عربي ودولي

جون ماكين.. المواقف السياسية للمحارب والسيناتور الراحل ووصيته حول ترامب

جون ماكين.. المواقف السياسية من إيران وسوريا واليمن والسعودية وروسيا للمحارب والسيناتور الراحل الذي أوصىى ألا يشارك ترامب في جنازته.


توفي مؤخراً السيناتور الأميركي، المرشح الرئاسي السابق، ورجل الحرب جون ماكين عن 81 عاما، متأثراً بمرض السرطان الذي أصابه منذ عام وكان قد أوصى ألا يشارك الرئيس دونالد ترامب في جنازته.
وحسب تقارير صحفية، جاءت وفاة جون ماكين بعد أن أعلنت عائلته توقفه عن تعاطي العلاج من مرض السرطان قبل أيام، وهو ما ترك صدى واسعا في الأوساط السياسية الأميركية بمختلف أطيافها، وأبدى الكثيرون تعاطفهم مع السياسي البارز، الذي أمضى ثلاثة عقود ممثلا لولاية أريزونا، ويحظى بتقدير كبير.

فمن هو جون ماكين؟

وفقاً لتقرير قناة الحرة، ولد ماكين في التاسع والعشرين من آب/أغسطس عام 1936 في مركز عسكري أميركي في "منطقة قناة بنما" حيث كانت تتمركز الأسرة في ذلك الوقت. الأب والجد كلاهما كانا ضابطين في البحرية، وحصلا على رتبة "أدميرال".

عاش ماكين فترتي الطفولة والمراهقة متنقلا برفقة عائلته بين القواعد البحرية في الولايات المتحدة وخارجها.

التحق الشاب الذي يتحدر من عائلة عسكرية بالأكاديمية البحرية عام 1954، وتخرج منها بعد أربع سنوات، ثم خدم في سلاح البحرية حتى عام 1981.

وخلال خدمته، تطوع للعمل كطيار بحري مقاتل، وشارك في العمليات القتالية خلال حرب فيتنام. وفي تشرين الأول/أكتوبر 1967، أسقطت طائرته في أجواء هانوي، وتم أسره وقام خاطفوه بالاعتداء عليه، ما أدى إلى كسر ذراعيه وساقه وكتفه.

قضى ماكين خمس سنوات ونصف في سجون فيتنامية مختلفة، من بينها سجن "هانوي هيلتون" سيئ السمعة، حيث تعرض للتعذيب.

وبعد انتخابه في مجلس الشيوخ، زار فيتنام عدة مرات سعيا لإعادة رفات الجنود الأميركيين الذين قضوا في تلك الحرب. في مقابلة مع "صوت أميركا" أجريت معه عام 2016، قال ماكين إنه كان يسعى لإعادة العلاقات بين واشنطن وهانوي لطبيعتها و"تضميد الجراح".

في عام 1999، نشر كتابه Faith of My Fathers الذي تناول فيه تاريخ عائلته العسكري وتجربته مع الأسر.

لدى ماكين سبعة أبناء، أربعة من زوجته سيندي هينسلي، وثلاثة (اثنان بالتبني) من زوجته الأولى كارول شيب.

نال في 2017 "وسام الحرية" من مركز الدستور الوطني وسلمه له جو بايدن، نائب الرئيس السابق باراك أوباما، وحصل أيضا على العديد من الشهادات الشرفية من جامعات أميركية وأجنبية.

العمل السياسي والمرض

بعد تقاعده من الجيش، دخل ماكين مضمار العمل السياسي عام 1982 عندما انتخب في مجلس النواب عن ولاية أريزونا، وظل محتفظا بهذا المقعد لفترتين، ثم انتخب في مجلس الشيوخ عام 1986، وأعيد انتخابه بسهولة ثلاث مرات.

في عام 2000، حاول ماكين نيل ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة، وفي ذلك الحين، كان ينظر إلى أسلوبه المباشر باعتباره أمرا حيويا، لكنه خسر السباق في النهاية أمام جورج بوش الابن.

في 2008، ضمن تسمية الحزب في السباق الرئاسي في مواجهة المرشح الديموقراطي باراك أوباما، لكنه خسر أمامه أيضا.

ورغم خسارته مرتين، يعتبر ماكين واحدا من أبرز السياسيين في واشنطن، وهو يشغل منصب رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، وتقديرا لجهوده تم إطلاق اسمه على قانون ميزانية وزارة الدفاع.

قضى ماكين 35 عاما في الكونغرس ممثلا لأريزونا، شارك خلالها بقوة في نقاشات حول الحرب والسلام والتوجهات الأخلاقية للأمة، وكان معروفا عنه أسلوبه المباشر والصريح في الحديث عن القضايا المختلفة، ما أدخله في عدة معارك كلامية، كان نادرا ما ينسحب منها بسهولة.

ورغم أنه حاد الطباع، يتمتع ماكين بشعبية في أوساط الديمقراطيين نظرا لآرائه الليبرالية إزاء بعض القضايا رغم كونه محافظا، وهو أيضا منفتح على الرأي العام والصحافة.

عمل السيناتور أيضا على عدة قضايا أبرزها تشديد القوانين المتعلقة بالتبغ، وإصلاح نظام تمويل الحملات. أيد قرار حرب العراق عام 2003، وفي عام 2007 ساند قرار زيادة عدد القوات الأميركية هناك.

