بن دغر وجني في القاهرة
رغم شيء.. وكل شيء. تظل الشرعية السياسية اليمنية أساسا موضوعيا لنازع الحنين إلى الدولة وسيظل هذا شأننا معها رغم شيء وكل شيء..؟
ولئن كان ثمة اعتبار لمنطق عاقل ورأي راشد فليس إلا الاعتراف بأن الاعتداء على شرعية (المتاحات التوافقية) واقتحام العاصمة صنعاء والسطو على مقدرات الشعب ووضع الرئيس ومؤسسات نظام الحكم تحت وطئة الانقلاب الغاشم كان وما يزال أُس المعضلة وجوهر الاشكال وعلة الحرب فضلاً عن عوامل أخرى مساعدة كالتي تنشأ بفعل المكايدات الحزبية والاستبداد السياسي الناعم وصراعات الأخوين هابيل قابيل.
لكن أي شرعية يمكن التكهن بمستقبلنا معها ونحن لا نرى تباشير مطمئنة تلوح في الأفق ولا معالجات مسكنة تشدنا إليها على واقع الحياة باستثناء ما تجترحه جهود العزيز د.احمد عبيد بن دغر على صعيد إحياء الأمل بإمكانية النهوض من تحت الأطلال
يبدو الرجل وحيداً في محاولاته التي لا تضاهيها غير صرخة ضارعة ملتهبة كفوهة بركان – كفاية حرب – يطلقها على خشبة أحد المسارح المصرية الممثل القدير حزام في مسرحية جني في القاهرة
كل الممثلين على خشبة المسرح – الحكومي منه والتمثيلي – يشاركون في رسم لوحة الانهيار الكبير والمؤلم ووحدهما بن دغر فيما يبذله وبن حزام في صرخته يفعل الأول ويقول الثاني شيئاً مختلفاً مفاده إحياء الأمل وإطلاق روح التحدي.
تعرفت على بن دغر قبيل إعادة الوحدة وأجريت معه لقاءاً صحفياً لصحيفة "المجالس" وشهدت صدى معاركه التي يحار الانسان في طريقته معها وكيف يحدث كل هذا الدوي رغم هدوءه وطول باله بل كيف تخدمه الظروف فتضعه الأول في قائمة الانفصاليين الـ16 سيئة الذكر على حين تتكشف حقيقته بالتجربة والممارسة والفعل ليحتل المرتبة الأولى في سارية الوحدة اليمنية منافحاً عنها محارباً شرساً في ميادينها مدافعاً صلباً عن عدالتها ومستميتاً وحيداً في مواجهة فلول الكراهية كما شهدناه شاهراً سيف الصمود في معاشيق وقد طوقه الحصار وكاد يطبق عليه..
ليس كثيراً على بن دغر كلمة منصفة وإن جاءت متأخرة وليس كثيراً علينا أن نقل يابن دغر كلما قمت به لا يكفي..!!
لا تطلق وعداً وتغفله ولا توجيهاً وأنت لا تثق بإمكانية نفاذه.
ارجوك.. كن موضع اعتماد مواطنيك كما كنت محل تقديرهم ولا تتردد في اتخاذ القرارات الشجاعة في مواجهة الفساد المنتشر كالفطر في كيان الشرعية وكينونتها حاول عمل شيء يليق بك لإنقاذ العملة الوطنية أو بالأحرى انقاذ شعبك من بؤس الفاقة ونكد الحرب وويلات الدمار وضيق ذات اليد.
لم نعد ندري يا د.احمد لماذا تستخف الشرعية بعقولنا وتنال من مناصريها الصادقين الجادين وتوقر وتقدم وتكرم الانتهازيين والوصوليين.
أنت في الحقيقة آخر الرجال المحترمين فلا تخيب آمالنا فيك ولا أحسبك تفعل ما لا يليق بك
وللحديث بقية بين يدي بن دغر وجني القاهرة.