رئيسية

إنفلونزا الخنازير في اليمن: مئات الوفيات والإصابات بالمرحلة الثانية

إنفلونزا الخنازير في اليمن: مئات الوفيات والإصابات بالمرحلة الثانية من الانتشار


شهد اليمن في الشهور الأخيرة انتشاراً مفزعاً لمرض فيروس انفلونزا الخنازير حصد الوباء خلالها العشرات من الوفيات ومئات الإصابات تصدرت فيها العاصمة صنعاء ويكشف مختصون عن الأسباب بالمرحلة الثانية من الانتشار.

فارق إبراهيم عبدالوهاب القاضي البالغ من العمر 37 عاما، الحياة في الـ24 من يناير 2019، إثر إصابته بمرض فيروس أنفلونزا الخنازير H1N1، والذي انتشر بشكل مفزع في اليمن في الشهور الأخيرة.
ووفقاً لأحد أقارب إبراهيم (ابن عمه) فإن ابراهيم لم يكن يعرف انه مصاب بالفيروس، حيث ظل مصاباً بالمرض لمدة شهر ونصف (45 يوماً) في المنزل وكانت الاعراض الذي فيه عبارة عن حمى شديدة وقشعريرة شديدة حتى أنه لا يكتفي بثلاث بطانيات لتدفئته من شدة القشعريرة والبرد الذي كان يشعر بها.
عقب ذلك، أحضر أقارب القاضي طبيباً إلى المنزل ولكن الطبيب لم يعرف بانه مصاب بالفيروس وقام بعمل الاسعافات الأولية ولكن دون فائدة وعندها تم نقله إلى المستشفى، وتم إجراء الفحوص الطيبة وظهر انه مصاب بالفيروس.
ولكن بعد أن حدثت له مضاعفات أثرت على الكبد والكلى ولم يجلس في المستشفى سوى 3 أيام وتوفي، حيث تم اسعافه إلى المستشفى في 20/1/2019 _ وتوفي في 24/1/2019.
ووفقاً للتقارير التي راجعها نشوان نيوز سجلت وزارة الصحة في 556 إصابة بأنفلونزا الخنازير (H1N1) بالإضافة إلى 115 حالة وفاة في عمموم البلاد فضلا عن الحالات الغير مسجلة ممن يصابون ويتوفون دون الذهاب إلى المستشفيات أو المراكز الصحية ومن خلال الاطلاع على السجلات الخاصة بعدد الحالات والوفيات تبين أن معظم الحالات كانت من امانه العاصمة صنعاء.

وتحدث نشوان نيوز إلى الدكتور / يحيى على القعود، مدير المركز الصحي الرئيسي ومنسق الترصد الوبائي لمديرية صنعاء القديمة، والذي أفاد أن مرض إنفلونزا الخنازير ( H1N1) هو مرض فيروسي ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق الرذاذ المتطاير من الفم والانف عن طريق العطس أو الملامسة الادوات الشخصية أو عن طريق الاكل المشترك.
سمي بمرض انفلونزا الخنازير( H1N1) نظرا لأول ظهور له في المكسيك عن طريق أصابه الخنازير بهذا المرض مع بعضها البعض ثم تطور المرض وتنتقل إلى الانسان عن طريق مربين الخنازير في الحضائر والمزارع الخاصة لتربية هذه الفئه من الحيوانات.
ويوضح القعود أن دخول فيروس أنفلونزا الخنازير إلى اليمن كانت بداية موجه الفيروس في عام 2009 حدثت عدد من الاصابات نتج عنه عدد من الوفيات نتيجة لعدم وجود أدوية خاصه بهذا المرض كون المرض فيروسي وغالبا الفيروسات ليس لها أدوية(علاجات )عدى معالجة الاعراض المصاحبة للمرض.
وكون المرض انفلونزا الخنازير يشبه الانفلونزا العادية فهو يعتبر مرضاً موسمياً، ولكن أعراضه أشد من أعراض الانفلونزا العادية الموسمية، وقد تم السيطرة على المرض في تلك المرحلة وهي تعتبر المرحلة الاولى للمرض في اليمن.

