عربي ودولي

بومبيو في خطاب تصعيدي ضد إيران: العقوبات القادمة الأقوى وهذا ما سيكون

اعتبر وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن الاتفاق النووي الإيراني لا يضمن الأمن للعالم، متعهدا بأن العقوبات، التي ستفرضها الولايات المتحدة على إيران، ستكون الأقوى في التاريخ.

وقال بومبيو، في الكلمة العلنية الأولى التي ألقاها بعد توليه منصب وزير الخارجية، وجاءت اليوم الاثنين: "إن العقوبات على إيران سيتم تشديدها حال عدم تغيير النظام الإيراني النهج الذي اختاره في الماضي والذي لا يمكن التغاضي عنه، وهو فعل ذلك بغض النظر عن الاتفاق، الذي أبرمه مع عدد من الدول، وبالنتيجة سيواجه أشد عقوبات (من قبل الولايات المتحدة) شهدها التاريخ".

وتابع بومبيو: "إننا سنمارس ضغوطا مالية غير مسبوقة على النظام الإيراني، ولن يكون لقادة طهران أي شك في مستوى جديتنا"، وفقاً للتصريحات التي نقلتها قناة روسيا اليوم.

وأوضح وزير الخارجية الأمريكي أن الولايات المتحدة، بعد انسحابها من الاتفاق النووي، ستعيد تطبيق العقوبات القديمة على إيران كما ستفرض إجراءات تقييدية جديدة ضدها.

واعتبر بومبيو أن "إيران ستكون مضطرة إلى الاختيار بين القتال من أجل الحفاظ على اقتصادها داخل البلاد أو مواصلة إنفاق ثرواتها على العمليات القتالية في الخارج"، مضيفا أنه "لم تتوفر لديها موارد لكلا النهجين".

الاتفاق النووي كان سيئاً
وجدد بومبيو انتقادات الإدارة الأمريكية الحالية للصفقة حول برنامج إيران النووي، موضحا أن "الاتفاق لم يستطع ضمان حماية الشعب الأمريكي من الخطر، الذي تمثله الجمهورية الإسلامية النووية".

واعتبر وزير الخارجية الأمريكي أن "الاتفاق كان سيئا بالنسبة لكل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط والعالم برمته"، كما انتقد بنود هذه الصفقة التي تستمر فترة سريانها 10 سنوات فقط، مبينا: "بعد مرور هذا الوقت ستكون إيران حرة للقفز بسرعة إلى تصميم قنبلة نووية، الأمر الذي من شأنه أن يبدأ سباقا كارثيا محتملا للأسلحة في المنطقة".

كما صرح بومبيو بأن "الآلية المعنية بمراقبة تطبيق إيران لشروط الاتفاق لم تكن قوية لدرجة كافية"، مشددا على أن "الصفقة لم تؤثر بأي شكل من الأشكال على مواصلة العمل على برنامج تطوير الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية".

وأشار بومبيو إلى أن "خطة العمل المشتركة الشاملة لم تؤد إلا إلى تأجيل نشأة قدرات إيران على تطوير الأسلحة النووية".

بومبيو: سنردع أي عدوان إيراني

واعتبر وزير الخارجية الأمريكي أن "إيران زحفت بشدة في الشرق الأوسط خلال عمل خطة العمل المشتركة الشاملة"، وتعهد بأن "هذا الأمر لن يستمر... ولن يتم تعزيز قوة إيران بلا عواقب".

وأوضح بومبيو: "إنني سأعمل بصورة وثيقة مع وزارة الدفاع الأمريكية وحلفائنا في المنطقة لردع كل أشكال العدوان الإيراني، إننا سنضمن حرية الملاحة في مياه المنطقة، وسنعمل على منع كل الأنشطة السيبرانية المخربة من قبل طهران، إننا سنتعقب الوكلاء الإيرانيين وأعوانهم من حزب الله في جميع أنحاء العالم وسنسحقهم".

ووعد وزير الخارجية الأمريكي بأن "إيران لن تكون لديها أبدا يد طولى في الهيمنة على المنطقة".

كما أضاف متعهدا: "إننا سنضمن أيضا ألا يكون لدى إيران طريق مفتوح يمكنها من الحصول على الأسلحة النووية، ليس فقط الآن وإنما إلى الأبد".

بومبيو: على حلفائنا دعم نهجنا تجاه إيران
وطرح وزير الخارجية الأمريكي في كلمته قائمة من 12 مطلبا أمام إيران واشترط تلبيتها لتطبيع العلاقات مع طهران، كما حلفاء الولايات المتحدة إلى دعم نهجها إزاء القضية الإيرانية.

