تهامة... جسد بلا رأس
أحمد القرشي يكتب عن تهامة والتي وصفها بال جسد بلا رأس
هي اليوم بحاجة إلى قيادة قوية؛ شجاعة؛ طموحة؛ تتعامل مع جميع التهاميين كمواطنين يمنيين وفق مبدأ الكفاءة والقدرة بعيدا عن الفرز والتصنيف المعيق اكثر من اي وقت مضى.
حتى الآن تجربتنا فقيرة؛ محزنة في هذا الجانب فلا زال هذا المضمار بحاجة لمن يثبت قدرة وكفاءة حقيقية تتجاوز الوهم والخوف والتردد.
لن ينجح المسؤول أو السياسي أو حتى العسكري مالم يتغلب على مخاوفه واطماعه الشخصية ويهزم استبطان الماضي في داخله وينظر إلى المستقبل بطموح كأفق السماء لا تتحكم به عصبويات قروية أو تكتلات حواري ومناطق جغرافية.
تهامة بحاجة إلى قيادة تحيط نفسها بالكفاءات وهو ما لم يتخلق حتى الآن بالشكل الذي يجعلنا نبشر به.
فحتى الآن لم يدرك كل من سنحت لهم الظروف بالتصدر بان أي صاحب مشروع وطني انساني يجب أن تتوفر فيه تلك الصفات أو الكثير منها كشرط للعبور؛ عندها سيجد الناس معه وحوله بشكل يتجاوز طموح القائد وحلم الفنان إلى حضور نافذ تمجده الارض والسماء.
ربما لا يدرك الكثير ممن سنحت لهم الفرصة خلال هذه المرحلة أنهم بحاجة ماسة للجميع. وأنهم عاجزون عن تحقيق شيء بنفوس وعقليات ضيقة؛ مقيدة بأغلال؛ وانهم سيكونون اكثر عجزا عن تحقيق شيء وفق المواضعات الهزيلة التي برزت حتى الآن على اداءهم فأفقدتهم رصيدا كانوا أحوج اليه اليوم وغدا.
من السهل أن يدعي كل واحد منا ما يريد لكن الصعب والمستحيل أن يتحول الادعاء إلى رافعة تحقق للمدعي ما يطمح إليه كون الرافعة متوهمة لا أساس لها في الواقع.
قد لا يدرك قيادات الطفرة من رجال تهامة الذين ألقت بهم توازنات إقليمية وداخلية لا علاقة لها بقوتهم وكفاءتهم واستحقاقهم الفعلي لما هم فيه بأنهم يواجهون خطرا مميتا بمجرد زوال الأسباب التي اوصلتهم إلى ما هم فيه؛ وهذا في تقديري سبب الانكفاء والتقوقع الذي نلحظه بجلاء في أداء بعض متصدري المشهد التهامي حاليا. فرغم محاولة هؤلاء البعض ادعاء احتواء كل التهاميين الا ان التجربة العملية تأتي كاشفة لحقيقة كونه قروي تابع؛ يحتاج لجهود مضاعفة كي يكون رأسا حقيقيا وهذه الكينونة تبدا من إيمانه بذاته هو قبل أي أحد ثم تنعكس على ممارساته واداءه في الشأن العام.