[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
اقتصاد

كيف يمكن أن يؤثر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الأسهم الانجليزية؟

كيف يمكن أن يؤثر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الأسهم الانجليزية دون اتفاق بشأنها؟


في حين يبدو أن مستثمري الأسهم في الولايات المتحدة يفهمون مخاطر الحرب التجارية مع الصين، إلا أنهم يتجاهلون تمامًا الخطر الشديد المتمثل في الانفصال الصعب لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ومن المؤكد أن مثل هذا الحدث من شأنه أن يدفع المملكة المتحدة إلى الركود ويلقى بثقلها على منطقة اليورو التي تعد واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم.
وارتفعت التوقعات بانسحاب بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي دون اتفاق بعدما صوت المشرعون في البرلمان البريطاني برفض اتفاقية الخروج التي أبرمتها رئيسة الوزراء السابقة "تيريزا ماي" مع الاتحاد الأوروبي أربع مرات متتالية، الأمر الذى أجبر ماي على طلب تأجيل الخروج عن الاتحاد الأوروبي حتى نهاية تشرين الأول/ أكتوبر القادم والذى كان من المفترض أن يحدث في نهاية آذار/ مارس الماضي.
وقد أثارت الضبابية وعدم الشفافية المحاطة بالبريكسيت مخاوف الكثير من المستثمرين في أسواق الأسهم البريطانية خاصة وأن بعد الموافقة على التمديد فشلت ماي في احراز أي تقدم بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي مما دفعها إلى تقديم استقالتها، الأمر الذى زاد من احتمالات انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.

ويرى الكثير من المحللين أنه في حالة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون صفقة فإن احتمالية حدوث انخفاض حاد في الاقتصاد الأوروبي ستكون أكيدة، وبالتالي ستزيد من احتمال حدوث ركود اقتصاد في الولايات المتحدة بحلول عام 2020.
الآن سيكون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بمثابة قوة سلبية في حد ذاتها، لكنها ستزيد أيضًا من الرياح المعاكسة للحروب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، كما ستضعف أرباح الشركات ويتباطأ النمو الاقتصادي، كل هذه العوامل ستعرض أسعار الأسهم العالمية للخطر.
إن التصاعد الأخير للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين يعد خطرًا بنفس درجة الخطورة حيال انفصال البلاد من الاتحاد الأوروبي دون صفقة.
من كان يظن أنه بعد مرور أكثر من عامين على تصويت بريطانيا لمغادرة الاتحاد الأوروبي، لم تتوصل المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بعد إلى اتفاق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مما يزيد من احتمالية عدم وجود صفقة للبريكسيت.
أعطى مسؤولو المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ما يقرب من ثلاث سنوات للتفاوض على تسوية للبريكسيت، ولكن بعد التخبط والضبابية المحيطة بصفقة البريكسيت تتزايد احتمالية عدم التوصل إلى اتفاق، وتظهر أسواق المراهنة الأوروبية نحو 40% لتمرير الموعد النهائي للبريكسيت بدون معاهدة للانسحاب.
ليس هناك شك في أنه إذا تركت بريطانيا الاتحاد الأوروبي دون اتفاق فستكون هذه فوضى، سيجد المهنيون الأوروبيون العاملون في الاتحاد الأوروبي أن وظائفهم معرضة للخطر، وسيكون وضع بعض العقود القانونية غير واضح وستخضع بريطانيا للتعريفات الخارجية للاتحاد، وقد تطالب الحكومة البريطانية تمديد آخر أو تخاطر بتدمير اقتصاد المملكة المتحدة.
في هذا السيناريو، سيتم معاقبة جميع الأصول في المملكة المتحدة مع هبوط الأسهم والسندات بشكل حاد، ومن الممكن أن تقوم الشركات بنقل عملياتها خارج المملكة المتحدة وقد يؤدى ذلك إلى هبوط مؤشر فوتسي بنسبة 5%.
لا تزال المخاوف تتنامى بشأن عدم وجود صفقة، وسيؤثر ذلك بشكل سلبى على الأسهم في المملكة المتحدة على المدى القصير - الأسهم الانجليزية ، ولكن سيكون انخفاض الجنيه الاسترليني داعمًا لأرباح الشركات وتعزيز النشاط التجاري، ولقد تم رؤية هذا الأمر بالفعل على مدار العاميين الماضيين حيث تسببت حالة عدم اليقين حيال البريكسيت في هبوط العملة بنحو 16% من قيمتها بينما ارتفع مؤشر فايننشال تايمز بأكثر من 20%.

زر الذهاب إلى الأعلى