معلمات في صنعاء يسألن عن الراتب والسلة الغذائية و50 دولاراً: الفصل إذا اضربنا
معلمات في صنعاء يسألن عن الراتب والسلة الغذائية و50 دولاراً: الفصل إذا اضربنا عن التدريس.
أصبح معتاداً أن يصحو اليمنيون على الأنباء التي تتحدث عن حالة البؤس التي يمر بها المعلمون، وأصبح المعلم والمعلمة في اليمن عرضة للإجحاف والإهمال والجحود والتجاهل، حتى صار يطالب بالمساعدات الممنوحة من المنظمات - السلة الغذائية، بالإضافة إلى الـ50 دولاراً التي أعلنت عنها اليونيسف ولم تصرف حتى اليوم، بعد أن عانى غياب الراتب.
ودفع الوضع المأساوي مئات المعلمين إلى مغادرة فصول المدرسة والسعي وراء لقمة عيش كريمة تقي المعلم وأسرته ظروف الحياة الصعبة، والبعض الاخر اصيب بأمراض نفسية وجسدية.
وتقول ه. أ وهي معلمة طلبت من نشوان نيوز عدم الإفصاح عن هويتها إن "المعلم حامل رسالة الانبياء ولم نستطع اكمال رسالتنا لما نعانيه من ضيق العيش بسبب انقطاع الراتب فالمعلم لم يعد قادرا على العطاء".
وتضيف "سنوات ونحن نعطي بلا مقابل وابسط مقابل هو الراتب الكثير من المعلمين اتجهوا إلى اعمال لا تليق بهم لكي يوفروا ايجار البيت وشراء قطرة ماء".
وتشير إلى أن المعلم في حالة صراع بين التواجد بين طلابه في المدرسة وبين البحث عن لقمة العيش.
وتتابع بالتعبير عن الأسف من أن بعض الزملاء "دخلوا في حاله اكتئاب بسبب انقطاع الراتب لسنوات"، وتذكر أن إحدى المدرسات من زميلاتها قام صاحب البيت (المؤجر)، بإخراجها، من البيت إلى الشارع وأخذ اثاث منزلها مقابل الايجار".
وترى المعلمة أن ما يعيشه المعلمون "ظلم لا بعده ظلم الكثير من المدرسات منازلهن بعيدة لم تجد ايجار الباص إلى المدرسة وتقوم المنطقة التعليمية برفعها غياب عقابا لها"، وتضيف أنه "لم يعد بوسعنا الا الاضراب داخل مدرسنا لعلنا نجد حلا وفعلا هم وجدوا الحل إحضار بدلا للمدرسين مكافأة لصبرنا".
الإضراب يعرض للفصل
وتتفق مع (ه، أ)، معلمة أخرى (ب أ ش)، وهي مدرسة في إحدى مدارس العاصمة صنعاء، في الحال الذي آل إليه المعلم، وتقول "قمنا بالأضراب لكن لم يحركوا ساكناً الا انهم ازدادوا عتوا ونفورا حيث قاموا بأخذ الدرجات الوظيفية للمدرسين الاساسيين وإعطائها لمدرسات بدائل".
وتضيف أن "الراتب هو المصدر الوحيد لرزقنا الذي عملنا سنين في التعليم و أخذ من زهرة شبابنا واليوم نجد انفسنا بلا راتب، وهو ما يعني أن نموت وليس المعلم فقط بل الشعب باستثناء اولئك الذين يسرقوننا وينهبوا خيرات بلادنا ويعيشون في الفلل العالية والسيارات الفارهة ويأكلون والشعب يموت جوعا".
وتقول إن "الراتب هو المصدر الوحيد بالغالب للمعلم ونتجرع الذل والمهانة"، وتتابع "تخيلوا بس المدرس أو المدرسة من الذين قضوا نصف اعمارهم في التدريس ومنهم من هد المرض جسده طوال هذه السنوات التي درس فيها، هذا فضلا عن ان المنظمات تقوم بصرف ما يسمى (السلة الغذائية)، ولم نجدها.
وتواصل "قاموا بتسجيل اسماء المدرسين من كافة المدارس وأخذ بياناتهم وتسليمها للمنظمة ولم ير المدرس لا سلة غذائية ولا شيئاً، ماذا يقول الحوثيون للمدرس؟ يقولون انه يجب علية التدريس والا فهو مع العدوان، أنزلوا بدائل للتدريس في حالة الاضراب من غير المؤهلات للتدريس (خريجات ثانوية) يقمن بالتدريس في المدارس والان يحاولون تثبيتهن".
أين 50 دولاراً؟
وفي الشهور الأخيرة من العام الماضي، تحدثت أنباء عن أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ستبدأ شهرياً بصرف 50 دولاراً لكل معلم، لكن المعلمة (ب أ ش)، تقول "لم ير المدرس منها شيئاً لماذا"؟ وتتحدث عن أن سلطة الحوثيين منعت "صرفها للمدرسين بحجة انها لجميع المدرسين بما فيهم من قاموا بتثبيتهم في التدريس والمناطق التعليمية ومكتب التربية وأخيرا وزارة التربية بما فيها الوزير".
وتتساءل "لماذا؟ وبأي وجه حق؟ من يأخذها المدرس المسكين الذي لا يجد ما يأكل أولاده ويعطي المؤجر، ولا يجد من يصرف على عائلته بعد أخذ راتبه أم يأخذها الوزير و النائب والوكيل؟ المهم منعوا صرف 50 دولار واصبحت في خبر كان.
وتختم المتحدثة "الآن المدرس أو المدرسة اصبح في حالة يرثى لها نفسيا وماديا واقتصاديا، اين حقوقه؟ هناك من المدرسين والمدرسات من تعرضوا لجلطات وأصيبوا بأمراض وفارقوا الحياة ومن مدارس مختلفة".