[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
اهتمامات

أنا طالب.. لست لاجئاً!!

أكتب وأعلم بإن حروفي لا تروق للبعض، والبعض هم، أخي، وصديقي، وزميلي، من أبناء بلدي وجلدتي، لكني اكتبها مبتسماً، صافياً، ليس بدافع آخر، أنسجها بخيوط الود، والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، نعم هذا حالي ولست مجبر أن أحلف الأيمان الغليظة على ذلك، اكتبها وبجواري جهاز المحمول يرن بين الفينة والأخرى، لأصدقاء وزملاء هم ممن اكتب هنا عنهم لكن التواصل بيننا قائم، لا تبرم بيننا ولا بغضاء في رؤانا وأحلامنا، بل يتخلل حديثنا ومن باب الدعابة وتلطيف الجو بعض الطرائف، اكتب قائلاً:

أنا طالب.. ولست لاجئ، ابتعثت لأطلب العلم، لا..لأطلب اللجوء، ابتعثت للذهاب للجامعة والكلية، ولست للمفوضية السامية، ابتعثت للحصول على الدرجة والشهادة (بكالوريوس، ماجستير، دكتوراه )، ولست للعضوية والبطاقة الصفراء والزرقاء...الخ، ابتعثت ولدي راتب قليل أو كثير لكني رضيت به من البداية، يتأخر وصوله، لكنه في الأخير سيأتي، ابتعثت ولدي راتب، ولست بحاجة للمعونة والمساعدة، لا ضير من العمل وتزويد الدخل وادخار بعض النقود، اذا كان للطالب متسع من الوقت، وبشكل لا يأثر على الغاية التي ابتعث من أجلها. أنا طالب.. والجهة الوحيدة التي تمثلني هي التي احمل جنسيتها وتعمل باسمي سفارتي وملحقتي الثقافية، وليس مجموعة من الأصدقاء والزملاء المتكرر اعلاناتهم الفيس بوكيه، وبانهم يمثلوني يمينا وشمالاً، نعم.. وألف نعم.. فيهما قصور.. بل قصور مشين لكن لا يدعو ذلك للنفور منهما... بل للوقوف صفاً واحد، فالحقوق لا تعطى وإنما تنتزع، وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا، وعلى هذه الجهات ان تسمع لهذا المعاناة باذان صاغية وصدر رحب، ويكون حالها وشعارها (رحم الله أمرئ أهدئ إلى عيوبي).

 

أنا طالب.. لدي منحة رسمية، ويحكمني قانون يُسمي (قانون البعثات والمنح الدراسية) يقول فيما يقول: ( يشترط للإيفاد استيفاء تعهد خطي من الموظف أو الطالب يتعهد بمقتضاه بأداء الواجبات والوفاء بالالتزامات وتجنب إتيان أي فعل من الأفعال المحظورة عليه كموفد ) وفيه باب يُسمى (واجبات الموفد والمحظورات عليه ) ويشير فيما يشير بإنه يحظر على الموفد (مغادرة البلد الموفد إليه إلى بلد أخر) بل وحتى (العودة إلى أرض الوطن ) أثناء الدراسة ومدة الإيفاد إلا إذا كان في مهمة علمية أو إجازة رسمية. وتنص بعض مواده بإنه يحظر على الموفد: (التخلف عن العودة إلى الوطن أو الامتناع عن العودة بعد انتهاء مدة الإيفاد).

 

أنا طالب.. أصرخ أن تم قطع راتبي، وارفع نقطة نظام على ذلك، وارفع وبداخل أروقة وبطن من تمثلني اللافتات نريد مستحقاتنا، نريد البت في منح التبادل الثقافي، نريد إعادة من تم اسقاط أسمائهم من كشوفات المساعدة، نريد تطبيق قانون البعثات والمنح وإسقاط البدعة السيئة (كون التخصص إنساني) بإعطاء الطالب ربع مدة الإيفاد...الخ. مطالب مشروعة مائة بالمائة.

 

نصرخ وتعلو اصوتنا وحق لها، ونخلع لها كما يُقال القباعات وبلهجتنا وعاداتنا وتقاليدنا نرفع لها الشيلان والغتر، احتراماً واجلالاً وعرفاناً، ونشد على ذلك، وندعو ونبارك هذا العمل.

 

وفي المقابل هذه الجهات الرسمية لها الحق ان تطلب كشف من المفوضية بأسماء المسجلين لها كشف باسم (الطالب اللاجئ) الذي شط عن ما ابتعث له، وحق لها تنزيل المساعدة المالية المخصصة له.

 

ولذا أتساءل اتعتقدون بان هذه المفوضية ستعطي اللجوء ؟ الإجابة هي النفي، وهذا الاختيار والجواب النافي نابع من عوامل عديدة لا يتسع المقام لذكرها، ولذا إن كان هناك تنسيق كما اسمع وأقرئ عبر شبكات التواصل الاجتماعي من قبل الزملاء مع هذه المنظمة فقدموا لها كشف بعدد جميع الباحثين والطلاب بجمهورية مصر العربية، للنظر ما الخدمة التي تقدمها أن كانت مساعدة مالية، أو حتى بطا طين، أو سلة غذاء أو غيرها، فتسري على الجميع، ومن لا يريد ذلك فترحل لزميلة.

 

ماعدا ذلك فإنا طالب ولست لاجئ، وقد كتبت ما كتبت، ولسان حالي الباطن والظاهر، كما ذكرت في البداية يفوح بعبارات مهذبة، مبتسماً، صافياً، ليس بدافع آخر، إنما الحب وحبنا وتقويمنا لبعض والدلو برأينا لا يفسد للود قضية.

زر الذهاب إلى الأعلى