المسرحي عادل العامري في حوار: الثقافة بنت الدولة تحتاج لرعايتها
الفنان المسرحي اليمني عادل العامري يؤكد في حوار مع نشوان نيوز أن الثقافة بنت الدولة تحتاج لرعايتها وأن المسرحي في اليمن يحاول تجاوز ما تمر به البلاد
يرى الفنان المسرحي عادل العامري أن المسرح في اليمن حاليا يعاني مما تعانيه الثقافة بشكل عام، في ظل الحرب التي أعاقت جوانب الحياة في البلاد، غير أنها لا توقف المحاولات المستمرة لدى المسرحيين اليمنيين بتجاوز هذه التحديات.
وفي حواره مع نشوان نيوز، يشدد العامري الذي عمل سابقاً، مديراً لإدارة النشاط المسرحي لدى وزارة الثقافة المؤسسة العامه للمسرح والسينما، على أن الثقافة بنت الدولة، وتحتاج إلى رعايتها، لتؤدي رسالتها، وإلى نص الحوار:
حاورته: نورا الظفيري
هل يمكن أن تخبرنا عن واقع المسرح في اليمن الوقت الحالي؟
المسرح في اليمن حاليتً يعاني مما تعانيه الثقافة بشكل عام في ظل هذه الحرب اللعينة التي اعاقت كل سبل التنمية والحياة، ومع ذلك هناك محاولات مستمرة لدى المسرحيين اليمنيين لتجاوز الحالة وتقديم مسرح وبإمكانات بسيطة، لأن المسرح يفترض ان يقول كلمته فيما يجري ويحدد موقفاً صارماً من الحرب والصراع السياسي من اجل السلطة الذي اوصلنا لهذه الحالة من البؤس والشقاء والحرمان من كل شيء حتى التنفس بوسائل الإبداع المختلفة ومنها المسرح.
ما هي رؤيتك لما يحتاجه المسرح في اليمن للنهوض بفن المسرح والعمل على تقدمه وازدهاره؟
المسرح في اليمن يحتاج أولاً لتفعيل دور الموسسة العامة للمسرح والسينما ومنع الازدواج بينها وبين وزارة الثقافة وياليت تطوّر الموسسة، لتصبح موسسة للإنتاج الدرامي بشكل عام، وتشرف على الانتاج الدرامي الذي تنتجه القنوات الخاصة، ويصبح انتاجاً موجهاً يخدم الثوابت الوطنية للدولة بعيداً عن أهواء الأحزاب وأصحاب تلك القنوات من رجال المال والاعمال، وليكون الانتاج الفني الدرامي ذا رسالة وأن ترصد له موازنة معقولة للانتاج الدرامي ومنه الانتاج المسرحي.
هل المسرح اليمني عاجز عن مواكبة الوسائل الحديثة.. ولماذا من وجهة نظرك؟
المسرح ليس عاجزاً عن مواكبة الوسائل الحديثة، بل يفترض أن يستغلها ويطوعها لصالحه، طالما اثبت نفسه وكان عنصراً فاعلاً في الثقافة اليمنية ووجد الرعاية والدعم السخي من الدولة.
ماذا عن واقع الكتابة المسرحية في اليمن من وجهة نظرك؟
هناك كتاب مسرحيون وهناك نصوص يمنية جيدة وصالحة للعرض، كما ان اليمن حبلى بالكتاب المتميزين ومتى ما وجدت حركة مسرحية بالتأكيد، سيوجد النص الجيد والمخرج المتالق والممثلون المبدعون لأن المسالة تكاملية بين جميع عناصر الفن المسرحي المختلفة، بدءاً بالنص فالإخراج والتمثيل إلى آخر الملحقات الفنية المسرحية كالديكور والاضاءة والملابس والاكسسوارات والموسيقى التصويرية الخ.
