[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
اهتمامات

شباب الثورة والتسويات الخارجية في اليمن

سال الصحفي في صحيفة عكاظ السعودية الرئيس هادي في حوار اجراه معه مؤخرا: هل انتم على تواصل مع شباب الثورة، والمقصود بهم ايضا شباب التغيير في اليمن؟ قال الرئيس هادي: نعم  نحن على تواصل معهم ونفذنا كل مطالبهم..

لا ادري مع اي من شباب الثورة يتواصل هادي، فعلى الأقل الشباب الفاعلين، الذين كان لهم تأثير في التحضير للثورة، وتفجيرها، ومن ثم التأثير في مسارها بصورة ايجابية، لم يكن له تواصل معهم كما اعرف، إلا في فترات متقطعة، انقطعت اثناء الحرب، ولم يكن تواصلا مباشرا..لكنه في الحقيقة نفذ بعضا من مطالبهم في التغيير، وليست مطالب شخصية كما قد يتصور البعض، وابرز ما نفذه هو مؤتمر الحوار الوطني، الذي كان مطلبا شبابيا ثوريا، وهو اهم انجاز تحقق لليمنيين.

لم ينفذ اية اصلاحات  مؤسسية في الفترة التي قضاها رئيسا حتى قبل الحرب، وهي ثلاثة اعوام، ولم تتحسن الخدمات، ولا اوضاع اليمنيين الاقتصادية، رغم ان شباب التغيير والثورة، قدموا مشروعات ومبادرات عديدة، في هذا الجانب، لم يتحقق منها شيء، فقد اعاد تدوير الفاسدين، واقر جرعة سعرية قاتلة، ادخلت الحوثين الي العاصمة صنعاء، ليتم وضعه تحت الإقامة الجبرية،واعلنت بعدها حربا ملعونة على اليمنيين.

مؤخرا  قال هادي اليمن ثلاثة اقاليم، وهذا مشروع طرحه شباب الثورة والتغيير، في مبادرة مدنية، اطلقوها في يونيو 2011 في عدن، ولم يسبقهم اليه احد،وهو مشروع منطقي اعادت افرازه وانتاجه الحرب الأخيرة، مرة أخرى.

ما يدل ان الشباب كان لديهم بعد نظر وعملية استشراف مستقبلية جيدة.

اعود الي اهتمام الصحيفة السعودية بشباب الثورة والتغيير في اليمن، وهذا الاهتمام يفترض ان يكون متزامن مع اهتمام مماثل من قبل التحالف العربي، بهذه القوة اليمنية الصاعدة، التي غيرت مجرى الأحداث على الساحة اليمنية، وانتجت معادلة جديدة، كانت هي الحل الحقيقي والناجع في اليمن، والمتمثلة بالثورة التي خاصمها، واعرض عنها البعض، في سابق الأمر، ثم عندما حدث الانقلاب على الشرعية، اتجهوا اليها، لتلد مقاومة شعبية بحجم الثورة الشاملة، ولكن هذه المرة بدعم التحالف العربي، لمواجهة نفس الهدف الذي قامت من أجله الثورة، وها هي الأهداف تتحقق على أحسن ما يكون.

ان تجاهل شباب الثورة والتغير، لن يحل المشكلة اليمنية بل سيعقدها كثيرا،المسألة ليست طلب تسويات من أجل السلطة ولذاتها، كما يفعل الأصدقاء القدامى والجدد للخليج، وأنما تثبيت مشروع الدولة ودعمه، وهو المشروع الذي لا يحمله ولا يمثله إلا شباب الثورة والتغيير، الذين تكالبت عليهم القوى المعيقة والمستبدة، لافشالهم بكل الوسائل السرية والمعلنة، لكنهم الان ينتصرون لبلدهم وشعبهم.

اعود واكرر أن أي تسويات أو ترتيبات تتجاوز  شباب الثورة والتغيير، ومشروع الدولة الذي يمثلوه، انما هي مشكلة جديدة توضع في طريق اليمن والمنطقة، ولا يعني ذلك ان الشباب سيستسلمون، بل بالعكس سيواصلون نضالهم بالوسائل المشروعة، حتى تتحقق الأهداف التي رسموها ليمن اتحادي مدني جديد، مهما كلفهم ذلك من ثمن.

كما ادعوا اعلام التحالف الي الانفتاح على شباب الثورة اليمنية، ويسألوا عن مطالبه ومشاريعه وتطلعاته، كما فعلت صحيفة عكاظ مع الرئيس هادي.

زر الذهاب إلى الأعلى