفاية، فإنه يحلق قليلاً، قبل إسقاطه في الأجواء بمنظومة باتريوت المنطلقة من الأراضي السعودية.
نقول ذلك، ونحن نحزن لما وصل إليه وضع الجيش والأمن، وأسلحة الدولة التي نهبتها المليشيات، التي تريد من أبناء تعز أن يدينوا "العدوان السعودي"، وهي تقصفهم ليل نهار بالهاونات والكاتيوشا، ومن نجا من القصف ناله القنص.
يلجأ الحوثي للانتصار على صفحات الفيس بوك، وعلى شاشة قناة المسيرة التي أصبحت أشبه ما تكون بصفحة فيسبوك كبيرة بالصوت والصورة.
يقتحم الحوثيون منطقة "الربوعة" السعودية في عسير، وتقول قناة المسيرة إن جنودها ومليشياتها صدوا زحفاً سعودياً لاستعادتها، وبالطبع غنمت قناة المسيرة كل أسلحة الجيش السعودي الزاحف، وقتلت مجنديه.
قناة المسيرة بالطبع كفَّت عن قولها أسرنا جنوداً سعوديين، بعد حادثة أسر الطيار السوداني، "الذي ولد وترعرع في تهامة"، والذي وقعت طيارته على شاشة المسيرة في بداية الحرب.
يقتحم الحوثيون "الربوعة"، على شاشة قناة المسيرة، ويدبلجون أفلام "غرندايزر"، ثم ينسون الكذبة، لتعود المسيرة بعد أيام، وتقول إن "المجاهدين" اقتحموا الربوعة، وأنهم حرروها من الاحتلال السعودي.
يقول أحد الأكاديميين، الذي تحول إلى نسخة بشرية من قناة المسيرة: إن اقتحام الربوعة لم يكن ليتم لولا عون الله في إشارة إلى معجزة من السماء نزلت على "أنصار الله".
يستنهض الأكاديمي - وهو زميل أعرفه – الهمم، ويقول إنه من العار أن يتخلف من يقدر على حمل السلاح عن ميدان المعركة.
ذكرني زميلي الأكاديمي الكبير بفتوى "العلامة" محمد المطاع الذي دعى أبناء القبائل إلى الالتحاق ب"الجهاد"، دون أن يحدثنا عن دوره هو، أو دور أبنائه في هذه المعارك.
بالمناسبة زميلي الكبير صعدنا مرة أنا وهو وآخرون – قبل سنوات – برجاً عملاقاً عالياً، وسط إحدى العواصم، ووصلنا إلى الأدوار الأخيرة، واصطكت ركبتا "بطل حروب الفيسبوك"، ولم يستطع المشي عندما مشينا على جسر معلق، يربط بين جناحين في الجسر، اصطكت ركبتاه، حين رأى الأرض من تحته من علوٍ شاهق. واضطررنا للإمساك به، لأنه لم يعد يقوى على السير من الرعب، ليتضح في الأخير أن "المجاهد الكبير" لديه فوبيا الأماكن المرتفعة.
نكتب بلغة ساخرة تشبه الدموع، ونشعر بالغُبن، ونحن نرى بلادنا تدخل حرباً ليست حربها، ويُزج بها في معارك خاسرة، ليست معاركنا، كل ذلك، لحسابات طائفية وإقليمية لا تصب في مصلحتنا الوطنية.
لك الله يا بلاد الحكمة التي غيبها عبدالملك الحوثي معه في سرداب "المهدي الجديد" القادم من أعماق كهوف صعدة!
لك الله...لك الله.

زر الذهاب إلى الأعلى