مؤتمر حضرموت الجامع يحمل العسكرية الأولى مسؤولية الانفلات ويدعو للتسليم للنخبة
حملت الهيئة العليا لمؤتمر حضرموت الجامع في اليمن قوات المنطقة العسكرية الأولى مسؤولية ما قال إنه انفلات أمني في وادي حضرموت واتهمها ب"عدم القيام بإداء مهامها لحفظ أمن المنطقة".
وطالبت الهيئة في بيان الختامي الصادر عن أعمال دورتها الثالثة المنعقدة اليوم بالمكلا، وحصل نشوان نيوز على نسخة منه، من رئاسة الدولة ودول التحالف لتمكين قوات النخبة الحضرمية من القيام بحفظ الأمن على كامل تراب حضرموت من خلال جملة من الاجراءات يتم التواصل بصددها مع السلطة المركزية وممثلي دول التحالف في وادي حضرموت والسلطة المحلية على أن يعمل جميع الحضارم كلا في موقعه من أجل تنفيذ هذه الاجراءات وإعادة تموضع القوات المنقولة من خارج المحافظة إلى مناطق التماس داخل نقاط المواجهة مع الانقلابين.
وطالبت الهيئة بصورة عاجلة التحالف العربي والسلطة المركزية والمحلية بسرعة تقديم العدة والعتاد لقوات الأمن العام بالوادي , والاستفادة من ابناء حضرموت المتواجدين في إطار قوات المنطقة العسكرية الأولى وبالذات القوات التي تدربت حديثاً ولم يتم تجهيزها وترقيمها حتى الأن , والتأكيد على ضرورة تمكين حضرموت وابناءها من إدارة شؤونهم كافة بعيداً عن مختلف صنوف التبعية والتهميش , مجددة التأكيد على أن تكون حضرموت واحدة موحدة عسكرياً وامنياً وادارياً ورفض اي شكل من أشكال تقسيم حضرموت ساحلا وواديا بأي صورة من الصور وان تلتزم كافة السلطات في جميع المديريات بواحدية السلطة المحلية بالمحافظة.
وجددت الهيئة تمسك مؤتمر حضرموت الجامع بما ورد في بيان الاجتماع الاستثنائي للهيئة المنعقد بتاريخ 20/9/2017م ومن أبرزها تمكين حضرموت من ايرادات شحنات النفط بما لا يقل عن 50% ونقل مكتب شركة بترومسيلة إلى حضرموت وضرورة التزام الحكومة بتنفيذ تلك الالتزامات ، وتأمين الاحتياجات من المشتقات النفطية وتثبيت اسعارها بما لا يربك حياة وأعمال المواطنين ويثقل كاهلهم. وكذا إلزام شركة بترومسيلة بتزويد مؤسستي المياه والكهرباء بالمشتقات النفطية.
كما شدد الهيئة العليا للمؤتمر الجامع على حق ابناء حضرموت في اتخاذ اجراءات تصعيدية لانتزاع حقوقهم كاملة غير منقوصة ، بما في ذلك إيقاف ضخ النفط واللجوء إلى المواطنين للتظاهر، وتم تفويض رئاسة المؤتمر باتخاذ الإجراءات اللازمة , ودعوة حلف حضرموت وجميع القوى السياسية وكافة مواطني حضرموت لتلبية إجراءات التصعيد لمواجهة المستجدات والتحديات كافة.
وكانت الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الثالثة للهيئة العليا لمؤتمر حضرموت الجامع، بدأت، بحضور محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني، رئاسة نائب الأول لرئيس مؤتمر حضرموت الجامع الشيخ "محمد عوض البسيري"..
وألقى المحافظ البحسني كلمة بارك فيها انعقاد هذه الدورة التي تمثل حدثا مهما في حياة المؤتمر الجامع ونقلة على طريق تنفيذ مخرجاته..
