[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
عربي ودولي

من هو سفاح مسجدي نيوزيلندا؟

من هو سفاح مسجدي نيوزيلندا الذي قتل بدم بارد عشرات المصلين؟


تبدو اللقطات وكأنها لعبة فيديو من ألعاب العنف التي غزت أيدي أطفال الألفية الثالثة. لكن برينتون تارانت، الذي بث مباشرة لقطات المذبحة التي نفذها داخل مسجدين في إحدى مدن نيوزيلندا، الآمنة حتى وقت قريب، ليس طفلاً يلهو بلعبته المفضلة في عالم افتراضي. هو الإرهابي الذي قتل بدم بارد عشرات المصلين، معظمهم من المهاجرين واللاجئين، في أحد البلدان التي يشكل هؤلاء فيها نسبة مهمة من مواطنيها، ووافديها، ويدها العاملة، ونسيجها الاجتماعي.
وليس تارانت، سوى التجسيد الأخير، والذي لن ينتهي معه، لظاهرة المتوفقين البيض المعادين للآخر بكل أشكاله، من الأفارقة إلى المسلمين، إلى أصحاب القوميات والأديان المختلفة، وحتى أصحاب الأرض الأصليين. لكن ما اقترفه، سيكون أشد وقعاً وتأثيراً، من صراخ بقية "المتفوقين"، من دونالد ترامب، الرئيس الأميركي المعادي للمهاجرين، وصولاً إلى مارين لوبن، زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي، التي شملها إرهابي نيوزيلندا في "المانيفستو" الذي أصدره تبريراً لمذبحته، قائلاً إن خسارة لوبن في انتخابات فرنسا هي أحد الدوافع وراء إرهابه.

وحسب موقع العربي الجديد، قبل تنفيذه الهجوم، برفقة آخرين، لم تعلن أسماؤهم، نشر تارانت بياناً عنصرياً على "تويتر"، قبل أن ينقل مباشرة مقاطع من الاعتداء عبر "فيسبوك لايف".

ويظهر الفيديو رجلاً أبيض بشعر قصير يصل بالسيارة إلى مسجد النور في كرايست تشيرش، ثمّ يبدأ بإطلاق النار لدى دخوله إليه.

ونُشر "بيان" يشرح دوافع الهجوم صباح الجمعة على حساب على "تويتر" يحمل نفس الاسم والصورة الشخصية لحساب "فيسبوك" الذي نقل الهجوم مباشرة، والتي قالت وسائل إعلام أن متابعيه كانوا غالباً ما يعلقون بأسلوب عنصري.

وعنوان البيان الذي سماه "مانيفستو"، "الاستبدال الكبير"، ويشير نصه الممتد على 73 صفحة إلى أن تارانت أراد مهاجمة مسلمين. ويبدو عنوانه مستوحى من نظرية للكاتب الفرنسي رونو كامو بشأن اندثار "الشعوب الأوروبية"، التي "تستَبدَل" بشعوب غير أوروبية مهاجرة. وباتت هذه النظرية منتشرة بشدة في أوساط اليمين المتطرف.

ويخبر الإرهابي في النصّ أنه مولود في أستراليا "من عائلة عادية"، ويبلغ من العمر 28 عاماً. وأعلن أن إحدى اللحظات التي دفعته إلى التطرف كانت هزيمة لوبن في انتخابات 2017 الرئاسية، وهجوم بشاحنة في استوكهولم في نيسان/إبريل 2017 قتل فيه خمسة أشخاص، بينهم طفلة في الحادية عشرة من العمر.

لم يخطط تارانت لتنفيذ هجومه بنيوزيلندا، لكنه اكتشف أنها بيئة حاضنة للكثير من المسلمين، بعدما وصلها للتخطيط والتدريب فقط.

في سيرة القاتل الشخصية، أنه نشأ في غرافتون، وهي بلدة صغيرة في شمال نيو ساوث ويلز بأستراليا، والتحق بمدرسة ثانوية محلية، ثم عمل مدرباً شخصياً في مركز لل"اسكواش" واللياقة البدنية عام 2010، ولم يكن اسمه يوماً مدرجاً على أي لائحة حمراء.

وبالنسبة للطريق التي سلكها منفذ الهجوم بالسيارة ونقلها مباشرة أيضاً، يمكن سماع صوت نظام الملاحة الإلكتروني في الخلفية. وتتبعت وكالة "فرانس برس" طريقه عبر استخدام "غوغل ستريت فيو". وظهرت في الفيديو أيضاً على الأسلحة التي استخدمها مطلق النار بعض كلمات مشابهة لتلك الظاهرة في صور نشرت في وقت سابق على حساب "تويتر" الذي نشر عبره الإعلان، والتي نشرت ي 13 آذار/مارس. وكتبت عليها خصوصاً أسماء باللغة الإنكليزية وباللغات الأوروبية الغربية لشخصيات عسكرية تاريخية، من بينهم أوروبيون قاتلوا القوات العثمانية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر.

ميركل وأردوغان وعمدة لندن أهدافاً سياسية للقاتل

وفي "مانيفستو" الجريمة، وضع إرهابي نيوزيلندا أهدافاً سياسية للقتل، على رأسها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وعمدة لندن صادق خان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وتعهد تارانت بقتل المسلمين، الذين وصفهم ب"الغازين"، و"المحتلين". كما استلهم من تفسيرات الفايكنغ للفردوس، محتملاً أنه قد يبقى على قيد الحياة بعد الهجوم.

وبدا القاتل الأسترالي مهووساً، من خلال كتاباته التي لم يوقعها باسمه، ب"المذبحة بحق البيض"، على أيدي من يصفهم بالغزاة من المهاجرين، مع عقدة مرضية من ارتفاع نسبة الخصوبة عند "غير البيض".

وكتب أنه قام بفعلته "لأنتقم لمئات آلاف القتلى الذين سقطوا بسبب الغزاة في الأراضي الأوروبية على مدى التاريخ.. ولأنتقم لآلاف المستعبدين من الأوروبيين الذين أخذوا من أراضيهم ليستعبدهم المسلمون".

أسماء كثيرة، تأثر بها تارانت، من أندرس بيهرينغ بريفيك مرتكب هجمات النرويج عام 2011، وكانداس أوينز، الصحافية الاميركية المحافظة والمؤيدة لترامب. وديلان روف، منفذ هجوم تشارلستون عام 2015.
لن تكون مذبحة نيوزيلندا الأخيرة بحق المهاجرين، والمسلمين. لن يشفع لتارانت قوله إنه "إنسان عادي"، ولا للغرب التنديد والمؤاساة. سفاح نيوزيلندا، وراءه ملايين المتابعين...خطاب الكراهية والعنصرية يتصاعد في الغرب.

زر الذهاب إلى الأعلى