أخبار

مخلّفات الحرب في اليمن تقتل ثلاثة أطفال يوميّاً

أفادت منظمة رعاية الأطفال السويدية، بأن ما لا يقل عن ثلاثة أطفال يلقون مصرعهم كل يوم في اليمن، كنتيجة مباشرة لاستخدام أشكال مختلفة من مخلّفات الحرب في القرى والبلدات والمدن.
وفي بيان صدر عن المنظمة باللغة الإنجليزية تحت عنوان "لا يوجد مكان آمن للأطفال في اليمن"، أشارت المنظمة إلى تعرّض أطفال اليمن يومياً لمخاطر من الضربات الجوية المكثفة والقصف المدفعي والهجمات الصاروخية.
وتمنع أغلب العائلات التي عادت لتسكن في المناطق المحررة من سيطرة مليشيات الحوثي وصالح، أطفالها من الخروج واللعب في الساحات الواسعة، والتي يُعتقد أن فيها ألغاما وأجساما لم تنفجر خلّفتها الحرب.
وفي هذا السياق، أكد المواطن عبد الله عبد الفتاح (53 عاما)، أن أهالي المنطقة التي يسكنها والمحاذية للطريق بين "الدمغة" و"ثعبات"، جنوب شرق مدينة تعز (وسط)، أكدوا أن جماعة الحوثي عملت على زراعة مئات الألغام الأرضية، وهذا ما يجبره على إبقاء أفراد أسرته في مكان نزوحه وعدم إعادتهم إلى قريته حتى يتم تطهيرها من الألغام.

وناشد عبد الفتاح جماعة الحوثي عدم زراعة الألغام في المناطق التي يسيطرون عليها، لأنها تتسبب في مقتل المدنيين الأبرياء في نهاية المطاف، بحسب قوله.
وقالت منظمة رعاية الأطفال إنه منذ تصعيد العنف في شهر مارس/ آذار الماضي، "قُتل أو جرح أكثر من 1500 طفل، علماً أن العديد منهم قُتل نتيجة أسلحة متفجرة كالصواريخ والقنابل الكبيرة التي تسقطها الطائرات والقذائف المدفعية والصاروخية، وقذائف الهاون، والعبوات الناسفة يدوية الصنع".

وأكدت المنظمة أن اليمن يعاني حاليا من أعلى نسبة من الخسائر البشرية في العالم، بعد سورية، نتيجة الأسلحة المتفجرة، وبيّنت أن الأسلحة المتفجرة في مناطق مأهولة كالمدن والبلدات والقرى، تعرِّض المدنيين إلى أخطار كبيرة ومتوقعة، جراء انتشار واستمرار أثرها المدمّر في منطقة واسعة.

كما لفتت إلى أن لهذه الأسلحة "نسبة فشل"، ما يعني أنها قد لا تنفجر وتبقى كذلك حتى يلتقطها الأطفال أو يدوسون عليها، لتكون النتيجة فقد الأطراف أو الموت، بحسب التقرير.
إلى ذلك، قال مدير المنظمة في اليمن، إدوارد سنتياغو، إنه "ومن المفارقات المحزنة أن المرافق الصحيّة اللازمة لمعالجة الأطفال الجرحى، تعرضت في الغالب للأضرار أو دُمّرت بالأسلحة المتفجرة ذاتها".
كما أشار إلى أن الحصار المفروض على الاستيراد، إلى جانب انعدام الأمن والقيود على حركة العمليات الإنسانية، تؤدي كلها إلى نقص في الإمدادات الطبية والوقود اللازم لأداء العمل بالشكل المناسب.
وأضاف"إن تردّد المجتمع الدولي في الإدانة العلنية للكلفة الباهظة للصراع في اليمن إنما يعطي الانطباع بأن العلاقات الدبلوماسية ومبيعات الأسلحة تفوق في أهميتها أهمية حياة أطفال اليمن"، مؤكدا أن على العالم ألا يقف متفرجا في الوقت الذي يُقصف فيه الأطفال، بل عليه أن يطالب بحماية أرواح المدنيين والمنشآت المدنية كالمستشفيات".
ودعت المنظمة في تقريرها إلى وقف فوري لإطلاق النار في اليمن، مشددة على ضرورة امتناع أطراف الصراع في اليمن عن استخدام الأسلحة المتفجرة التي تنتشر آثارها على مساحة واسعة من المناطق المأهولة بالسكان.
يذكر أن منظمة رعاية الأطفال تعمل بالشراكة مع المركز اليمني لمكافحة الألغام (YEMAC)، في مجال نزع الألغام جنوب اليمن، إضافة إلى تحذير الأطفال وعائلاتهم وتعريفهم بأشكال الذخائر غير المنفجرة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى