أكثر من 100 قتيل في دوما السورية منذ الجمعة: تضارب حول الكيماوي ودعوة أمريكية لروسيا
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 100 قتيل من المدنيين ومئات المصابين قضوا بقصف قوات النظام السوري، بينهم 56 على الأقل بقصف جوي مثكف في دوما بمنطقة الغوطة الشرقية خلال الـ24 ساعة الأخيرة، في ظل الأنباء عن وقوع هجوم كيمائي ، نفت روسيا وقوعه فيما طالبت الولايات المتحدة بمنعه.
وأوضح المرصد السوري في بيان اطلع نشوان نيوز على نسخة منه، أنه رصد "تصاعد أعداد الشهداء المدنيين في غوطة دمشق الشرقية، نتيجة مفارقة مزيد من المدنيين للحياة في مدينة دوما ، التي تعد آخر منطقة خارجة عن سيطرة قوات النظام في الغوطة الشرقية".
وأضاف أن العدد ارتفع إلى 56 على الأقل بينهم 19 طفلاً و10 مواطنات عدد الشهداء الذين قضوا في القصف الجوي المكثف على مدينة دوما، خلال الـ24 ساعة الأخيرة، ومن ضمن الشهداء 21 مدنياً بينهم 9 أطفال و3 مواطنات استشهدوا جراء اختناقهم نتيجة القصف الذي تسبب بتهدمات في أقبية المنازل نتيجة عنف القصف الذي توقف منذ نحو ساعة على منطقة دوما.
ووفقاً للمصدر فإن القصف جاء بالتزامن مع عمليات تفاوض تجري بين الجانب الروسي وبين ممثلين عن جيش الإسلام، للتوصل إلى حل نهائي واتفاق جديد وكامل حول الوضع في منطقة دوما، التي شهدت منذ صباح يوم الجمعة الـ6 من نيسان / أبريل الجاري، قصفاً جوياً بمئات الغارات والبراميل والقذائف والصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض – أرض.
وأضاف أنه "مع استشهاد مزيد من المدنيين فإنه يرتفع إلى 96 على الأقل بينهم 27 طفلاً و16 مواطنة عدد الشهداء الذين قضوا منذ يوم أمس الأول الجمعة، وعدد الشهداء قابل للازدياد لوجود مئات المصابين، بينهم العشرات ممن تعرضوا لإصابات بليغة وحرجة، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن بعض الشهداء والمصابين تعرضوا لاختناقات بسبب تهدم أقبية المنازل عليهم نتيجة القصف العنيف والمكثف على مدينة دوما، كما كانت المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد الإصابات اليوم تجاوز 500 إصابة، بينهم عشرات الأطفال وعشرات المواطنات".
يوم إجرامي
من جانبه، قال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن، إن "يوماً اجرامياً جديداً يفرضه النظام السوري"، وما وصفه ب"الاحتلال الروسي" على سكان دوما، وقال "حتى اللحظة هناك مفقودون داخل المباني والأقبية، وأحدى العائلات استشهدت في احد الأقبية الذي كانوا متحصنين به، وغارات جوية مكثقة وقصف بكافة أنواع الأسلحة أوقع هذا العدد الكبير من الخسائر البشرية، وروسيا هي التي تقود العملية العسكرية في الغوطة الشرقية وهي المسؤول الأول عن الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين في الغوطة الشرقية".
روسيا تنفي
من جانبها، وصفت موسكو المزاعم عن هجوم كيميائي جديد في غوطة دمشق الشرقية بأنها "استفزازات سبق أن حذرت موسكو منها"، مضيفة أنها "تهدف إلى حماية الراديكاليين وتبرير ضربات محتملة على سوريا من الخارج".
ووفقاً لقناة روسيا اليوم ، شددت الخارجية الروسية في بيان صحفي أصدرته اليوم على أن "الخوذ البيضاء" و"ما يسمى بمنظمات حقوقية تتخذ من بريطانيا والولايات المتحدة مقرا لها"، استندت تقارير عن هجوم كيميائي جديد إلى شهاداتها، سبق أن ضُبطت متلبسة في التواطؤ مع الإرهابيين.وحذر البيان من أن أي تدخل خارجي تحت ذرائع مفبركة ومزيفة في سوريا، حيث يتواجد العسكريون الروس هناك بطلب رسمي من الحكومة الشرعية، غير مقبول إطلاقا، وقد يؤدي إلى "عواقب وخيمة للغاية".
أمريكا تدعو روسيا
إلى ذلك، دعت الولايات المتحدة روسيا للمساعدة في منع وقوع هجمات كيميائية في سوريا، وجاء في بيان صدر عن الناطقة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت: "تدعو الولايات المتحدة روسيا لوقف دعمها الثابت هذا (للسلطات السورية) والعمل بالتعاون مع المجتمع الدولي لمنع مواصلة الهجمات الكيميائية الوحشية".
وتابعت "هذه الأنباء إذا تأكدت، فإنها تثير رعبا وتتطلب ردا سريعا في جانب المجتمع الدولي. يجب معاقبة نظام الأسد وكل من يدعمه، كما من الضروري منع وقوع هجمات جديدة. وروسيا التي تدعم النظام بثبات تتحمل في نهاية المطاف مسؤولية هذه الهجمات الوحشية".
هجوم وحشي
من جانبها، أعلنت قطر إدانة الهجوم "الوحشي"، بأشد العبارات، وقال وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن في تغريدة على صفحته بتويتر "هجوم وحشيّ مروّع على الأطفال و النساء في مدينة دوما ب #الغوطة_الشرقية في #سوريا ندينه ونشجبه بأشد العبارات، دماءُ الأبرياء تهدر بلا ثمنٍ ولا عقابٍ، و منظومات للأمن الجماعي بلا قيمة أمام ممارسات الأنظمة القمعية".
قلق سعودي
إلى ذلك، علقت السعودية رسمياً، حيث عبر مصدر مسؤول في الخارجية السعودية عن "قلقها البالغ وإدانتها الشديدة للهجوم الكيماوي المروع الذي تعرضت له مدينة دوما، بالغوطة الشرقية في سوريا، وراح ضحيته عشرات المدنيين من النساء والأطفال".
وأكد المصدر، وحسب وكالة الأنباء السعودية، "ضرورة إيقاف هذه المآسي، وانتهاج الحل السلمي القائم على مبادئ اعلان جنيف1 وقرار مجلس الأمن الدولي 2254. وشدد على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه حماية المدنيين في سوريا.