صوت المشرع الأميركي العام الماضي ضد استبدال قانون الرعاية الصحية المعروف باسم (أوباما كير)، ودخل في معارك مع الرئيس دونالد ترامب الذي كان يدعم الاستبدال.

حضر ماكين جلسة تصويت حاسمة للمشروع في تموز/يوليو 2017 بعد أقل من أسبوعين فقط على خضوعه لعملية جراحية لإزالة تجمع دموي فوق العين. وكان قد تبين بعد تلك العملية إصابته بسرطان الدماغ.

لم يحضر ماكين منذ عدة أشهر جلسات المجلس، إذ لازم منزله في أريزونا للراحة وتلقي العلاج، ويوم الجمعة، أعلنت أسرته أن لن يتعاطى العلاج بعد الآن.

لم تكن المرة الأولى التي يتم تشخيص إصابة السياسي الأميركي البارز بمرض السرطان، ففي عام 2000، اكتسف إصابته بسرطان الجلد، وخضع لعملية جراحية ناجحة لإزالة الأنسجة السرطانية.

المواقف السياسية

وفقاً لشبكة سي إن إن كان لماكين دور مهم في السياسة الأمريكية، إذ ناقش خلال مسيرته المهنية كسيناتور ورئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي العديد من الملفات الإقليمية والعالمية، وبرز أسمه على الساحة الدولية نظرا لمواقفه في العديد من الملفات وخصوصا على صعيد منطقة الشرق الأوسط وفيما يلي نستعرض لكم أبرزها:

الملف السعودي:
أكد ماكين على دور السعودية الرئيسي كحليفة "قريبة وقديمة" للولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنه انتقد أيضاً بعض القرارات السعودية، مثل: إعدام رجل الدين الشيعي السعودي، نمر النمر، في 2 يناير/ كانون ثاني 2016، كما رفض اقتراح حظر بيع أسلحة أمريكية، بقيمة 1.15 مليار دولار، للسعودية، في 2016.

الملف اليمني:
رفض ماكين وصف العملية التي قام بها الجيش الأمريكي ضد تنظيم القاعدة في اليمن، عام 2017، ب "العملية ناجحة"، قائلا: "لن أصف أي عملية تؤدي إلى فقدان حياة أمريكي بأنها ناجحة"، وذلك في إشارة إلى مقتل عنصر البحرية الأمريكية، وليام راينز أوين خلال العملية.

الملف القطري:
انتقد السيناتور الجمهوري، قطر، خلال ندوة لصحيفة "وول ستريت جورنال" وشبكة "CFO" في يونيو/ حزيران 2017، قائلاً إن النظام القطري "يفتقر إلى التناسق"، في حديثه عن الأزمة الخليجية. ولفت ماكين أيضاً إلى أن الأسلوب القطري "يجب أن يتغير" في المسائل المتعلقة "بدعمها للمنظمات السلفية التي تقترف جرائم تسلب حياة الأمريكيين".

الملف الإيراني:
انتقد السيناتور الجمهوري، جون ماكين، إيران واصفاً إياها ب “الراعية للإرهاب في العالم"، في تصريح على موقعه الرسمي، عام 2017، إذ قال إن "النظام الإيراني كان يفلت بجريمة القتل لسنوات، بينما تفتقر الولايات المتحدة للاستراتيجية الشاملة لمواجهة التهديد متعدد الأوجه الذي تشكله إيران".

وكان ماكين من معارضي الاتفاق النووي الإيراني، إذ أشار إلى أن "شروط الاتفاق المحددة ستصعب متابعة الاستراتيجية الشاملة"، كما أكد على استعداده للعمل على "التشريعات الإضافية اللازمة لزيادة العقوبات على إيران".

الملف السوري:
انتقد السيناتور الجمهوري تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تلميحه على نية سحب القوات الأمريكية من سوريا، مشيراً إلى أن هذا "شجع بشار الأسد وداعميه من روسيا وإيران على شن هجوم كيماوي آخر في سوريا".

ولفت ماكين إلى أن أمريكا "تنسحب وتسعى خلف ترتيبات جديدة من روسيا"، مضيفاً أن تلك الأحداث تعد "فصلاً مشيناً آخر في التاريخ الأمريكي، إلا أنه أمر متوقع".

الملف العراقي:
أوضح السيناتور الجمهوري أن بلاده "قدمت معدات وتدريب للحكومة العراقية لقتال داعش وحماية نفسها من المخاطر الخارجية وليس لقتال عناصر مهمة في الحكومات الإقليمية"، رداً على أنباء تقدم القوات الحكومية العراقية باتجاه مواقع تابعة للأكراد قرب كركوك، عام 2017.

الملف المصري:
برزت تصريحات السيناتور ووصفه لوصول الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي للسلطة ب"الانقلاب" مدينا عمليات اعتقال طالت معارضين سياسيين، واصفا إياها بالتصرفات "القمعية"، كما دعا لاحترام "روح الثورة" والطموحات الديموقراطية للمصريين.

الملف الروسي:
انتقد السيناتور الجمهوري، عام 2017، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً: إنه "عميل سابق في كي جي بي (الاستخبارات الروسية) وهو بلطجي ولم يتم انتخابه بصورة يصفها الكثيرون بأنها أسلوب نزيه،" وذلك في تصريح على إمكانية تعاون ترامب مع الرئيس الروسي.

زر الذهاب إلى الأعلى