وقال : "نحن نعيش انتصارات متتالية تحققت لحضرموت على المستويات الأمنية والاقتصادية والتموينية والتعليمية وتطبيع الحياة وفي مختلف الجوانب" ، مشيرا إلى أن ذلك تحقق "بفضل تكاتف الجميع ، وهو التكاتف الذي نحن اليوم في أمس الحاجة إليه أكثر من أي وقت مضى"، مؤكدا بأن حضرموت وضعت في الطريق الصحيح والمناسب لتحول نوعي وجوهري لها خلال الفترة القادمة وكان نقطة انطلاقته الإنتصار العظيم والتاريخي الذي تحقق لها في 24 إبريل 2015 وما تلاها من تثبيت للأمن والإستقرار .
وأضاف : " هناك مراحل عديدة مرت على حضرموت كانت فيها نجاحات أخرى اخفاقات ، لكن القاسم المشترك الذي يجمع عليه الحضارم أين ما اجتمعوا والتقوا هو أن حضرموت هضمت في فترة طويلة في حقوقها وممتلكاتها ودورها ومكانتها وموقعها" ، لافتا إلى أن هذا الوضع غير طبيعي لمكانة حضرموت ودورها وجغرافيتها وثرواتها وقوتها البشرية.
وأوضح اللواء البحسني بأن ما نعيشه اليوم من استقرار أمني في الساحل وما ستنعم به كل بقعة من أرض حضرموت يمثل انطلاقة لتحرك سريع نحو الملفات المهمة التي تمس حياة المواطنين فيما يتعلق بالاقتصاد والخدمات والتعليم وغيرها منوها إلى أن ذلك لم يأت إلا بدعم كبير وصادق وأخوي من قبل دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
ولفت محافظ حضرموت إلى أهمية انجاح تجربة المؤتمر الجامع الذي يجمع عقلاء وعلماء حضرموت ونخبها السياسية والقبلية والأكاديمية والشباب والمرأة كحالة استثنائية ومتميزة يجب الحفاظ عليها وبوصفها سلاح قوي لجمع الناس لتحقيق نجاحات أخرى.. معربا عن أمله في تطوير المؤتمر وأن يستقطب أكثر ويدعو الآخرين إلى الإنضمام إليه مبينا بأنه كل ما قدمنا في السياسات والسلوك والتصرف كلما أقنع الآخرون مجددا التأكيد بأن السلطة المحلية سوف ترعى كل عمل سليم يخدم حضرموت ويحقق تطلعات أبنائها.
وكان النائب الاول لرئيس مؤتمر حضرموت الجامع الشيخ محمد عوض البسيري قد ألقى كلمة رحب فيها بالأخ المحافظ ومشاركته افتتاح هذه الدورة المهمة للهيئة التي تنعقد في ظل ظروف استثنائية وتداعيات امنية خطيرة شهدتها مناطق وادي حضرموت وبعد معركة الفيصل التي خاضتها قوات النخبة الحضرمية بقوة واقتدار، مؤكدا حرص المؤتمر على تعزيز وتقوية علاقته المشتركة مع السلطة المحلية على أساس متين من التفاهم والثقة نحو كل ما يخدم حضرموت ومصالح ابناءها وانتزاع حقوقها وبسط سلطة ابناءها على كامل ترابها.
ووقفت الدورة أمام الأوضاع الأمنية في وادي حضرموت مستمعة من عضو الهيئة العليا مدير عام الأمن والشرطة في الوادي والصحراء العميد سعيد علي العامري إلى الواقع الأمني ومتطلباته وما ينبغي اتخاذه من تدابير لتعزيز الاستقرار ووقف تداعيات الانفلات الأمني ..
كما تطرقت مناقشات أعضاء الهيئة إلى الأحوال المعيشية وارتفاع غلاء الأسعار نتيجة لانخفاض العملة المحلية وخاصة ارتفاع اسعار البترول والديزل وأحيانا بدون مبرر لما لها من آثار سلبية على المواطنين والمجتمع بالإضافة إلى قضايا الصيادين وعدم التقيد بلائحة الاصطياد وقضايا التلوث وغيرها.