آراء

معين عبدالملك.. دعوه يعمل

عادل الأحمدي يكتب معين عبدالملك.. دعوه يعمل


منذ يومين وأنا أردد في نفسي: ما أصعب أن تقف عاجزا عن الدفاع عن شخص يظلم أمام ناظريك وانت واثق كل الثقة انه يستحق أن تنصره ولو بكلمة، وانت تردّد حتى لا تتهم بالتطبيل لان هذا الشخص في موقع رئيس وزراء.
الدكتور معين عبدالملك ليس لديه حزب يذود عنه ولا ذباب الكتروني يذبّ عنه من يتسافهون عليه. ولمن يعرف مقاييس الأداء الحكومي بشكل دقيق فإن معين عبد الملك يعد كفاءة إدارية نادرة يضاف إليها قناعة النفس وتجنب خلق العداوات والأعداء.
معين لا يُحارب بسبب فشله بل بسبب استعصائه على الفشل.
رجل ممتلئ، لا يخشى الأقوياء بل يبحث عن ذوي المقدرة والكفاءة أينما كانوا. وهو اليوم يواجه وحيدا حملة كيدية ضارية ضده لأنه لم يحبذ مراكمة رصيده الشعبي عبر تصريحات شعبوية بل عبر إنجازات ملموسة.
ولعلّ رئيس الوزراء الشاب أغاظ طابور الشيوخ المتقاعدين الذين ظنوا أنهم وحدهم جديرون بمناصب بهذا الحجم، وبالتالي فإن نجاحه نجاح لجيل كامل يتوجب عليه أن يمسك زمام الأمور اليوم أو غدا، في المقابل فإن محاولة إفشاله تستهدفنا جميعا وتضع الأشواك في الطريق، وتلبّد الأجواء من حوله وحولنا جميعا.
دعوه يعمل، وإذا لديكم اي ملاحظات حول أدائه فالنقد البناء المدعم بالبراهين مطلوب ومهم، أما مجرد الردح والقدح واللمز وتفسيق النوايا فهذا أسلوب ينبغي إدانته والإقلاع عنه.
معين عبدالملك هو واحد من أبناء اليمن صار في موقع مسؤولية كبيرة في ظرف ليس حساسا فحسب بل ظرف قاهر من كل النواحي.. لديه هموم كبيرة يريد حسب ما رأيت، أن ينجز فيها تقدّماً يحسب له في عمره الوظيفي المديد. وحسب رؤيته فإن تنويع الإيرادات وتسليم الرواتب لكل موظفي الدولة في كل مناطق اليمن، هي نصف الطريق إلى استعادة المؤسسات المنهوبة من قبل عصابات الكهنوت في صنعاء.
معين عبدالملك ليس لصّاً في سنوات خدمته الأخيرة يريد أن يملأ جعبته بما تيسر ويغادر.
لا ينبغي تقييم أدائه بناء على تخمينات هشة وموجهة لتقديراته السياسية، كما لا ينبغي تقييم تقديراته السياسية بناء على مقاييس هذا المفسبك أو ذاك.
بعد أيام، سيكون مر عام كامل على تسلُّمه الحكومة التي لم يختر من بين أعضائها وزيرا واحدا، ويريد حُسّاده أن يقولوا إنه عام من الفشل، رغم أن فترة العمل الفعلي في هذا العام المضطرب لا تمثل إلا نصف العام.
إن الحملة التي تستهدف رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، تستهدف في حقيقة الأمر رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، ومن يعتقد أنه يخدم أحدهما بالانتقاص من الآخر فهو يسيء لكليهما، ويعبث في حياض الشرعية خدمةً لأصابع الحوثي.
كلي أمل أن سكرتارية رئيس الوزراء توصل له النقد البناء وتحجب عنه ما عداه من إساءات حتى لا يقتطع جزءاً من وقته لصالح المنجمين والمفسرين الذين يجتهدون في البحث من وراء هذا الهجوم ومن قفا تلك الحملة. عليه أن يواصل العمل واضعاً نصب عينيه أن ما ينفع الناس سيبقى في الأرض، وأن رضا الناس غاية لا تدرك، وأن الصبر على كيد الحسود أجدى وأنفع.

زر الذهاب إلى الأعلى