ظلال وعبيد.. قصة قصيرة
انتهز البوح تلابيب غروره، وانبرى يلقي آخر حروفه المهجورة من زمن الأجداد، كل المرافىء غطت في سباتها باستثناء ثمة ضوء ينتحب لفقد خليلٍ ربما، الليالي وحدها تتمدد لتبسط أريجها لظلالٍ لا اسماء ولا وجوه لها، أضحت هي من يتحكم بكل شيء، وهي تلك الظلال المخول الوحيد بمنح صكوك الغفران والوطنية وصك الحياة، ووقف القطيع المتهالك يصفق كثيراً بالقرب من كل مقصلةٍ، ذات القطيع ذهاباً وإياباً يدوس نظريات الثورة والوطن والحريّة ومصطلحات تشبه جداريات الأمس التي اجاد نقشها أطفال الشهداء وأنين الأمس المريح، يتكدس الليل في زاوية مخضبة بابتهالات ذات حلم بات يشيخ ويشيخ حتى احدودبت مساراته وتشعبت كل الأشياء فأضحى المشهد يشبه ذات المتاهات التي شهدت نشأة التكوين الأول للكون..
يتوسد النزق المحشو بتخمة الوهم، وللظلال وقف عشاق البقايا ينسجون ألوان وأشكال مختلفة من ذات الوهم المصبوغ برائحة ذلك القادم من مخاض الأنانية القديمة..
وذات بلوغ لأمنية ذاتية انسل احد رموز الظلال يعلن الإنتصار فيضيع صوته بين هتاف وتصفيق القطيع، صَل الجميع للغباء وتغوط الظلام على وجوههم آخر لعنة كانت تحتويه قبل ان يمضي إلى حيث مناه الذاتية تاركاً عبيد الظلال يمارسون طقوسهم اللامنتهية..