ويواصل القعود أن الموجه الثانية لفيروس انفلونزا الخنازير (H1N1) عادت منذ ما يقارب الثلاثة الاشهر منذ بداية دخول فصل الشتاء بتاريخ الرابع من ديسمبر 2018، وهي المرحلة التي سجلت خلالها أكثر من 100 وفاة ومئات الإصابات بمحافظات مختلفة تصدرتها صنعاء.

الأعراض والأسباب
بالنسبة لأعراض مرض انفلونزا الخنازير يقول الدكتور يحيى القعود إنها نفس اعراض الانفلونزا العادية مع الاختلاف في ان مرض انفلونزا الخنازير(H1N1) تسمى العين الدامعة وصعوبة شديدة في التنفس، وتدمير الرئة، و قصور شديد في عمل القلب وهذا من الاسباب الرئيسية لحالة الوفاة.

ويضيف أنه في حالة الوباء كل الحالات بالنسبة لنا هي حالات اشتباه نقوم بعمل فحص وهو عبارة عن مسحه من الانف والحلق لعمل الفحص المزرعي ويتم معالجه جميع الحالات التي تصل على انها حالات أنفلونزا الخنازير (H1N1) وننتظر نتيجة الفحص لأثبات أو النفي بخصوص نوع الانفلونزا.
سبب الانتشار هو الانتقال بين الناس من خلال السفر أو عن طريق شخص حامل للفيروس ولكن لم تبرز الاعراض فيه بسبب ان مناعته قوية وينقلها للآخرين.
ويشار إلى الفيروس موجود في كثير من الدول العربية منها مصر والاردن والسعودية وقد ينتقل الفيروس من خلال المسافرين لهذه الدول غير أنه ليس هناك انتشار للوباء وذلك لانهم يقومون بمعالجة الحالات بسرعة.

اما في اليمن هناك عدة عوامل، حسب القعود، ساعدت في الانتشار، منها قلة الامكانيات الموجودة أو عدم وجودها بسبب الحصار الذي تعاني منه البلاد، أو تدمير الاماكن، و قلة الوعي بين المواطنين بالمرض الذي يؤدي إلى تأخر اسعاف الحالات أو عدم ذهبها إلى المستشفيات، كذلك بعض المستشفيات لا تقبل استقبال الحالات خوفا منها من انتشار الوباء فيها كل هذه العوامل ساعدت في الانتشار.

احتواء المرض
الإجراءات التي يتم اتخذها لاحتواء المرض في البلاد عن طريق التوعية بالمرض وطرق الانتقال والوقاية من المرض و سرعة معالجة الحالات المشتبه في المستشفيات الحكومية والخاصة والمراكز الصحية.
ويضيف المسؤول الصحي في صنعاء القعود أنه وبحسب توجيهات وزير الصحة الاخيرة باستقبال الحالات الحرجة ومعالجتها بغض النظر عن عدم وفرة المبالغ المالية لغرض التقليل من حالة الوفيات، وقد تم عمل تعميم لنزول أماكن الحجز (السجون) لأكثر من 24 ساعه نظرا لازدحام أماكن الحجز (السجون) والتأكد من عدم وجود الوباء.
ويتابع أنه تم النزول من قبل فرق الاستجابة السريعة في المديريات لتأكد من عدم انتشار هذا المرض، وفعلا تم التأكد ورفع التقارير بعدم وجود انتشار للوباء في اوساط المحتجزين ( السجناء داخل السجون ) كما تم تم عمل توعية عن وباء أنفلونزا الخنازير (H1N1) لعدد من المدارس في مديرية صنعاء القديمة.

ويتم علاج الحالات بإعطاء بعض الادوية الخاصة بالأعراض مثل مضادات الحمى ومضادات النزول واعطاء علاج للحالات الشديدة والحرجة مثل ( تام فلو ) يصرف عن طريق منظمة الصحة العالمية مجانا حيث يكلف الباكت 22 الف ريال يمني عشر حبات. وكذلك يقول القعود ننصح "الحالات بكثرة شرب السوائل وتناول الخضروات والفاكهة".

زر الذهاب إلى الأعلى