ما هو تأثير غياب إيسكو على العقم التهديفي للنادي الملكي؟
ما هو تأثير غياب إيسكو على العقم التهديفي لنادي ريال مدريد؟
نشر موقع فوربس الأمريكي تقريرا تحدث من خلاله عن المستوى السيء الذي يقدمه الخط الهجومي لنادي ريال مدريد الإسباني. ويعيش النادي الملكي أحد أسوأ فتراته على الإطلاق، ناهيك عن غياب لاعبين حاسمين مثل إيسكو ومارسيلو وغاريث بيل.
وقال الموقع، إن المدرب الإسباني جولين لوبيتيجي عمد إلى بناء أسلوب لعب جماعي يطمح من خلاله إلى تعويض رحيل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس. وصرح مدرب الريال الجديد قائلا: "إن تغيير طريقة لعب الفريق بعد رحيل رونالدو يعد تحديا مثيرا، لا أملك أدنى شك حيال قدرة اللاعبين الحاليين على الفوز والتتويج بالبطولات".
وفي المقابل، بين الموقع أن رحيل الدون خلف شرخا كبيرا في الهجوم الملكي، حيث اعتاد رونالدو التسجيل في جميع المباريات تقريبا، وهو ما مكنه من الحفاظ على معدل تهديفي يبلغ 1.03 هدف في المباراة. ونتيجة لذلك، ساهم رونالدو بتسجيل حوالي ثلث أهداف ريال مدريد خلال المواسم التسعة الماضية.
خلال المباريات الأولى للموسم الحالي، تمكن لاعبو لوبيتيجي من تحقيق نتائج جيدة، حيث فازوا بأربع مباريات من أصل خمس في بطولتي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا. وعلى غير المتوقع، كانت بداية ريال مدريد أفضل من المواسم السابقة، وذلك بعد تحقيق معدل تهديفي بلغ 2.8 هدف في هذه المباريات الأولى.
وأشار الموقع، بحسب موقع عربي 21، إلى أن آخر هدف سجله لاعبو ريال مدريد كان منذ حوالي أربع مباريات، وتحديدا منذ تسجيل ماركو أسينسيو لهدف الانتصار في الشوط الأول لمباراة الملوك والباسكيين في الدوري الإسباني. ويذهب الكثيرون للاعتقاد بأن رحيل كريستيانو رونالدو هو التفسير الوحيد والمنطقي لعقم الريال التهديفي، متناسين أن إلقاء اللوم على الدون لوحده لا يعد أمرا صائبا.
على الرغم من عجز لاعبي ريال مدريد عن إيجاد طريق الشباك منذ أكثر من ثلاث مباريات، إلا أنهم حافظوا على معدل صنع فرص تسجيل مرتفع، حيث بلغ 17 فرصة سانحة للتسجيل في المباراة الواحدة. وفي واقع الأمر، تراجع عدد تسديدات اللاعبين على المرمى في المباراة الواحدة، ليصبح في حدود 5 تسديدات فقط، في حين اعتاد اللاعبون استهداف مرمى الخصم بمعدل 6.25 تسديدات.
واستنتج الموقع أن نادي ريال مدريد يقدم أداء لا يليق باسمه، كما أن إحصائياته لهذا الموسم بعيدة كل البعد عن الأرقام التي حققها خلال الفترة ذاتها من الموسم الماضي. وبشكل عام، يعاني خط وسط النادي الملكي على مستوى بناء الهجمة والوصول إلى مرمى الخصم وتهديده بهجمات خطيرة، حيث قلت مساهمات صناع اللعب بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
وبعد التمعن في التشكيل الرئيسي الذي خاض به ريال مدريد مبارياته الأخيرة، سنجد أن غياب إيسكو مهم ومؤثر بقدر رحيل الهداف التاريخي للنادي، كريستيانو رونالدو، نحو الدوري الإيطالي. ويبدو أن عدم إشراك صانع الألعاب الإسباني بعد إصابته يعد سببا جوهريا في الأداء العقيم الذي يقدمه ريال مدريد، بالإضافة إلى عجزه عن الوصول إلى مرمى الخصم ودكه بالأهداف.
وأضاف الموقع أن آخر مباراة تمكن خلالها ريال مدريد من التسجيل كانت بحضور إيسكو. ومنذ استبدال الساحر الإسباني قبل 10 دقائق من نهاية مباراة أتلتيك بيلباو في الدوري الإسباني، ضل النادي الملكي طريق الشباك. وتجدر الإشارة إلى أن إيسكو يقضي فترة راحة في الوقت الحالي بعد خضوعه لعملية جراحية اقتضت إزالة زائدته الدودية، ليزيد ذلك من معاناة ريال مدريد الذي حرم من خدمات نجمه الشاب.
من المؤكد أن أداء لاعبي ريال مدريد تأثر كثيرا بمجرد غياب إيسكو عن التشكيلة الأساسية، ولا يمكن القول إن العقم الهجومي غير المعهود الذي يشهده رجال لوبيتيجي من قبيل الصدفة. ويبدو أنه لا يمكن إنكار اقتران شح الأهداف وتردي جودة الهجمات التي يقوم بها اللاعبون بغياب إيسكو، الذي يعتبر أحد أفضل صانعي اللعب في العالم في الوقت الحالي.
ونوه الموقع بأن إيسكو تغيب عن أربع مباريات كاملة في الدوري الإسباني هذا الموسم، لتشهد هذه المباريات هبوط جودة الهجمات التي يبنيها لاعبو الريال بنسبة 40 بالمائة، ناهيك عن تراجع عدد التسديدات على المرمى. وعموما، لا يمكن نكران تأثير غياب إيسكو والقول إن الأمر برمته محض صدفة.
وفي الختام، من المرجح أن الكثير من المتابعين يلقون باللوم على إدارة ريال مدريد نظير تفريطها في الهداف التاريخي للنادي وأحد أبرز اللاعبين على مر التاريخ، كريستيانو رونالدو، لكن اتضح جليا أن تأثير غياب مساهمات إيسكو الهجومية لا يقل أهمية عن أهداف الدون.