لماذا ﻻ توجد عروض مستمرة للمسرح اليمني؟
غياب العروض المسرحية بشكل مستمر، هو كما أسلفت لك لغياب الدعم، فإنتاج عمل مسرحي جيد يحتاج لصرف أموال طائلة ليكون جاهزاً للعرض، وهذا اهم ما يعانيه المسرح اليمني، وان وجد دعم يكون مناسباتياً ولا يفي بالمطلوب بكل تأكيد، ونأمل ان تؤخذ هذه النقطة بعين الاعتبار لدى القائمين على الثقافة اليمنية لخلق مسرح يمني فاعل ومستمر.
ماذا يعني لك المسرح وأين تكمن مشكلة غياب دور المسرح في اليمن؟
المسرح لي ولكل مسرحي هو حياة ثانية، من خلاله نجد أنفسنا ونشعر اننا نقدم رسالتنا على اكمل وجه،
وقدم لي المسرح الكثير، أهمها راتبي الشهري الذي اعيش به رغم قلته، وحب الناس رغم ندرة اعمالي ومشاركاتي وكان آخرها في المهرجان الوطني للمسرح_ عدن 2018، ضمن عرض مسرحية هاملت يستيقظ متأخرا، وهي تاليف ممدوح عدوان وإخراج عدنان ناشر وبمشاركة كوكبة من نجوم فرقة المسرح الوطني بالحديدة وآخرين من نجوم المسرح بعدن.
كيف ترى دور منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص في دعم المسرح؟
منظمات المجتمع المدني ليس مشروطاً أن تدعم المسرح وإن اسهمت هي والقطاع الخاص بذلك، فهن يستخدمن المسرح لخدمة قضاياهن، ولكن المسرح ابن الثقافة والثقافة بنت الدولة ولا يمكن أن يزدهر إلا بدعمها ودعمها البادخ أيضاً.
كيف ترى دور الإعلام في ابراز المسرح؟
الإعلام مقصر في شتى برامج الثقافه الادب والفن ويفترض ان يكون لكل القنوات والصحف وحتى المواقع مساحه للإبداع الثقافي الأدبي والفني، ليخلق المتعة والفائدة لجمهوره وكسر الرتابة الجمود وتثقيف الجماهير واطلاعها على كل جديد في مجال الثقافة، على المستوى المحلي والعربي والعالمي أيضاً، وهناك بعض المحاولات ولكنها ليست بالمستوى المطلوب والمرجو من الإعلام العام والخاص بمختلف وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة.
ما هي الرسالة التي توجهها للمعنيين من أجل المسرح؟
رسالتي للقائمين على الثقافة اليمنية، الاهتمام بالثقافة والإنتاج الثقافي الأدبي والفني، بمختلف فروعهما، بما في ذلك المسرح، فلو كانت لنا ثفافة فاعلة وملتزمة لما وصلنا لما نحن فيه الآن، من جهل وتخلف وإثارة للنزعات المذهبية والمناطقية والحزبية التي استثمرها اعداؤنا لتدميرنا وتدمير وطننا واستثمار ثرواتنا واستغلال أراضينا وتحويلنا إلى أشباح نتقاتل فيما بيننا لتعيش على فتات ما يقدموه لنا للأسف الشديد.
ما هي توقعاتك لمستقبل المسرح في اليمن؟
الامل يحدونا دوماً أن القادم سيكون افضل، فلولا الأمل لمتنا من اليأس قبل موتنا من الجوع ورصاص أعداءنا، وأتمنى ان يكون الغد جميلاً بلا حرب ولا صراعات، ونعيش أحلامنا ويعيشها من هم بعدنا في ظل يمنجمهوري ديمقراطي موحد وزاهر، مع خالص تحياتي لك وللجميع.
الفنان المسرحي عادل العامري
درس اخراج اذاعي وتلفزيوني في كلية الفنون الجميلة -جامعة الحديدة
عمل مديراً لإدارة النشاط المسرحي سابقا لدى وزارة الثقافة المؤسسة العامه للمسرح والسينما.
لدية أعمال كثيرة تمتد من عام 1984وآخر اعماله مسرحية هاملت يستيقظ متأخرا في 2018.