وقال بومبيو: "إننا نتوقع دعما لنا من حلفائنا في جميع أنحاء العالم، وخاصة من أصدقائنا الأوروبيين، لكن ليس منهم فقط".

ودعا الأوروبيين للوقوف إلى جانب الولايات المتحدة في ما يخص مطالبها لإيران، وذكر أن بلاده سترسل ممثلين عنها إلى دول العالم لشرح موقفها من القضية الإيرانية.

وتعهد بومبيو بأنه سيقوم "بعمل نشط على المستوى الدبلوماسي" لإقناع الحلفاء بالنهج الأمريكي تجاه إيران، واعتبر أن "التضحية بالنشاط الاقتصادي أمر طبيعي" لتحقيق الأهداف مثل تلك التي تم وضعها بخصوص إيران، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وافقت على هذا الأمر وعلى حلفائها الأوروبيين أن يفعلوا الشيء ذاته.

بومبيو: مستعدون لاتخاذ خطوات مع إيران

وأكد بومبيو مع ذلك أن الولايات المتحدة مستعدة للتعاون مع السلطات الإيرانية لحل القضايا العالقة، قائلا: "إننا منفتحون لاتخاذ خطوات جديدة ليس فقط مع حلفائنا وإنما مع إيران ذاتها، لكن فقط في حال عزمها إجراء تغييرات جدية في سياستها".

وتابع بومبيو مبينا: "كما أشار إليه منذ أسبوعين (الرئيس الأمريكي) دونالد ترامب، إنه مستعد للتوصل إلى صفقة جديدة بل يرغب في ذلك، لكن إبرام الاتفاق ليس الهدف الذي نسعى لتحقيقه، بل غرضنا يكمن في حماية الشعب الأمريكي".

وأضاف: "أي اتفاق جديد من الضروري أن يضمن أن إيران لن تمتلك أبدا أسلحة نووية وأنها ستتخلى عن تصرفاتها التخريبية".

وشدد وزير الخارجية الأمريكي في الوقت ذاته على أن الولايات المتحدة لن تتفاوض حول الصفقة النووية القديمة مع إيران.

وفي تطرقه إلى طبيعة الاتفاق الجديد المحتمل، أوضح بومبيو أن فريق ترامب يسعى، خلافا للإدارة السابقة برئاسة باراك أوباما، إلى إشراك الكونغرس في عملية إبرام الصفقة الجديدة".

وأضاف بومبيو في هذا السياق: "نريد أن تحظى جهودنا بدعم واسع من الشعب الأمريكي وأن تتجاوز فترة إدارة ترامب".

واعتبر أن "الطريق الأفضل لتحقيق التقدم يتمثل بوضع معاهدة" حول تسوية قضية برنامج إيران النووي.

بومبيو: مستعدون لرفع عقوباتنا ضد إيران

وأكد بومبيو أن الولايات المتحدة مستعدة لإلغاء عقوباتها المفروضة على إيران وتطبيع العلاقات الدبلوماسية معها حال موافقتها على التغيير الجذري لنهجها السياسي.

وقال بومبيو في هذا السياق: "إن الولايات المتحدة مستعدة، مقابل تغييرات كبيرة من قبل إيران، لاتخاذ إجراءات تخدم مصلحة الشعب الإيراني وتشمل مجالات عدة".

وتابع موضحا: "إننا جاهزون بالدرجة الأولى لإلغاء كافة عقوباتنا ضد النظام الإيراني، وفي هذه المرحلة سيسرنا إحياء العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إيران بشكل كامل، كما أننا على استعداد لضمان وصول طهران إلى التكنولوجيا الحديثة".

وأضاف بومبيو: "كما سنكون مستعدين لدعم تحديث الاقتصاد الإيراني وإعادة دمجه في النظام الاقتصادي العالمي".

لكنه أردف أن هذه الإجراءات ستتخذها الولايات المتحدة فقط بعد تلبية إيران للمطالب الأمريكية، مبينا: "إن تخفيف العقوبات لن يتم إلا بعد تسجيلنا تغييرات ملموسة وثابتة في سياسة إيران".

وفي ختام كلمته، حذر بومبيو كلا من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، أياة الله علي خامنئي، والرئيس الإيراني، حسن روحاني، من أن تصرفاتهما السياسية الحالية ستسفر عن "نتائج وخيمة" بالنسبة لإيران.

زر الذهاب إلى الأعلى